أعلنت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، عن استدعاء السفير الألماني لدى روسيا، غيزا أندرياس فون غاير، اليوم الثلاثاء، على خلفية الاتهامات حول تسميم المعارض الروسي الأبرز، مؤسس "صندوق مكافحة الفساد"، أليكسي نافالني، بغاز أعصاب من مجموعة "نوفيتشوك".
وقالت زاخاروفا في تصريحات صحافية: "ننتظر من برلين تقديم كل البيانات المتوفرة: نتيجة الفحوص بالمختبرات بالبوندسفير (الجيش الاتحادي الألماني)، وأيضا مؤشرات ما تحوز عليها وزارة الخارجية الألمانية".
ولفتت الدبلوماسية الروسية إلى أن هناك تقارير إعلامية تفيد بتبادل المعلومات حول نافالني ومستشفى "شاريتيه" الألماني ومختبر البوندسفير ومختبر "بورتون-داون" البريطاني، مضيفة: "يقع كل ذلك بين أيدي مواقع تسريبات مثل بيلينغكات. بالتزامن مع ذلك، يجيب وزير الخارجية الألماني (هايكو) ماس في حوار مع وسائل إعلام ألمانية عن سؤال حول ضلوع الدولة الروسية في ما حدث، بالقول إن هناك مؤشرات كثيرة لذلك".
وتابعت قائلة: "هذا الأمر خطير للغاية حتى يُسمح للمسؤولين الألمان بالاستمرار في الحفاظ على كل ذلك بداخلهم. حان وقت كشف الأوراق، لأنه من البديهي للجميع أن برلين تخادع خدمةً لألاعيب سياسية قذرة".
من جهته، علق الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، على المناقشات الجارية في ألمانيا حول تعليق تحقيق مشروع "السيل الشمالي-2" (نورد ستريم 2) لنقل الغاز الروسي على خلفية قضية نافالني، معتبرا أنّ لا داعي لمناقشة هذه المسألة على المستوى السياسي.
وقال بيسكوف، في تصريحات صحافية: "هذا بدرجة أكبر مشروع تجاري دولي. بأي مناسبة نتحدث عن أي إجراءات سالبة بحق مشروع دولي تشارك فيه شركات ألمانية وغيرها. هذا الأمر غير عقلاني. والأهم أنه ليست هناك أي أسس لمثل هذه الأحاديث في الوقت الحالي".
ورغم تلويح المسؤولين الألمان بإمكانية تعليق مشروع "السيل الشمالي-2"، إلا أن السلطات الألمانية بقيادة المستشارة أنجيلا ميركل تظهر حتى الآن توجها لعدم ربط رد الفعل على تسميم نافالني بخط أنابيب الغاز الذي سيتيح بعد تشغيله نقل 55 مليار متر مكعب من الغاز الروسي إلى ألمانيا عبر قاع بحر البلطيق سنويا.