الحوثي يدعو للزحف إلى صنعاء لإسقاط حكومة الوفاق

17 اغسطس 2014
توعّد الحوثي الحكومة بخطوات مزعجة (الأناضول/Getty)
+ الخط -

دعا زعيم جماعة "أنصار الله"، عبد الملك الحوثي، الأحد، إلى تظاهرات في صنعاء ومدن أخرى في اليمن، الاثنين، يعقبها زحفٌ من المحافظات الأخرى إلى العاصمة، لإسقاط حكومة الوفاق وإسقاط قرار رفع أسعار المشتقات النفطية (الجرعة). وبالتزامن، وصلت لجنة وساطة شكّلها الرئيس، عبد ربه منصور هادي، إلى محافظة الجوف، شمالي اليمن، للعمل على وقف المواجهات بين مسلحي جماعة الحوثيين ورجال قبائل مدعومين من الجيش والسلطات المحلية.

وقال الحوثي، في خطاب متلفز بثّته قناة "المسيرة" التابعة للجماعة: "أتوجه إلى شعبنا اليمني العظيم أن يخرج يوم غد الاثنين خروجاً عظيماً وكبيراً ومشهوداً في العاصمة صنعاء، وفي سائر المحافظات". وأضاف: "الحشود الشعبية الثائرة ستتوجه من المحافظات باتجاه صنعاء لتقف جنباً إلى جنب مع الثوار الأعزاء في صنعاء في المحافظة والأمانة".

وأشار الحوثي إلى أن "التصعيد الثوري، هو الخطوات الأولى، وإذا لم يتم الاستجابة لمطالبهم حتى يوم الجمعة، فإن مرحلة ثانية من التصعيد تتضمن سلسلة من الإجراءات فيها خطوات مزعجة".

وحدد أهداف التصعيد في ثلاث نقاط "إسقاط قرار رفع أسعار المشتقات النفطية، إسقاط الحكومة الفاشلة، تنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي بقيت حبيسة الأدراج وبعيدة عن الواقع العملي".

وطمأن الحوثي المواطنين إلى أن "الهدف ليس إسقاط صنعاء ولا استهداف الجمهورية، وإنما إسقاط حكومة الوفاق الوطني وإلغاء قرار "الجرعة" وتنفيذ مخرجات الحوار"، وذلك رداً على اتهامات بسعي جماعته لإسقاط العاصمة.

كما أعلن عن بدء اعتصامات في المحافظات وفي محافظة صنعاء (الضواحي)، وأكد بأن "التصعيد الثوري" سيكون سلمياً، لكنه حذر بلهجة شديدة من الاعتداء على "الثوار".

وبعد وقت قصير من انتهاء الحوثي من إلقاء خطابه، انتشر "هاشتاغ" في مواقع التواصل: "#‏لست_الشعب_يا حوثي"، رداً على قوله: "نحن نعبّر عن شعبنا بكل فئاته الذي يتحمّل النتائج الكارثية للإخفاق والفشل الحكومي".

وكانت وسائل إعلامية مقرّبة من الرئاسة اليمنية قد توقعت، في وقت سابق، أن يكون خطاب الحوثي أقل حدّة من سابقيه، بل إن مراقبين لم يستبعدوا أن يعلن الحوثي في خطابه، عن تراجعه عن التصعيد، وخصوصاً بعد أنباء عن وفد رئاسي رفيع التقاه في صعدة طالباً التهدئة، لكن الخطاب خالف هذه التوقعات.
وكانت مصادر سياسية أفادت أن هادي أرسل وفداً إلى صعدة للقاء الحوثي للتفاوض معه للتراجع عن التصعيد الذي أعلنت الجماعة أنها تحضّر للبدء فيه لمطالبة الحكومة بالتراجع عن قرار رفع أسعار الوقود.

وقالت المصادر إن الوفد مكوّن من مدير مكتب الرئاسة، أحمد عوض بن مبارك، ووزير الأوقاف والإرشاد، حمود عباد، مرجحة أن الوفد قدم وعوداً للجماعة بتمثيلها في الحكومة في أقرب تعديل وزاري.

هادي يهاجم رافضي الحوار

في هذه الأثناء، اتهم هادي رافضي الحوار بأنهم يريدون فتح جبهات الحرب في الشمال والجنوب ويعملون على خلق الإحباطات، في لقاء مع وجهاء قبليين من مديرتي حراز وصعفان في صنعاء. كما دافع هادي عن قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية، قائلاً إنه "كان خياراً لا بد منه وقراراً وطنياً بمعنى الكلمة".

وتطرق في حديثه إلى الأوضاع الاقتصادية، وأوضح أن "الملك السعودي، عبد الله بن عبد العزيز، قدم مساعدات سخية ستظل محفورة في وجدان اليمنيين وقلوبهم"، من دون أن يتطرق إلى طبيعة تلك المساعدات.

لجنة وساطة في الجوف

في غضون ذلك، ذكرت مصادر محلية أن لجنة الوساطة التي وصلت إلى محافظة الجوف، والتي تتألف من قائد المنطقة العسكرية الثالثة، اللواء أحمد سيف اليافعي، ومحافظ مأرب، سلطان العرادة، وآخرين، ستعمل على إحياء اتفاق وقف إطلاق النار بين مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) ورجال قبائل مدعومين من الجيش والسلطات المحلية، الذي وُقّع في الأسابيع الماضية، وتبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عن نقضه.

وتشهد الجوف مواجهات كر وفر بين الحوثيين ورجال القبائل الذين يتهمون جماعة الحوثي بالزحف للسيطرة على محافظتهم على غرار توسعها في محافظة عمران.

 

المساهمون