الخلافات السياسية تربك أمن محافظة كركوك

09 يونيو 2018
الوضع في كركوك بات مقلقا (علي مكرم غريب/ الأناضول)
+ الخط -
صحت محافظة كركوك العراقية، صباح اليوم، على أصوات مشيّعي ضحايا تفجيرات الأمس، التي ضربت مناطق متفرقة من المحافظة وأربكت أمن المحافظة، بينما يؤكد مسؤولون أنّ أمن كركوك هو انعكاس للواقع السياسي في البلاد.

وقال ضابط في قيادة عمليات كركوك، لـ"العربي الجديد"، إنّ "القيادة اتخذت إجراءات أمنية مشددة، منذ بدأ الخلاف والاعتراضات بشأن نتائج الانتخابات، والتظاهرات والاعتصامات التي اندلعت على إثرها"، مبينا أنّ "تلك الإجراءات أسهمت في إحباط عدد من محاولات تنفيذ أعمال العنف واستغلال المشهد السياسي".

وأضاف أنّ "القوات فعّلت الجهد الاستخباري بشكل مكثّف في المحافظة، وأحبطت من خلاله مخططات خطيرة لاستهداف المتظاهرين والمعتصمين"، موضحاً أنّ "الوضع الأمني اليوم ازداد خطورة مع الطعن بنتائج الانتخابات، وتداعياته على محافظة كركوك، حسب المعلومات الواردة إلينا".

وأكد أنّ "قيادة العمليات زادت اليوم من إجراءاتها الأمنية في عموم المحافظة، بعد تفجيرات الأمس".

وشهدت محافظة كركوك، ليل أمس، تفجيرات وهجوما بقذائف هاون استهدفت مناطق متفرقة من كركوك، أوقعت 22 قتيلا وجريحا.

من جهته، أكد مسؤول أمني في مجلس كركوك، لـ"العربي الجديد"، أنّ "اللجنة الأمنية في المحافظة خاطبت بغداد، بشأن ملف أمن كركوك، ووجود مخططات خطيرة لاستهدافها"، مبينا أنّ "الحكومة سترسل قوات إضافية إلى المحافظة، خلال اليومين المقبلين لتعزيز أمنها".

وأوضح أنّ "هناك بعض المناطق الهشة أمنيا في كركوك، تستطيع من خلالها، المجاميع الإرهابية تنفيذ هجماتهم وتحركاتهم"، مبينا أنّ "هذه المناطق تحتاج إلى وجود قوات مرابطة فيها لضبطها، وعدم منح تلك المجاميع فرصة التحرك وتنفيذ الهجمات".

ويؤكد مسؤولون أمنيون، أنّ أمن كركوك هو انعكاس للواقع السياسي والأزمات بين الكتل والأحزاب السياسية. وقال الخبير الأمني، غزوان محمد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "ما يحدث في كركوك من ارتباك أمني هو نتيجة طبيعية للخلاف السياسي، إذ أنّ المحافظة لا تستقر إلّا في حال الاستقرار السياسي".

وأكد أنّه "بعد الطعن في نتائج الانتخابات لن يستقر أمن كركوك، إذ أنّ أي تغير في النتائج سيرضي جهات على حساب أخرى في المحافظة"، مشيرا إلى أنّ "التنظيمات والجماعات المسلحة والمليشيات والعصابات في كركوك، تسيّرها أجندات سياسية، ويسعى البعض منها لخلط الأوراق في كركوك، للتأثير على نتائج العد والفرز في المحافظة".

ودعا إلى "تدعيم أمن المحافظة بقوات أمنية نظامية، تفرض قوتها على القوات الأخرى من المليشيات وغيرها".



وتعدّ محافظة كركوك العراقية من أكثر المحافظات حساسية، إذ أنّ تركيبتها السكانية مختلفة عن جميع المحافظات الأخرى، فهي عبارة عن عراق مصغر يضم القوميات العربية والتركمانية والكردية، فضلا عن الطوائف العراقية والأديان الأخرى.