الخيم الرمضانية: من هنا جاءت الفكرة

04 يوليو 2015
حمية خمس نجوم (Getty)
+ الخط -
في زمن العثمانيين، تطوّرت فكرة الخيمة بفضل انتشار الطرق الصوفية، حيث كانت أنشطتها تدور حول قراءة القرآن ومجالس الذِكر وفقرات الإنشاد الديني والوعظ والإرشاد. ولا تزال بعض تلك الخيام تُضرب في أماكن معروفة، خاصة في رمضان، مثل ساحات مساجد السيدة زينب والحسين والسيدة عائشة في القاهرة وغيرها، وهي خيام خيرية تُقدّم لمريديها الطعام والشراب والمتعة الروحية بلا مقابل.
الخيمة الرمضانية الحديثة لا علاقة لها بذلك الجو الصوفي، فالقائمون عليها استثمروا النمط الفولكلوري الظاهري دون غيره وسيلةً للجذب السياحي، لتدرّ ربحاً مادياً وفيراً من خلال زبائنها من الأفراد والعائلات الذين يرغبون في قضاء سهرات رمضانية مميزة، لدرجة جعلت شهر رمضان موسماً تنافسياً بين الخيمات، حيث موائد الإفطار الشهية ووجبات السحور الفاخرة، وما بينهما من فقرات فنية جاذبة ومسلية تتنوع بين المحافظة والانفتاح، ما يلقى انتقادات واسعة من المؤمنين الذين يجدون في بعض هذه الخيم انتهاكاً لحُرمة شهر رمضان.
حتى الفنادق الكبرى بدأت، منذ عدة سنوات، في تشييد خيمات رمضانية من فئة خمس نجوم، فكانت وسيلة ناجعة للتحايل على الركود الذي يصيبها أثناء رمضان، فالزبائن الذين يقصدون سهراتها الفنية الصيفية يقلون في هذا الشهر. وتمتاز تلك الخيام بالخدمة الفندقية العالية، التي تناسب تكلفتها، حيث الحفلات الموسيقية والغنائية والاستعراضات الراقصة.
تتكوّن في العادة الخيمات الرمضانية من مطعم فاخر، يقوم بتجهيز وجبتي إفطار وسحور، ومقهى يقدّم المشروبات المتنوّعة طوال الليل، ومسرحٍ كبير تقدّم من خلاله العروض الفنية، ومكان ترفيهي مخصص للأطفال، إضافة إلى ركن تجاري لبيع الهدايا التذكارية، مع شاشات عرض كبيرة لمتابعة المسلسلات والبرامج الرمضانية لمن أراد من الزبائن.
على امتداد الطرق العامة، وفي ظل أزمات اقتصادية طاحنة يعيشها نسبة كبيرة من المواطنين، تبرز الإعلانات التجارية المستفزة التي هي عبارة عن بوسترات كبيرة للفنانين والفنانات والفرق الموسيقية والاستعراضية الذين سيحيون الحفلات الساهرة في الخيام، حيث أرقام للاتصال والحجز، مع وعد بتقديم خدمة مميزة بأسعار منافسة.
وقد اتجهت بعض الجهات الحكومية في مصر لمنافسة القطاع الخاص، فقامت بإنشاء العديد من الخيام الرمضانية، وعرضت خدماتها بأسعار تستطيع من خلالها استقطاب الشريحة المتوسطة، كما أنها لجأت إلى الفرق الشعبية التابعة لوزارة الثقافة لتقديم العروض الفنية.
المساهمون