تراجعت الخطوط الجوية السعودية عن قرارها ابتعاث نحو ثلاثين فتاة لتدريبهن على الطيران وتمكينهن من الحصول على دبلوم ورخصة في الطيران التجاري، بعد أيام قليلة على إعلانها الرسمي عن القرار عبر موقعها الإلكتروني وحساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكد المتحدث الرسمي باسم الخطوط الجوية السعودية، عبد الرحمن الطيب، في بيان سابق عن إصدار القرار الذي ألغي لاحقا، أن الفتيات اللاتي أكملن دراستهن وحصلن على الرخصة من هيئة الطيران المدني سيعاملن معاملة الشباب، فلا بد أن تجتاز المتقدمة كل الاختبارات والفحوصات اللازمة لقبولها في الوظيفة.
وأصدرت الخطوط السعودية بيان التراجع عبر موقعها الرسمي، مؤكدة أن هناك في الوقت الحالي أعدادا كبيرة من الحاصلين على رخص الطيران والمبتعثين لدراسة علوم الطيران من الشباب السعوديين، ما ينفي الحاجة لابتعاث سعوديات للتدريب على الطيران.
كما حذفت تصريحها القديم المنشور عبر موقعها الرسمي، والذي رحبت فيه ببنات الوطن الراغبات في تحقيق طموحهن وارتياد عالم الطيران، بكل ما يعنيه ذلك من تدريب مكثف ودراسات متخصصة وتقنيات حديثة متغيرة، ومستوى لغوي رفيع.
— عبدالله العريفج (@abdullahalorfj) ٢٨ مايو، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وحددت الخطوط الجوية السعودية في قرارها السابق أنها بصدد استقطاب نحو ثلاثين فتاة من خريجات البكالوريوس في المجالات العلمية والرياضيات والحاسب الآلي، للالتحاق ببرنامج الابتعاث "وظيفتك وبعثتك" للتدريب على الطيران والحصول على دبلوم ورخصة الطيران التجاري، ما كان سيمهد للسعوديات العمل في وظيفة قائد طائرة ومساعد طيار على أحدث الطائرات في العالم.
— #وظائف و #توظيف (@msader_jobs) ٢ يونيو، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
ولم ترد الخطوط الجوية السعودية حول الاستفسارات عن سبب تراجعها عن قرارها السابق، غير أن مصادر أكدت لـ"العربي الجديد" أن المؤسسة لم تتعرض لضغوط خارجية، وأن القرار كان داخليا، لعدم جدوى الخطوة، خاصة وأن هناك عشرات السعوديين المؤهلين في قوائم الانتظار، ولم يكن من الملائم تجازوهم. وأعرب الناشط الحقوقي، محمد البراك، عن أمله أن يكون القرار مجرد تأجيل للخطوة، وليس إلغاءها بالكامل.
وقال لـ"العربي الجديد" :"ننتظر بيانا من الخطوط السعودية يوضح الموقف النهائي من بعثة هؤلاء الفتيات، ونأمل أن يكون الأمر مجرد تأجيل لا إلغاء كاملا، فالسعودية بحاجة لأن تؤكد للعالم أنها لا تفرق بين الرجال والنساء في الفرص الوظيفة، وأنها تسير بقوة نحو منح النساء حقوقهن".
وكان عدد كبير من الناشطات السعوديات احتفلن في وقت سابق بقرار الخطوط السعودية، وأكدت أن تلك الخطوة بالغة الأهمية.
— tahany/تهاني 👩⚖️ (@tahanitantawi) ٢٩ مايو، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وأضاف البراك :"حتى لو لم يتم الأمر، فإن مجرد التفكير فيه خطوة كبيرة، فقبل سنوات قليلة كان تخيل ذلك نوعا من المحرمات".