تشير أوساط قضائية أميركية إلى أن السجين المغربي زكريا موسوي، المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة التآمر مع خاطفي الطائرات الـ19 لمهاجمة نيويورك وواشنطن في الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، عكف خلال الأيام والأسابيع الماضية على كتابة رسائل بخط يده مذيلة بعبارة "العبد لله... الخاطف العشرون"، أُرسلت إلى محاكم في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ويدّعي في بعضها أن أميراً سعودياً قدّم مساعدات مالية له ولمنفذي الهجمات.
ويزعم موسوي في رسائله وجود مؤامرة لمنعه من الإدلاء بشهادته حول هذا الأمير الذي لم يكشف عن اسمه. وتقول الأوساط الأميركية إن موسوي أعرب في إحدى الرسائل عن مخاوفه من التآمر على قتله والادعاء بأنه انتحر.
ومن المعروف أن زكريا موسوي، البالغ من العمر حالياً 46 عاماً، لم يشارك في "هجمات سبتمبر"، لأنه كان قد اعتُقل قبل الهجمات بفترة وجيزة بعد أن اشتبهت به مدرسة لتعليم الطيران، لأنه أراد أن يتعلم قيادة طائرات بوينغ 747 من دون أن يبدي أي اكتراث بالحصول على شهادة تخرج.
واعترف موسوي أثناء محاكمته في العام 2005 بأنه كان يخطط لمهاجمة البيت الأبيض في 11 سبتمبر/أيلول 2001، لكن وجوده في السجن حرمه من المشاركة في الهجمات.
وكان الخاطفون الـ19، وهم 15 سعودياً وإماراتيان ومصري ولبناني، قد توزعوا على أربع طائرات يقودها أربعة ممن تدربوا على الطيران، فيما أُسندت مهمة السيطرة على ركاب كل طائرة إلى أربعة من الخاطفين.
لكن الطائرة التي قادها اللبناني زياد الجراح كان عدد الخاطفين فيها أقل من المحدد، فتمكّن الركاب من الدخول معهم في عراك بالأيدي، وأُسقطت الطائرة في بنسلفانيا قبل وصولها إلى هدفها المفترض في واشنطن، وفقاً للرواية الرسمية الصادرة عن الكونغرس الأميركي في تقرير خاص عن الأحداث.
وذكرت مصادر إعلامية أميركية هذا الأسبوع أن موسوي المشتبه بأنه الخاطف الناقص، يُطالب حالياً بنقله من سجن سوبرماكس في ولاية كولورادو الذي يخضع فيه لحراسة مشددة، إلى معتقل غوانتانامو في كوبا، لينضم إلى كبار المعتقلين الآخرين المشتبه بتورّطهم في "هجمات سبتمبر"، بمن فيهم العقل المدبر المزعوم خالد شيخ محمد، ومنسّق التواصل مع الخاطفين رمزي بن الشيبة.
وبرر موسوي هذا الطلب بأنه يتعرض في سجنه الحالي إلى اعتداءات ومضايقات من السجناء الآخرين في قضايا جنائية ومن حراس السجن. ورفض المتحدث باسم هيئة السجون الأميركية كريس بورك التعليق على هذه المزاعم.
وقدّم موسوي في رسائله أيضاً مطالب أخرى، من بينها توفير رعاية طبية له تمكّنه من إجراء عملية جراحية طال انتظاره لها، والسماح له بتوكيل المحاميَين اللذين مثّلا أفراد أسرة مايكل براون في قضيتهم مع شرطة فيرغسون، وهما المختصان في الحقوق المدنية، بنيامين كرامب وأنطوني غراي. وقال موسوي في إحدى الرسائل: "أنا حالياً في إضراب عن الطعام منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حتى يتم تعيين محامٍ يمثلني".
وكان موسوي أثناء محاكمته في العام 2005 يرفض التعامل مع محامٍ عام اختارته له المحكمة. وفي الوقت الذي اتهمه فيه ممثل الادعاء بأنه كان على علم بخطط "هجمات سبتمبر" استناداً إلى اعترافاته، وعلاقته بتنظيم "القاعدة"، وإشاداته الدائمة بمؤسس التنظيم أسامة بن لادن، فإن محامي الدفاع الذي رفض موسوي التعامل معه، حاجج المحكمة الفدرالية في شمال فرجينيا بأن المتهم مصاب بحالة نفسية، يجب مراعاتها. ونجح المحامي حينها في تجنيب موسوي عقوبة الإعدام.