الخرطوم تؤجل زيارة مشار بضغط من جوبا

05 اغسطس 2014
خلاف في الخرطوم بشأن زيارة مشار(زاشاريس أبو بكر/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

اعتذرت الحكومة السودانية، عن استقبال زعيم المتمردين في جنوب السودان، رياك مشار، قبيل ساعات من الزيارة التي كان ينوي القيام بها أمس الإثنين، لمناقشة قضية الحرب في دولة جنوب السودان، وأفق الحل، مع المسؤولين في الخرطوم، بما في ذلك الرئيس السوداني عمر البشير.

وشكلت الخطوة مفاجأة لزعيم الحركة الشعبية المعارضة الذي كان قد حزم أمتعته في أديس أبابا استعداداً للرحلة إلى الخرطوم. كذلك أثار القرار مفاجأة في الأوساط السودانية، ولا سيّما بعد إعلان الحكومة في الخرطوم، على لسان وزير الخارجية علي كرتي، عن الزيارة، وإبلاغ القصر الرئاسيّ الإعلاميين بموعد لقاء البشير بمشار، والذي عدّل مرتين.

وأوضح المتمردون، أن الحكومة السودانية أبلغتهم، مساء الإثنين، رغم اكتمال كافة الترتيبات والمشاورات بشأن الزيارة، برغبتها في تأجيل الزيارة، وحددت موعداً جديداً لاستقبال مشار. وخيّرت الأخير بين العاشر والعشرين من شهر أغسطس/ آب الجاري. وبررت الخطوة بغياب شخصية مهمة يفترض أن تحضر اللقاء.

لكن مصادر سودانية أكدت لـ"العربي الجديد" أن جوبا عبّرت للخرطوم، بطريقة غير مباشرة، عن عدم رغبتها في زيارة مشار. وأكدت المصادر أن جوبا قادت عملاً دبلوماسياً وسياسياً طوال الساعات التي سبقت الزياة لتعطيلها، وبدت واثقة تماماً في عدم مقدرة مشار على زيارة السودان لاحقاً.
وأشارت المصادر إلى أن جوبا تنظر إلى تحركات مشار في إطار محاولته تقديم نفسه كزعيم بديل للرئيس الجنوبي، الحالي، سلفاكير ميارديت، وإيجاد اعتراف بذلك من قبل دول الجوار.

وفي الخرطوم، كشفت مصادر أيضاً لـ"العربي الجديد" أن خلافاً نشب بشأن زيارة مشار، إذ رأت مؤسسات عسكرية أن الخطوة من شأنها تأجيج الصراع بين الدولتين وزيادة وتيرة الشكوك والادعاءات الجنوبية بشأن دعم الخرطوم لمشار.

بدروه، يرجّح نائب رئيس جمعية الأخوة السودانية "الشمالية/الجنوبية"، الطيب زين العابدين، أن تكون جوبا مارست ضغوطاً على الخرطوم، لمنع الزيارة التي تتحفظ عليها رغم إعلانها الموافقة عليها.

وأوضح المحلل السياسي أن هناك صفقة اقتصادية كبيرة تعوّل عليها الخرطوم في أزمة النقد الأجنبي، والخاصة بالاتفاق الذي تم بشأن تحويل المنحة التي أقرها مؤتمر أوسلو أخيراً باعتماد مبلغ 650 مليون يورو، وتحويله إلى فرع بنك قطر الوطني في الخرطوم، لشراء مواد إغاثة من الأخيرة، وإرسالها إلى المتضررين في الجزء الشمالي من دولة جنوب السودان. وأشار زين العابدين إلى مقدرة جوبا على عرقلة ذلك الاتفاق.

ولفت إلى أن جوبا قد تمارس ضغوطاً اقتصادية على الحكومة عبر تلك الصفقة، وأيضاً، عبر وقف تدفق النفط، ولا سيّما أن تعطيل زيارة مشار يمثل لها أهميةً أكبر من عملية الإغاثة، حتى أنها يمكن أن تقاتل إلى ما لا نهاية في حال تعلق الأمر بإزاحة ميارديت عن السلطة.

وإبان الزيارة الأولى، التي كان ينوى مشار القيام بها إلى الخرطوم، في مايو/أيار الفائت، أعلنت جوبا رفضها القاطع للزيارة، باعتبار أن زعيم المتمردين الجنوبيين لا يحمل أي صفة اعتبارية أو رسمية، وفقاً لتصريحات أدلى بها سفير دولة جنوب السودان في الخرطوم، ميان دوت، لـ"العربي الجديد". وأكد الأخير وقتها أنه تقدّم باحتجاج رسمي للخارجية السودانية حول الزيارة.

المساهمون