ويأتي الاتفاق بعد أن وقعت إيران، التي لم تشتر بشكل مباشر أي طائرة غربية الصنع منذ نحو 40 عاما، عقودا مع "إيرباص" الأوروبية ومنافستها الأميركية "بوينغ" العام الماضي لشراء نحو 180 طائرة.
و"إيه.تي.آر" مشروع مشترك بين إيرباص، ومقرها فرنسا، وشركة ليوناردو الإيطالية.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية عن أصغر فخرية كاشان قوله إن "العقد بين إيران إير وإيه.تي.آر لشراء 20 طائرة طراز 72-600 من إيه.تي.آر جرى توقيعه من قبل المسؤولين في البلدين".
وجرى التوصل إلى اتفاق أساسي لشراء 20 طائرة، مع خيارات لشراء 20 طائرة أخرى، قبل عدة أسابيع، لكن المفاوضات طالت بشأن اتفاق يتعلق بالصيانة وقطع الغيار بين "إيران إير" وشركة "برات آند ويتني" الكندية لصناعة المحركات والمملوكة لمجموعة "يونايتد تكنولوجيز" الأميركية لصناعات الطيران.
وفي سياق متصل، قالت وسائل إعلام إيرانية ومصادر في قطاع الطيران إن الخطوط الجوية الإيرانية (إيران إير) قد تتسلم أولى طائراتها النفاثة الجديدة من "بوينغ" قبل عام من الموعد المتوقع بموجب اتفاق للحصول على طائرات اشترتها في الأصل الخطوط الجوية التركية التي تعاني من أزمة سيولة.
وكان من المتوقع أن تتسلم إيران أول طائرة من بين 80 طائرة طلبت شراءها من الشركة الأميركية لصناعة الطائرات في إبريل/نيسان 2018.
وتقول مصادر بالقطاع إن "بوينغ" تخوض مفاوضات لتسليم الشركة الإيرانية طائرة واحدة على الأقل من طراز 777-300ER جرى تصنيعها في الأصل لشركة الخطوط الجوية التركية التي تؤجل التسليمات بسبب ضعف حركة الطيران عقب محاولة انقلاب فاشلة في تركيا العام الماضي.
وأبلغ أصغر فخرية كاشان، نائب وزير الطرق وبناء المدن الإيراني، وكالة مهر للأنباء شبه الرسمية، أن أول طائرة بوينغ من طراز 777 ستصل إلى طهران في غضون شهر.
وستكون هذه أول طائرة جديدة مصنوعة في الولايات المتحدة يتم تسليمها إلى إيران منذ الثورة الإسلامية في عام 1979.
وتبلغ قيمة الطائرة 777 المخصصة للرحلات الطويلة المدى 347 مليون دولار، وفقا للأسعار المعلنة، لكن من المرجح أن يكون قد تم بيعها بسعر يقل عن نصف تلك القيمة، وفقا لتقديرات القطاع.
وطلبت "إيران إير" أيضا شراء 100 طائرة من شركة "إيرباص" الأوروبية بموجب اتفاق لرفع معظم العقوبات المفروضة على البلاد في مقابل كبح برنامج إيران النووي.
وتأتي عودة إيران إلى سوق الطيران بعد سنوات من العقوبات، في وقت تعيد فيه شركات طيران بمناطق أخرى النظر في المشتريات بسبب مخاوف متعلقة بالاقتصاد وبوادر تلوح في الأفق لفائض في الطاقة الإنتاجية للطائرات العريضة البدن.
وتسبب هذا الاتجاه في إتاحة عدد من الطائرات غير المستخدمة للتسليم السريع بأسعار تنافسية بما في ذلك ثلاث طائرات من طراز إيرباص جرى تسليمها لإيران في الآونة الأخيرة، كما سمح لـ"إيران إير" بأن تتخطى قائمة الانتظار التقليدية التي تجبرها على الانتظار عدة سنوات.
وتعتبر حكومة الرئيس حسن روحاني حريصة على استعراض نتائج اتفاق رفع العقوبات عن إيران قبل انتخابات مايو/ أيار التي ينافسه فيها رجل الدين المحافظ، إبراهيم رئيسي.
وتقول مصادر بقطاع الطيران إنه تم سداد قيمة الطائرة الأولى مباشرة من أموال إيرانية، لكن الشكوك تظل قائمة حول التمويل الائتماني الضروري للحصول على نحو 180 طائرة طلبت إيران شراءها.
وما زالت البنوك الغربية عازفة عن تمويل اتفاقات بين "إيران إير" وشركات غربية مخافة الوقوع تحت طائلة عقوبات مصرفية أميركية تظل قائمة أو تعرض العلاقات بين طهران والغرب لجمود جديد في ظل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
(رويترز، العربي الجديد)