حذّرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اليوم الإثنين، من قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين بتغييرات جذرية على طبيعة الأماكن الأثرية والينابيع التاريخية الفلسطينية، لتزوير هويتها وإضفاء الطابع التلمودي عليها بشكل قسري.
وأكدت الخارجية، في بيان، أن اليمين الحاكم في إسرائيل يستغل المناسبات الدينية والأعياد اليهودية، من أجل ترويج وتسويق مواقفه وأيديولوجيته القائمة على تكريس الاحتلال وابتلاع الأرض الفلسطينية المحتلة.
وأوضح البيان، أن الجمعيات الاستيطانية، وبدعم من الوزارات والهيئات الحكومية الإسرائيلية المختلفة، كثّفت حملاتها التي تدعو اليهود إلى التجول في المواقع الأثرية والينابيع والمحميات الطبيعية الواقعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، تحت شعارات، من بينها (في الفصح نتجول في يهودا والسامرة)، بهدف (تعزيز علاقة اليهود بإرثهم التاريخي).
وتابع: "كجزء من هذه البرامج الاستعمارية التوسعية الممولة من الوزارات ومجالس المستوطنات المختلفة، أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، في الأيام الأخيرة، على اقتحام بلدة سبسطية شمال نابلس، وموقعها الأثري، وعلى إزالة اللافتات الإرشادية التي وضعتها وزارة السياحة والآثار الفلسطينية بالتعاون مع بلدية سبسطية، والمطابقة للمعايير الدولية في المواقع التاريخية والأثرية في البلدة. كما أحاطت الموقع الأثري بسياجٍ شائك، للحيلولة دون وصول المواطنين إليه، وسط انتشار كثيف لقوات الاحتلال، بذريعة توفير الحماية لآلاف المستوطنين الذين بدأوا بالتوافد بأعداد كبيرة إلى ساحة الموقع الأثرى".
وأوضح: "في الوقت الذي تدين فيه الخارجية الفلسطينية، بأشد العبارات، هذه الحرب التهويدية الشاملة التي تشنها سلطات الاحتلال على الوجود الفلسطيني في جميع المناطق المصنفة (ج)، فإننا نتابع باهتمام بالغ ما يجري من اعتداءات وانتهاكات صارخة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، ونعمل بالتنسيق مع وزارة السياحة والآثار والأطراف المعنية محلياً ودولياً، لضمان سرعة التحرك على مستوى مجلس السياحة العالمي ومجلس حقوق الإنسان واليونسكو وغيرها، لردع سلطات الاحتلال ومنعها من الاستيلاء على المواقع الأثرية الفلسطينية، علما أن هناك عشرات التقارير المحلية والدولية التي توثق تلك الانتهاكات الجسيمة".