الداخل الفلسطيني ينتصر لـ23 ألف يتيم

19 ديسمبر 2015
المتظاهرون أكدوا دعمهم ليتامى فلسطين (العربي الجديد)
+ الخط -
تحت شعار "23000 يتيم بأي ذنب يجوعون؟"، شهدت قرية كفر كنا في الجليل، مساء اليوم السبت، مظاهرة حاشدة دعت إليها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.


تأتي المظاهرة للاحتجاج علی حظر وإغلاق مؤسسة "لجنة الإغاثة الإنسانية للعون"، وهي واحدة من 20 مؤسسة شملها قرار الحظر الذي أصدرته المؤسسة الإسرائيلية قبل نحو شهر بحظر الحركة الإسلامية الشمالية ومؤسساتها.

وتعمل المؤسسة في مجال كفالة الأيتام في غزة والضفة والقدس المحتلة والداخل المحتل عام 1948.

وردد المتظاهرون شعارات منها "يا عالم شوف شوف حرموا الطفل من المصروف"، "يا آكل مال الأيتام إنت والله مش انسان"، "اليتيم ما بنهان نتنياهو يا جبان".

الطفلة مايا الهدار من الخليل، والتي كانت مستفيدة هي وأسرتها من مساعدات المؤسسة قبل حظرها، ألقت قصيدة مؤثرة في نهاية المسيرة عبرت فيها عن محنتها ومحنة الأطفال اليتامى.

المحامي حسين أبو حسين، وهو كافل للأيتام، قال: "كفالة اليتيم خلق رفيع وحسن حثت عليه الأديان السماوية. ربما نحن بحاجة إلى تعليق وسام فخر لجمعية الإغاثة الإنسانية التي أتاحت لنا كفالة الأيتام. توجهت إلينا لكفالة الأيتام الذين يتم قسم كبير منهم بسبب الاحتلال. النظرية التي وقفت من وراء حظر المؤسسة أن من يدعم الأطفال ويكسوهم ويساعدهم إنما يشجعهم علی الإرهاب بزعمها".

وأضاف أن "ما يغيظ المؤسسة الإسرائيلية في الواقع هو دعم الحركة الإسلامية للقدس والمسجد الأقصى ولهذا لاحقتها وأخرجتها عن القانون واتهمتها بالتحريض"، وأشار إلى وجود طرق سيتم اللجوء إليها لاستمرار كفالة الأيتام.

اقرأ أيضاً: الشهيد أحمد جحاجحة يوثق بالصورة جرائم الاحتلال

من جانبه قال محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 "اليوم ندافع عن الأيتام الذين تريد إسرائيل حرمانهم من الحد الأدنى الذي يتوفر لهم. نقول لهم أين ستذهبون من ثأر 23000 طفل كانوا مكفولين وهم الذين كانت الجمعية قد أعادت لهم شيئاً من الحياة ولكن حكومة إسرائيل تريد تعميق بؤسهم. لكننا نؤكد أيضاً أن هذه المشاريع ستستمر ونقول له خسئت".

ولفت إلى أن إسرائيل تعادي وجود فلسطينيي الداخل وأن الأمر لن يقف عند حظر الحركة الإسلامية، مشيراً إلی التهديدات التي يواجهها حزب التجمع الوطني الديمقراطي.

وأشار إلى أن لجنة المتابعة ستعلن عن فعاليات موحدة في "اليوم العالمي للتضامن مع شعبنا، في السادس عشر من كانون الثاني/ يناير القادم، حيث سنتوحد علی الحق".

آخر المتحدثين كان الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية الشمالية التي تم حظرها، والذي قال: "كفالة اليتيم هي قيمة إيمانية إنسانية حثت عليها كل الرسالات السماوية ومن يحاربها يحارب القرآن الكريم والتوراة والإنجيل ويمارس الاضطهاد الديني.. مؤسسة الإغاثة الإنسانية تقوم علی كفالات من مختلف الشرائح في مجتمعنا الفلسطيني بدون استثناء فمن المكفولين مسلمون ومسيحيون ودروز، في الداخل والضفة والقدس وغزة. ونؤكد لو فرضت المؤسسة الإسرائيلية بيننا وبينكم أيها الأطفال اليتامى ألف حصار لاخترقناه لاحتضانكم".

وأضاف: "المؤسسة الإسرائيلية باتت تضيق ذرعاً منا ومن مؤسساتنا حتى إن الشرطة اعترضت طريق الكثيرين من القادمين إلى هذه المسيرة، لكن مهما فعلت فإن مسيرة نضالنا مستمرة. ونقول للمسؤولين في المؤسسة الإسرائيلية الذين يتجبرون علی الأيتام يا عيب عليكم. ولكن رغم وحشية ذلك فإن هذا التجبر علی اليتيم يبشرنا بأن زوال العنصرية الإسرائيلية وزوال الظلم والاحتلال قد اقترب".

وتساءل: "ماذا تريدون من فرض الألم علی اليتيم المريض وسرقة ابتسامة اليتيم ومن يرتجف من البرد في خيمة؟! إن ظننتم أنكم أعلنتم حرباً عليهم طامعين بتجنيد جزء من شعبنا بمساومتهم علی لقمة الطعام فأنتم واهمون فأطفالنا هم من صنعوا الانتفاضات السابقة كلها".

اقرأ أيضاً: 7 أسرى أطفال من بيت لحم يُعذَّبون بسجون الاحتلال

المساهمون