انتقدت الخارجية الفلسطينية، اليوم الخميس، رفض رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لما وصفته بـ"الجهد الفرنسي الهادف إلى عقد مؤتمر دولي للسلام، أو أية جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سلام حقيقية وجادة"، مشددة على أن ذلك "يأتي في إطار محاولات تكريس الاستفراد الإسرائيلي العنيف بالشعب الفلسطيني".
وذكرت الخارجية الفلسطينية أن "ما لم يفسره نتنياهو بادر ليبرمان (وزير الأمن الإسرائيلي) إلى شرحه قائلا "من المستحيل وغير الواقعي التوصل إلى سلام نهائي مع الفلسطينيين خلال السنوات القريبة القادمة""، ودعا إلى تأجيل الحل النهائي مع الجانب الفلسطيني إلى عدة سنوات، زاعما أنه "بات واضحا أن المستوطنات ليست هي العقبة أمام تحقيق السلام".
وشددت خارجية فلسطين، في بيان لها، على أن "حقيقة مواقف اليمين الحاكم الرافض للسلام باتت أوضح من أي وقت مضى، فأركانه يتفاخرون بالاستيطان وبرفضهم لحل الدولتين، وسعيهم لفرض القانون الإسرائيلي على الضفة الغربية، على مرأى ومسمع من العالم كله، وهو ما يستدعي موقفا شجاعا وعاجلا من المجتمع الدولي، وفي مقدمته مجلس الأمن، لوضع حد فوري لتمرد إسرائيل على القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، ولإجبارها بقوة القانون الدولي على إنهاء احتلالها واستيطانها لأرض دولة فلسطين".
وأكد المصدر ذاته أن "الاكتفاء ببيانات الإدانة للاستيطان، دون محاسبة الحكومة الإسرائيلية على خروقاتها الفاضحة وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني، تستغلها دولة الاحتلال كمظلة للتمادي في استكمال مشروعها الاستيطاني التهويدي الكولونيالي لأرض دولة فلسطين".
ولفتت إلى أن "اليمين في إسرائيل يعمل، ومنذ صعوده إلى الحكم في العام 2009، على تنفيذ استراتيجيته القائمة على سرقة الأرض الفلسطينية والاستيطان فيها وتهويدها، على قاعدة إنكار وجود الاحتلال، والتعامل مع القضية الفلسطينية كـ"مشكلة سكان" يعيشون في جزر ومناطق معزولة عن بعضها البعض، يخضعون لنظام أبرتهايد إسرائيلي بغيض في محيط مليء بالمستوطنين اليهود".
وتابعت: "ولتحقيق هذا الهدف الاستعماري الكولونيالي، يسعى نتنياهو وحكوماته المتعاقبة إلى كسب المزيد من الوقت، من خلال اتباع سلسلة طويلة من "التكتيكات" تخفي حقيقة مواقفه وائتلافه المعادية للسلام، وتفشل في الوقت ذاته وتعطل أي فرصة لمفاوضات جدية مع الفلسطينيين".
وأضافت أن "هذه التكتيكات تقوم على المماطلة والتسويف، وتبادل الأدوار، والتفاوض من أجل التفاوض، والحلول المجزأة، والشروط المسبقة، والسلام الإقليمي والاقتصادي، ورزم التسهيلات الوهمية للسكان، وغيرها من الشعارات والمواقف الهادفة إلى إفشال جميع أشكال المفاوضات، وتدمير أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة".