21 سبتمبر 2019
الحياة والعودة إلى القمر
عبد الحفيظ العمري
كاتب ومهندس من اليمن، مهتم بالعلوم ونشر الثقافة العلمية. لديه عدّة كتب منشورة إلكترونيا. الحكمة التي يؤمن بها: "قيمة الانسان هي ما يضيفه للحياة ما بين حياته ومماته" للدكتور مصطفى محمود.
احتفل الأميركيون، في 20 يوليو/تموز الماضي، بالذكرى الخمسين للهبوط على القمر (1969). فمركبة أبولو 11 كانت هناك على بعد أربعمائة ألف كيلومتر عن الأرض، ثم تتالى الأمر، مرة بعد أخرى.
قال الأميركيون إنهم سيعودون إلى القمر في عام 2024. وفي أسبوع الفضاء هذا عرضت قناة ناشيونال جيوغرافيك، فيلما عن بحثهم عن الحياة على قمر أوروبا، سادس أقرب قمر للمشتري؛ الذي يبعد عن الأرض 290 مليون كيلومتر.
عندما أسمع وأتابع هذه الأخبار أحس أننا، نحن العرب، مجرد عبء على هذا الكوكب، لم نضف شيئا سوى الضوضاء! ناهيك عن الذين لا يزالون يشككون في رحلة أبولو تلك، وأنها مجرد حبكة سينمائية صنعتها هوليوود!
لن أناقش هذا الأمر هنا، لأن الردود عليه تملأ فضاء النت الرحب، وأظن أن عدم التصديق هو الحل النفسي الجاهز لعدم القدرة على المجاراة! نحن في الشرق النائم لنا همومنا اليومية التي لم تخرج عن خلافاتنا البينية العجيبة، وأفضل ما يعبّر عن هذا الأمر بيت من الشعر كان والدي، رحمه الله، يردده بكثرة، كلمّا شاهد حلقة من حلقات "العلم والإيمان" للدكتور مصطفى محمود، وهو قول الشاعر: "الناسُ قد بلغوا السماكَ/ ونحنُ في زيدٍ وعمروِ".
حلقات العلم والإيمان كانت تُخرج المشاهد من ضيق الهم اليومي إلى سعة الفكر مدعوما بالفيديو المصاحب، طبعا هذه التقنية قدمها مصطفى محمود قبل عصر اليوتيوب والإنترنت.
عودة إلى بيت الشعر سالف الذكر، فأنا قد بحثت كثيراً عن قائل هذا البيت حتى أنجدني البردوني المبصر؛ فقد جاء في كتابه "قضايا يمنية"، للشاعر لطف التهامي قوله:
يا شعبنا هل أنت تدري/ هذي الأمور وكيف تجري؟
الناسُ قد بلغوا السماكَ/ ونحنُ في زيدٍ وعمرو ِ
أو في الوضوءِ وفي نوا/ قضهِ وحيضةِ كلِّ شهر ِ
أو لعن (فيضي) قد مضى/ (فيضي) ومات (رشادُ) مصر.
إن الحياة هي العطاء، ومنْ تجدد عطاؤه فهو الحي حقا، وإن قد رحل إلى الدار الآخرة، ويصدق عليه قول أحمد شوقي:
الناسُ صِنفانِ مَوتى في حَياتِهُمُ/ وَآخَرونَ بِبَطنِ الأَرضِ أَحياءُ!
قال الأميركيون إنهم سيعودون إلى القمر في عام 2024. وفي أسبوع الفضاء هذا عرضت قناة ناشيونال جيوغرافيك، فيلما عن بحثهم عن الحياة على قمر أوروبا، سادس أقرب قمر للمشتري؛ الذي يبعد عن الأرض 290 مليون كيلومتر.
عندما أسمع وأتابع هذه الأخبار أحس أننا، نحن العرب، مجرد عبء على هذا الكوكب، لم نضف شيئا سوى الضوضاء! ناهيك عن الذين لا يزالون يشككون في رحلة أبولو تلك، وأنها مجرد حبكة سينمائية صنعتها هوليوود!
لن أناقش هذا الأمر هنا، لأن الردود عليه تملأ فضاء النت الرحب، وأظن أن عدم التصديق هو الحل النفسي الجاهز لعدم القدرة على المجاراة! نحن في الشرق النائم لنا همومنا اليومية التي لم تخرج عن خلافاتنا البينية العجيبة، وأفضل ما يعبّر عن هذا الأمر بيت من الشعر كان والدي، رحمه الله، يردده بكثرة، كلمّا شاهد حلقة من حلقات "العلم والإيمان" للدكتور مصطفى محمود، وهو قول الشاعر: "الناسُ قد بلغوا السماكَ/ ونحنُ في زيدٍ وعمروِ".
حلقات العلم والإيمان كانت تُخرج المشاهد من ضيق الهم اليومي إلى سعة الفكر مدعوما بالفيديو المصاحب، طبعا هذه التقنية قدمها مصطفى محمود قبل عصر اليوتيوب والإنترنت.
عودة إلى بيت الشعر سالف الذكر، فأنا قد بحثت كثيراً عن قائل هذا البيت حتى أنجدني البردوني المبصر؛ فقد جاء في كتابه "قضايا يمنية"، للشاعر لطف التهامي قوله:
يا شعبنا هل أنت تدري/ هذي الأمور وكيف تجري؟
الناسُ قد بلغوا السماكَ/ ونحنُ في زيدٍ وعمرو ِ
أو في الوضوءِ وفي نوا/ قضهِ وحيضةِ كلِّ شهر ِ
أو لعن (فيضي) قد مضى/ (فيضي) ومات (رشادُ) مصر.
إن الحياة هي العطاء، ومنْ تجدد عطاؤه فهو الحي حقا، وإن قد رحل إلى الدار الآخرة، ويصدق عليه قول أحمد شوقي:
الناسُ صِنفانِ مَوتى في حَياتِهُمُ/ وَآخَرونَ بِبَطنِ الأَرضِ أَحياءُ!
عبد الحفيظ العمري
كاتب ومهندس من اليمن، مهتم بالعلوم ونشر الثقافة العلمية. لديه عدّة كتب منشورة إلكترونيا. الحكمة التي يؤمن بها: "قيمة الانسان هي ما يضيفه للحياة ما بين حياته ومماته" للدكتور مصطفى محمود.
عبد الحفيظ العمري