الحوثيون يمنعون "الاختلاط" والرحلات المدرسية من دون موافقتهم

12 ابريل 2018
تعليمات جديدة للمدارس الحكومية والأهلية (العربي الجديد)
+ الخط -


أصدرت وزارة التربية والتعليم الخاضعة لسيطرة جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) بصنعاء، تعميماً فرضت فيه تعليمات جديدة على المدارس الحكومية والأهلية بشأن العديد من الأنشطة المدرسية، وهي خطوة وصفها تربويون بأنها مشابهة لما تقوم به الجماعات الدينية المتطرفة الأخرى.

وفي وثيقة حصل عليها "العربي الجديد"، ألزمت وزارة التعليم مديري المدارس بعدم إقامة احتفالات التخرج في الصفوف الثانوية المختلطة، وأن أي احتفال لا يتم إلا بعد عرض برنامج الحفل على قسم الأنشطة في مكتب التربية بالمنطقة التعليمية.

وفي الوثيقة الموقعة من قبل مدير المنطقة التعليمية الأولى، علي الصبري، ورئيس قسم الأنشطة المدرسية بمنطقة السبعين الأولى، منير الكميم، حدّد مكتب التربية لمديري المدارس بأن حفل التخرج يجب أن يكون في المدرسة، وليس في قاعة مناسبات خارجية، وأن يقتصر الحاضرون على آباء وأمهات الطلاب أو الإخوة الذكور، شريطة ألا تتجاوز أعمارهم 13 عاما.

وشدد التعميم على أن يكون برنامج الحفل "بعيداً عن الفرق الموسيقية الغنائية والفرق الاستعراضية الراقصة، وإظهار الفقرات بمواهب دينية ووطنية واجتماعية". مشيرا إلى وجوب ارتداء الزي الشعبي في هذه الفعاليات وتجنب أي "فقرات تحمل في طياتها الثقافة الغربية".

وألزم مديري المدارس بعدم السماح للشركات أو المنظمات بالدخول إلى المدارس، إلا بالتنسيق مع قسم الأنشطة الموجود في المنطقة التعليمية الذي تديره بشكل مباشر مليشيا الحوثي، والمعني بمهمة تنفيذ أنشطة الحوثيين الدينية في المدارس والتعبئة الطلابية.

وأكد ضرورة أخذ الإذن والتنسيق المسبق والموافقة الخطية من قسم الأنشطة في المنطقة التعليمية عند تنفيذ الرحلات المدرسية للبنين والبنات.

وفي السياق، علّق موظف في وزارة التربية والتعليم بصنعاء، على التعميم بقوله، إنّ الحوثيين في الوزارة يتخذون إجراءات تساهم في تطييف التعليم وتفخيخه. مشيرا إلى أن الهدف من وراء هذا التعميم هو تقييد حريات الأهالي، بالإضافة إلى جعل أي احتفال أو نشاط يحتوي على شعاراتهم ورسائلهم الطائفية.

وأكد المصدر الذي اشترط عدم ذكر اسمه، بأن المدارس الحكومية عادة لا تقيم حفلات مختلطة لطلاب المرحلة الثانوية، ولكن التعميم يشير إلى المدارس الأهلية التي ينفذ كثير منها هذا النوع من الاحتفلات التي يحظرها أقرباء الطلاب. لافتا إلى أن بقية نقاط التعميم تخاطب المدارس الأهلية والحكومية.

من جانبه، قال الموجه في مكتب التربية بمحافظة تعز، محمد الحبيب، بأن الإجراءات والتدخلات من قبل الحوثيين في قطاع التعليم في المناطق التي تسيطر عليها تساهم في تدمير التعليم.

وأضاف الحبيب لـ"العربي الجديد"، بأن منع الحفلات في المدارس التي تشجع الطلاب وتعمل على تكريمهم فيها، سيزيد من تدهور التعليم  مما ينذر بكارثة، خصوصا أن هذه الإجراءات تتعارض مع القوانين الخاصة بالتعليم. مؤكدا بأن هذه الإجراءات تضيق الخناق على المدارس الأهلية والحكومية، وستنعكس سلبا على العملية التعليمية.

وتابع: "ثمة كثير من الإجراءات التي تهدف إلى إنشاء جيل جديد يؤمن بفكر مليشيا الحوثي، مثل إدخال تغييرات في المناهج الدراسية، وفرض الفعاليات والأنشطة ذات الطابع الطائفي".


وأشار الحبيب بأن التعميم المذكور يكشف عن وجه الجماعة الحقيقي، والذي لا تختلف فيه عن الجماعات المتطرفة الأخرى مثل تنظيم القاعدة وداعش.

وكانت اللجنة الثورية التابعة للحوثيين، قد عيّنت شقيق زعيم جماعة الحوثي يحيى بدر الدين الحوثي وزيرا لوزارة التربية والتعليم في رغبة واضحة إلى نشر فكرها عبر المدارس في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

المساهمون