بدأ المغرب، عام 2004، عملية استهدفت توحيد المذهب والعقيدة في المملكة. جاء ذلك في أعقاب التفجيرات الإرهابية التي استهدفت الدار البيضاء، في مايو/ أيار 2003. لكن، ورغم العملية التي سُمّيت "هيكلة الحقل الديني"، استمرت المذاهب والأديان في الظهور، وازداد انتشارها على امتداد خريطة البلاد.
ويعيش في المغرب اليوم، إلى جانب الأغلبية الساحقة من المسلمين السنّة، طوائف ومذاهب دينية أخرى، كالمسلمين الشيعة، واليهود، والمسيحيين، والبوذيين، والبهائيين، واللادينيين، فيما توجّه تقارير دولية انتقادات للمملكة، أحياناً، لما تسميه التضييق على ممارسة العقائد.
وأكد التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأميركية حول الحريات الدينية خلال عام 2013، أنّ في المغرب زهاء 4 آلاف يهودي، 2500 منهم يقيمون في مدينة الدار البيضاء، فيما يوجد أكثر من 100 يهودي آخرين بين مدينتي مراكش والعاصمة الرباط. وأفاد التقرير بأن شخصيات يهودية بلغت مناصب حكومية سامية في المغرب، فيما تعمد السلطات إلى حظر أنشطة التبشير المسيحي. لكنّه أشار إلى أنّ "المغرب يحترم حق غالبية المواطنين في ممارسة شعائرهم الدينية".
كما قدّر التقرير عدد الشيعة في المغرب بنحو 8 آلاف، معظمهم وفد إلى البلاد من دول أخرى، كسورية ولبنان والعراق، منتقداً في الوقت عينه "غياب مساجد خاصة بهذه الطائفة في البلاد". ويوجد معظم الشيعة في طنجة، شمال المملكة، على البحر المتوسط، فتلقّب بـ"عاصمة الشيعة"، وأيضاً في مدن مكناس والدار البيضاء والرباط. كما أشار التقرير إلى أنّ عدد أبناء الديانة البهائية في المغرب، حوالى 400 معظمهم في طنجة. وتحدث التقرير عن وجود 25 ألف مسيحي في البلاد، منهم أكثر من 5 آلاف أجنبي، يتوزعون بين الكاثوليك والبروتستانت، ويعيش معظمهم في مدن طنجة ومكناس والرباط والدار البيضاء، لافتاً إلى أن أنشطة المسيحيين انخفضت جراء التخوّف من المضايقات الأمنية.
ويعلّق الخبير في ملف التبشير المسيحي، محمد السروتي، على هذه الأرقام، بأنّ هنالك "تضارباً بينها وبين تقديرات أخرى". أما في ما يخص تمركز المسيحيين في جنوب البلاد على وجه الخصوص، فيعتبره السروتي استهدافاً لمنظمات تبشيرية دولية للأمازيغ الموجودين في المناطق الجنوبية للبلاد، "مستغلين عوامل الفقر والهشاشة الاجتماعية للترويج في أوساطهم". وقال إنّ الهدف هو الوصول إلى نسبة 10% من المسيحيين في عام 2020.
ويشير السروتي، في حديث إلى "العربي الجديد"، إلى أنّ هناك مَن يتحدث عن 20 ألف يهودي في المملكة، بينما تؤكد مصادر مختلفة أن عددهم لا يتجاوز 5 آلاف يهودي، بسبب الهجرات المتوالية لليهود المغاربة إلى إسرائيل في السنوات السابقة. كما يعيش العشرات من الأحمديين والبوذيين، بالإضافة إلى عدد غير معروف من اللادينيين، بحسب الخبير.
مسار تاريخي
من جهته، يؤكد الباحث في الشأن الديني، محمد بوشيخي، لـ"العربي الجديد"، أنّ الخريطة الدينية في المغرب، عرفت تنوّعاً في السنوات الماضية، نتيجة الانتقال من الأحادية القائمة على الإسلام السني، إلى التعددية القائمة على الاختلاف، نتيجة انبثاق مذاهب وديانات جديدة، تؤثر في اختيارات المغاربة. وسجل بوشيخي تراجعاً حاداً في عدد أبناء الطائفة اليهودية، بعدما كان المغرب ثاني أكبر تجمع لليهود في العالم. ويردّ ذلك إلى الهجرة اليهودية إلى إسرائيل والدول الغربية، والطبيعة المغلقة للديانة اليهودية.
وعزا بوشيخي، التعددية الدينية الحاصلة إلى عدة عوامل، تتداخل فيها العوامل النفسية، مع تداعيات العولمة الثقافية. كما يردّه إلى "تزايد النشاط التبشيري للكنائس المسيحية، وتأثّرِ المهاجرين المغاربة في أوروبا بالديانات الوافدة، مثل البوذية والأحمدية".
ولفت الباحث إلى عامل آخر أدى إلى ازدياد معتنقي الأديان الأخرى والمذاهب في المغرب، وهو تحوّل البلاد إلى "مركز استقطاب للهجرة من أوروبا وأفريقيا والمشرق العربي، فجاءت العادات والمعتقدات مع المهاجرين، وتأثر عدد من المغاربة بها".
في المقابل، يشير بوشيخي إلى تراجع النشاط الدعوي للحركات الإسلامية، وضعف التأطير "الروحي" للمؤسسة الرسمية، ومحدودية تأثير خطابها الإعلامي، مقابل فاعلية القنوات المسيحية وغيرها، التي تستفيد من مصادر تمويل ضخمة، وتتبنى خطاً إعلامياً محترفاً ومتخصصاً.
ويعيش في المغرب اليوم، إلى جانب الأغلبية الساحقة من المسلمين السنّة، طوائف ومذاهب دينية أخرى، كالمسلمين الشيعة، واليهود، والمسيحيين، والبوذيين، والبهائيين، واللادينيين، فيما توجّه تقارير دولية انتقادات للمملكة، أحياناً، لما تسميه التضييق على ممارسة العقائد.
وأكد التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأميركية حول الحريات الدينية خلال عام 2013، أنّ في المغرب زهاء 4 آلاف يهودي، 2500 منهم يقيمون في مدينة الدار البيضاء، فيما يوجد أكثر من 100 يهودي آخرين بين مدينتي مراكش والعاصمة الرباط. وأفاد التقرير بأن شخصيات يهودية بلغت مناصب حكومية سامية في المغرب، فيما تعمد السلطات إلى حظر أنشطة التبشير المسيحي. لكنّه أشار إلى أنّ "المغرب يحترم حق غالبية المواطنين في ممارسة شعائرهم الدينية".
كما قدّر التقرير عدد الشيعة في المغرب بنحو 8 آلاف، معظمهم وفد إلى البلاد من دول أخرى، كسورية ولبنان والعراق، منتقداً في الوقت عينه "غياب مساجد خاصة بهذه الطائفة في البلاد". ويوجد معظم الشيعة في طنجة، شمال المملكة، على البحر المتوسط، فتلقّب بـ"عاصمة الشيعة"، وأيضاً في مدن مكناس والدار البيضاء والرباط. كما أشار التقرير إلى أنّ عدد أبناء الديانة البهائية في المغرب، حوالى 400 معظمهم في طنجة. وتحدث التقرير عن وجود 25 ألف مسيحي في البلاد، منهم أكثر من 5 آلاف أجنبي، يتوزعون بين الكاثوليك والبروتستانت، ويعيش معظمهم في مدن طنجة ومكناس والرباط والدار البيضاء، لافتاً إلى أن أنشطة المسيحيين انخفضت جراء التخوّف من المضايقات الأمنية.
ويعلّق الخبير في ملف التبشير المسيحي، محمد السروتي، على هذه الأرقام، بأنّ هنالك "تضارباً بينها وبين تقديرات أخرى". أما في ما يخص تمركز المسيحيين في جنوب البلاد على وجه الخصوص، فيعتبره السروتي استهدافاً لمنظمات تبشيرية دولية للأمازيغ الموجودين في المناطق الجنوبية للبلاد، "مستغلين عوامل الفقر والهشاشة الاجتماعية للترويج في أوساطهم". وقال إنّ الهدف هو الوصول إلى نسبة 10% من المسيحيين في عام 2020.
ويشير السروتي، في حديث إلى "العربي الجديد"، إلى أنّ هناك مَن يتحدث عن 20 ألف يهودي في المملكة، بينما تؤكد مصادر مختلفة أن عددهم لا يتجاوز 5 آلاف يهودي، بسبب الهجرات المتوالية لليهود المغاربة إلى إسرائيل في السنوات السابقة. كما يعيش العشرات من الأحمديين والبوذيين، بالإضافة إلى عدد غير معروف من اللادينيين، بحسب الخبير.
مسار تاريخي
من جهته، يؤكد الباحث في الشأن الديني، محمد بوشيخي، لـ"العربي الجديد"، أنّ الخريطة الدينية في المغرب، عرفت تنوّعاً في السنوات الماضية، نتيجة الانتقال من الأحادية القائمة على الإسلام السني، إلى التعددية القائمة على الاختلاف، نتيجة انبثاق مذاهب وديانات جديدة، تؤثر في اختيارات المغاربة. وسجل بوشيخي تراجعاً حاداً في عدد أبناء الطائفة اليهودية، بعدما كان المغرب ثاني أكبر تجمع لليهود في العالم. ويردّ ذلك إلى الهجرة اليهودية إلى إسرائيل والدول الغربية، والطبيعة المغلقة للديانة اليهودية.
وعزا بوشيخي، التعددية الدينية الحاصلة إلى عدة عوامل، تتداخل فيها العوامل النفسية، مع تداعيات العولمة الثقافية. كما يردّه إلى "تزايد النشاط التبشيري للكنائس المسيحية، وتأثّرِ المهاجرين المغاربة في أوروبا بالديانات الوافدة، مثل البوذية والأحمدية".
ولفت الباحث إلى عامل آخر أدى إلى ازدياد معتنقي الأديان الأخرى والمذاهب في المغرب، وهو تحوّل البلاد إلى "مركز استقطاب للهجرة من أوروبا وأفريقيا والمشرق العربي، فجاءت العادات والمعتقدات مع المهاجرين، وتأثر عدد من المغاربة بها".
في المقابل، يشير بوشيخي إلى تراجع النشاط الدعوي للحركات الإسلامية، وضعف التأطير "الروحي" للمؤسسة الرسمية، ومحدودية تأثير خطابها الإعلامي، مقابل فاعلية القنوات المسيحية وغيرها، التي تستفيد من مصادر تمويل ضخمة، وتتبنى خطاً إعلامياً محترفاً ومتخصصاً.