الخارجية الأميركية تنفي التنسيق مع موسكو بشأن سورية

30 اغسطس 2016
راتني نفى ادعاءات "انترفاكس" (Getty)
+ الخط -
نفت الخارجية الأميركية بدء أي تنسيق عسكري أو غيره مع روسيا في سورية. ويأتي ذلك، رداً على ما نقلته وكالة "انترفاكس" أمس الإثنين، أن موسكو وواشنطن تبحثان إمكانية تنفيذ عملية مشتركة في حلب، لشنّ ضربات منسّقة على المسلحين في حلب، منتصف سبتمبر/أيلول المقبل.

وأوضحت الخارجية الأميركية، في بيانٍ صادر عن مكتب المبعوث الأميركي إلى سورية، مايكل راتني، أمس الإثنين، أنه "منذ بداية الثورة السورية، عملت الولايات المتحدة وحلفاؤها الإقليميون بجد لمساعدة المعارضة على بناء مستقبل أفضل للشعب السوري والتوصل إلى تسوية للنزاع عبر حل سياسي عادل يرضي تطلعات جميع السوريين في العيش بحرية وكرامة. وتحقيقاً لهذه الغاية، انخرطنا في مباحثات مكثفة لضمان وفاء روسيا بالتزاماتها في سورية بما يتعلق بإنهاء العنف".

وأكدت الخارجية في بيانها، أنه "لا صحة لما ورد في تقارير (انترفاكس) عن اتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا لاستهداف المقاتلين في حلب أو لإجلائهم من المدينة. وأن جميع المعلومات بشأن أي تفاهم بين الولايات المتحدة وروسيا ستصدر من المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، أو من مبعوث الولايات المتحدة الخاص بسورية".

كما أشارت إلى أنّ "الولايات المتحدة لم تبدأ التنسيق مع روسيا في سورية، سواء في الجانب العسكري أم غيره، ولا يوجد معنى للحديث عن التعاون من دون أن تفي روسيا بالتزاماتها في سورية. وهذا يعني إنهاء الهجمات العشوائية على المدنيين السوريين، وحمل النظام على الوفاء بالتزاماته بموجب اتفاق الهدنة".

وتطرق بيان الخارجية إلى "أن الوضع في مدينة حلب غير مقبول بالنسبة لنا، وأن الولايات المتحدة تستنكر محاولة النظام محاصرة حلب"، موضحاً أن التفاهم مع روسيا "يهدف إلى معالجة بواعث القلق الملحة لدى كل من الولايات المتحدة وروسيا، والتي من ضمنها الهجمات المتواصلة من قبل النظام وداعميه – بمن فيهم روسيا – على المعارضة والمدنيين السوريين، ومشاركة النظام بسوء نية في كل مِن وقف الأعمال العدائية والعملية السياسية".

كما تضمن التفاهم مع روسيا أيضاً الحاجة إلى تكثيف الجهود ضد (التنظيمات الإرهابية، وتحديداً تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وجبهة النصرة، التي تعرف الآن بـ جبهة "فتح الشام"، إذ أن هذه التنظيمات تمثل تهديداً، ليس فقط للولايات المتحدة وللمجتمع الدولي، وإنما للثورة السورية أيضاً، بحسب البيان.

من جهةٍ أخرى، أعلن وزير الدفاع الأميركي، أشتون كارتر، أمس الإثنين، أنّ بلاده "طلبت من تركيا التركيز في الحرب على تنظيم "داعش" شمالي سورية، وعدم الاشتباك مع قوات سورية الديمقراطية"، التي يتقدمها تنظيم "وحدات حماية الشعب".

كلام كاتر أتى خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الهندي، مانوهار باريكار، عقب اجتماع عقده الجانبان في البنتاغون، نقلته وكالة "الأناضول". وأشار إلى إجراء رئيس هيئة الأركان العامة الأميركية، جوزيف دانفورد، اتصالاً هاتفياً مع نظيره التركي، خلوصي أكار، بشأن عملية "درع الفرات"، الأحد الماضي، وأنّه يعتزم مناقشة الموضوع أيضاً مع نظيره التركي، فكري إشيق، الأسبوع المقبل.

كما أكد الوزير الأميركي، أن بلاده لا تريد مواجهة بين أطراف الحرب على تنظيم "داعش"، مضيفاً "نتفهم وجود اختلافات تاريخية بين الجانبين، لكن المصالح الأميركية واضحة؛ فنحن نريد الحرب على داعش، ونقول لهم تعالوا لنحافظ على أولويتنا".

وفي سياقٍ متّصل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، جون كيربي "نراقب عن كثب جنوب وشمال جرابلس، المنطقة التي لا يوجد فيها داعش حالياً، والاشتباكات بين القوات المسلحة التركية وبعض فصائل المعارضة وبعض الوحدات الكردية في قوات سورية الديمقراطية بالأمس واليوم، غير منسقة مع الولايات المتحدة، لذلك نحن لا ندعمها".

وأشار خلال الموجز الصحافي اليومي، إلى أن بلاده على اتصال مع تركيا وقوات سورية الديمقراطية من أجل تقليل احتمالات الاشتباك بين الجانبين، مضيفاً "ندعو جميع اللاعبين المسلحين في الميدان إلى التركيز على "داعش"، التهديد المشترك للجميع".


المساهمون