الخارجية البريطانية تكشف 8 أوهام وحقائق عن الأزمة السورية

11 فبراير 2015
بريطانيا: الأسد لن يستطيع الانتصار عسكرياً (الأناضول)
+ الخط -

بعد ساعات من مقابلة رئيس النظام السوري بشار الأسد، مع تلفزيون "بي بي سي" البريطاني، نشرت الخارجية البريطانية على موقعها الرسمي الناطق باللغة العربية، مساء أمس الثلاثاء، ما وصفته بـ 8 أوهام وحقائق حول الأزمة السورية، أشارت فيها إلى، "ضلوع الأسد في قتل أكثر من 200 ألف سوري منذ عام 2011، وسجله الحافل بالإجرام والتجويع والتعذيب واستخدام الأسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة".

وجاء عرض الخارجية البريطانية للأوهام والحقائق الثمانية على شكل عبارات، صنفتها الخارجية وهماً، وأرفقت توضيحاً لكل عبارة واصفة إياها بالحقيقة.

وبدأت الخارجية البريطانية بعبارة: "دعم الأسد قد يكون الخيار الأقل سوءاً – وهو أهون الشرّين بالتأكيد"، موضحة أن "استخدام الأسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة ضد المدنيين وسجله الحافل بالتعذيب والاعتقال والإعدام واقع يشهد عدم صحة ذلك".

في حين وصفت الخارجية البريطانية جملة "انتصار الأسد مسألة وقت فقط" بالوهم الثاني، مؤكدة أن، "الأسد لن يستطيع الانتصار عسكرياً، فقد دمر مدناً كاملة وشرد الملايين للتمسك بزمام السلطة لكنه اليوم يحكم على أنقاض وجيش منهك، إذ لا يمكن للأسد الانتصار لأنه ما دام في السلطة لن يشعر معظم السوريين بالأمان".

"أليست كل المعارضة السورية إرهابية؟ من هي المعارضة المعتدلة؟" هذه العبارة هي ما وصفته الخارجية البريطانية بالوهم الثالث، موضحة أن، "غالبية معارضي الأسد و(داعش) أشخاص عاديون، والمعارضة المعتدلة دانت مراراً التطرف الإسلامي، و(داعش) ليس جزءاً من المعارضة المعتدلة التي تلتزم بمكافحته ودحض كل ما تمثله وترمز إليه". لافتة أن، "بريطانيا تدعم هذه المعارضة وتريد مستقبلاً آمنا لكل السوريين لا قمع فيه وليس حكراً على طائفة الأسد".

كما تطرقت الخارجية البريطانية لما وصفته بالوهم الرابع المتمثل بعبارة "من هو الائتلاف الوطني؟ وهل سيتولى الحكم إذا سقط الأسد"؟ حيث علقت على كلا السؤالين بالإجابة، إن" الائتلاف الوطني يحتضن فئات سياسية تمثل كل الطوائف السورية، سُجن العديد من أعضائها وتم تعذيبهم من قبل النظام، وهي تتضامن معاً من أجل بناء مستقبل أفضل لسورية لا دور فيه للأسد، ورئيس الائتلاف لا يزعم أنه يريد أن يكون رئيس سورية مستقبلاً، والائتلاف أوضح أنه يتوخى إنشاء حكومة انتقالية مؤقتة تشمل كلا الجانبين، وما أن تصبح سورية جاهزة للانتخابات سيقوم الائتلاف بحل نفسه"، مؤكدة أن، "قرار تشكيل الحكومة المستقبلية متروك للشعب السوري".

أما الوهم الخامس، فتمثل بنقطة إشكالية لطالما طرحها الكثير منذ بداية تشكيل تنظيم "الدولة الإسلامية"، (داعش) وهي عبارة: "صعود (داعش) سببه الغرب وليس الأسد"، حيث فندت الخارجية هذه النقطة قائلة: "عملياً لم يفعل الأسد شيئاً لوقف تقدم (داعش)، واختار بدلاً من ذلك مهاجمة الشعب السوري والمعارضة التي تحارب من أجل حقوقهم الأساسية، و(داعش) تمكن من ترسيخ وجوده في سورية بسبب تركيز الأسد فقط على التمسك بسلطته". لافتة إلى، "قيام الأسد في بداية عام 2011 بإطلاق سراح العديد من المتطرفين الخطرين من السجن بهدف تشويه سمعة السوريين العاديين الذين يحاولون الطعن بحكمه".

وحاولت الخارجية البريطانية أن تنفي بالوهم السادس عبارة، "بريطانيا والمجتمع الدولي لم يفعلا شيئاً للسوريين"، وأكدت أن، "بريطانيا لم تتدخل عسكرياً لكنها قدمت أكثر من 800 مليون جنيه مساعدات إنسانية للسوريين للحصول على الغذاء والماء والمأوى، ما يُعد أكبر استجابة إنسانية قدمتها لكارثة إنسانية واحدة، كما أنفقت أكثر من 50 مليون جنيه استرليني لدعم المعارضة المعتدلة السورية، بما فيها الائتلاف الوطني، لمساعدة السوريين في بناء مستقبل أكثر أمناً لسورية".

وأردفت أن، "بريطانيا لعبت دوراً قيادياً في الجهود الدولية للتخلص من ترسانة الكيماوي المعلنة في سورية، حيث تم إزالة نحو 200 طن وإتلافها في بريطانيا"، مضيفة أن "بريطانيا تساعد أيضاً في تدريب الدفاع المدني للقيام بعمليات البحث والإنقاذ ومكافحة الحرائق والإسعافات الأولية في سورية لإنقاذ آلاف الأرواح".

وجاء الوهم السابع الذي طرحته الخارجية البريطانية متجسداً بعبارة، "لا فائدة من القيام بأي شيء في سورية، علينا التراجع والتغاضي عن سفك الدماء"، حيث أشارت إلى أن حقيقة ذلك الوهم تتلخص بأن، "صعود (داعش) في سورية والعراق يؤكد أنه ما لم يتم بذل المزيد من الجهد من أجل حل الأزمة، فإن الوضع سيزداد سوءاً".

وشددت الخارجية البريطانية أن، "(داعش) ليس مجرد تهديد لمنطقة الشرق الأوسط، فقد كان فاعلاً في تجنيد المقاتلين الأجانب من بلدان عدة، بما في ذلك المملكة المتحدة. وعلينا أن نحرص على حشد وتركيز جهودنا في المملكة المتحدة من أجل حماية أمننا القومي أيضاً".

وأخيراً كانت النقطة الثامنة متعلقة باتهام بريطانيا بعبارة، "المملكة المتحدة تريد فقط التخلص من نظام الأسد بأي ثمن، من المؤكد أن هذا سيؤدي إلى الفوضى، تماماً مثل ما فعلت في العراق". وهذا ما وصفته الخارجية البريطانية بالوهم الثامن.

ومن خلال تفنيد الخارجية البريطانية لتلك النقطة، أوضحت رؤيتها للحل في سورية، حيث قالت: "نحن نريد مستقبلاً يرضي الشعب السوري، والخطوة الأولى تقوم بالاتفاق على حكومة انتقالية تتألف من ممثلين عن النظام والمعارضة"، مضيفة أن "المعارضة المعتدلة كانت واضحة بأن الأسد لا يمكن أن يكون جزءاً من هذه الحكومة بسبب جرائمه ضد الشعب السوري، والشعب السوري هو من قال إن على الأسد أن يرحل".

وقد تزامن إعلان الخارجية البريطانية للأوهام والحقائق الثمانية مع إدانة وزير الخارجية فيليب هاموند أمس الثلاثاء، التصريحات التي أدلى بها بشار الأسد حول عدم استخدام قواته "للبراميل ‏المتفجرة"، داعياً لانتقال سياسي للسلطة في سورية، حيث أكد هاموند أن، "الأسد يعيش في الأوهام حين يقول إن جيشه لا يقتل المئات من المدنيين الأبرياء باستخدام البراميل المتفجرة".

المساهمون