أقدم مسلحو جماعة "أنصار الله"، (الحوثيين) في اليمن، اليوم الثلاثاء، على اعتقال 14 شخصاً وتفجير أربعة منازل لمناوئيهم في منطقة أرحب شمال صنعاء، في الوقت الذي اتهمت فيه "اللجان الشعبية" في الجنوب الحوثي بالانقلاب على "الوحدة"، ودعت ضمناً إلى "الانفصال".
وأوضحت مصادر محلية في مديرية أرحب، لـ"العربي الجديد"، أن مسلحي الحوثي فجروا أربعة منازل، اثنان منهما يعودان للشيخ القبلي، محمد أحمد الدبا، وثالث لـحنين محمد الدبا، والرابع للشيخ عراف العبيدي، ونشر ناشطون على شبكات التواصل تسجيلاً مصورا لتفجير أحد تلك البيوت.
وأضافت المصادر أن "الجماعة اختطفت خلال الـ24 ساعة الماضية، 14 شخصاً من الرافضين لسيطرتها. ولم يتسن الحصول على توضيح من قبل الجماعة".
وفي محافظة البيضاء، وسط البلاد، قالت مصادر محلية إن "الحوثيين دخلوا إلى مديرية الزاهر وفق اتفاق أبرمته مع القبائل". وحسب المصادر، فإن الاتفاق يتضمن ملاحقة المطلوبين بتهمة الانتماء لـ"القاعدة" وعدم التعرض أو الاعتداء على أيٍّ من منازل المواطنين، وجاءت هذه الخطوة بعد أيام من سيطرتهم على مدينة البيضاء، مركز المحافظة.
في هذه الأثناء، أصدرت "اللجان الشعبية" وهي مجموعات مسلحة محسوبة على الرئيس المستقيل، عبد ربه منصور هادي، بياناً، اعتبرت فيه أن الحوثي، ومن خلال ما قام به في صنعاء وآخرها ما يسمى "الإعلان الدستوري"، انقلب على الاتفاقات وعلى الوحدة اليمنية.
ودعا بيان "اللجان الشعبية" ضمناً إلى فصل الجنوب عن الشمال، بلهجة أقل حدة من الدعوة التي يتبناها الحراك الجنوبي، وحذرت الحوثي من أن "أي تحرك ضد الجنوب سيكون بمثابة استنساخ لحرب صيف 1994 بطابع طائفي خطير ولن تجدوا إلا الفشل والهزيمة".
وبررت "اللجان الشعبية" الخطوات التي قامت بها في عدن، الأيام الماضية من سيطرتها على العديد من المؤسسات، بأنها قامت "بدورها المسؤول والوطني في حماية الأمن والسكينة العامة والحفاظ على مقدرات ومؤسسات الدولة".
وبالتزامن مع ذلك، اغتال مسلحون مجهولون، اليوم الثلاثاء، ضابطين في الأمن اليمني، بينهم نائب مدير البحث الجنائي في مدينة المكلا، العقيد مراد العمودي، وذلك عبر دراجة نارية.
كما قتل ضابط في القوات الخاصة اليمنية المسماة قوات النخبة، أمام بوابة وحدته العسكرية، برصاص مسلحين تابعين لجماعة الحوثي، منتصف ليل الإثنين الثلاثاء، غرب صنعاء.
وعلم "العربي الجديد" من مصادر قريبة من الحدث، أن الرائد فضل الشرفي أحد ضباط القوات الخاصة قتل أمام بوابة المعسكر في منطقة الصُباحة غرب صنعاء، إثر مشادة نشبت بين جنود المعسكر ومسلحي الجماعة،، قام المسلحون في إثرها بإطلاق النيران على من كان في البوابة من ضباط وجنود.
سياسياً، أعلن حزب "التجمع اليمني للإصلاح"، أنه سيمتنع عن "الحديث" في المفاوضات الجارية برعاية المبعوث الدولي، جمال بنعمر، وذلك حتى يتم الإفراج عن الرئيس هادي.
كما أعلن "التنظيم الوحدوي الناصري" عن عدة اشتراطات لازمة لضمان نجاح الحوار، وتتضمن رفع الإقامة الجبرية المفروضة على الرئيس والمسؤولين، والتعهد بعدم التعرض للمظاهرات والانتهاكات للصحيفة، والإفراج عن المعتقلين، والتحقيق في كافة الانتهاكات وإعادة الأوضاع في صنعاء وبقية المحافظات إلى ما كانت عليه قبل 21سبتمبر/أيلول الماضي.
وتتضارب الأنباء منذ يومين حول تدهور صحة هادي، إذ تحدث مسؤولون قاموا بزيارته إلى منزله، أمس الإثنين، أنه في وضع صحي حرج تحت الإقامة الجبرية، بينما قام المبعوث الأممي بزيارة متزامنة، دون أن يشير إلى تدهور حالته الصحية.
اقرأ أيضاً: تضارب الأنباء حول تدهور صحة الرئيس اليمني المستقيل