ردت جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) في اليمن، اليوم الثلاثاء، على اتهامات برنامج الأغذية العالمي بإعاقة توزيع المساعدات الإنسانية وتعرضها للسرقة في مناطق سيطرة الجماعة، والتهديد بتعليق المساعدات لليمن، بأن عمل المنظمات الإنسانية "مشبوه"، ولها "دور تجسسي".
وقال المتحدث الرسمي للحوثيين ورئيس وفد الجماعة المفاوض محمد عبد السلام، في بيان، إن "منظمات وجهات تعمل مع أجهزة استخبارات دولية تبيع معلوماتها وبياناتها وإحداثياتها لمن وصفها بدول العدوان"، إشارة إلى التحالف السعودي - الإماراتي.
واتهم عبد السلام هذه المنظمات بأنها "تعمل تحت عنوان العمل الإنساني، مستخدمة أسوأ أنواع الخداع والتضليل"، مضيفاً أنه "حينما يتم تنبيهها أن هذا خارج عملها الأساسي، تدعي مغالطات تخفي من خلالها جوهر المشكلة الحقيقية".
وقال متحدث الحوثيين: "لا تدرك تلك المنظمات المشبوهة أن شعبنا اليمني على دراية تامة بألاعيبها، ولم تعد تنطلي عليه بفضل الله دموع التماسيح والتظاهر بالإنسانية، وهو يرى أطفاله ونساءه يقتلون بدم بارد ثم تأتي تلك المنظمات لتتاجر في معاناته".
وجاء موقف الحوثيين بعد يوم من تصريح المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي، أمام جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي بشأن التطورات في اليمن، تحدث فيها عن تلاعب بالمساعدات المخصصة للملايين الذين يعيشون أوضاعاً تشبه المجاعة، في مناطق سيطرة الحوثيين.
وقال بيزلي لمجلس الأمن "اليوم لا بد أن أبلغكم بأن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة يتم منعه من إيصال المساعدات الغذائية إلى الأشخاص الأشد جوعاً في اليمن"، مضيفاً أنه "يتم التلاعب بالمساعدات الغذائية في المناطق التي تخضع لسيطرة أنصار الله على حساب الأطفال والنساء والرجال الذين هم في أمس الحاجة إليها".
وأعرب بيزلي عن أسفه لـ"الوضع الإنساني في اليمن، إذ على الرغم من المعاناة الهائلة التي يعانيها 20 مليون يمني، نواجه مقاومة عنيفة للقيام بوظيفتنا وهي محاولة مساعدة الناس في البقاء على قيد الحياة".
وفي سياق رد الجماعة وهجومها ضد المنظمات التي لم تسمها، قال المتحدث باسم الجماعة "لتعلم تلك المنظمات أن مساعداتها المزعومة لم ولن تغطي حاجة ما يقارب 30 مليون من أبناء الشعب اليمني من الغذاء والدواء والمستلزمات الضرورية والاساسية". وأضاف "مساعداتكم التي تصفونها بالإنسانية تجردونها من معاني الإنسانية الحقيقية بتوظيفها مخابراتياً وتجسسياً واستغلالا سياسياً".
ومع ذلك، قال عبد السلام "لا نمانع من عمل إنساني متجرد من الاستغلال السياسي والتوظيف الأمني وجمع المعلومات والبيانات لصالح دول العدوان"، على حد وصفه، داعياً "الجهات والمنظمات التي تعمل في اليمن إلى أن تلتزم العمل الإنساني بعيداً عن الاستغلال السياسي والأمني والاستخباري".
وبرزت أزمة بين الحوثيين وبرنامج الأغذية العالمي في اليمن، منذ أشهر، بعد إقرار البرنامج الأممي بتعرض قسم كبير من المساعدات الإنسانية للتلاعب في مناطق سيطرة الحوثيين، ومطالبته للجماعة بالموافقة على إجراءات تمكنه من القيام بعمله بما يضمن وصول المساعدات لمستحقيها.