اتهمت جماعة أنصار الله (الحوثيين)، اليوم السبت، المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، بالانحياز للتحالف السعودي الإماراتي، وإطالة أمد الحرب الدائرة في البلاد منذ أكثر من 5 سنوات.
وجاءت الاتهامات الحوثية على خلفية تصريحات أدلى بها غريفيث، لموقع أخبار الأمم المتحدة، اليومين الماضيين، وندد فيها باستمرار الهجوم الحوثي على مأرب، كما اتهم الجماعة صراحة بخرق تفاهمات آلية استيراد الوقود وسحب مبالغ مالية من بنك الحديدة.
وقال كبير المفاوضين الحوثيين والمتحدث الرسمي للجماعة، محمد عبدالسلام، إنه من خلال الحديث الأخير للمبعوث الأممي، يتضح أنه " قد انفصل عن مهمته وما تتطلب من حيادية وإنصاف".
وأضاف المسؤول الحوثي، في تدوينة على تويتر، أن المبعوث الأممي "بات منخرطا مع قوى العدوان على اليمن متبنياً أطروحتهم بشكل كامل"، في إشارة إلى دول التحالف السعودي الإماراتي.
وأشار عبدالسلام، إلى أن المبعوث الأممي، يساهم بتلك التصريحات " في إطالة الحرب العدوانية العبثية ويغطي على آثار الحصار الظالم"، لافتاً إلى أن هذا التعاطي السلبي "يجعل من صاحبه جزءاً من المشكلة".
من حديثه الأخير يتضح أن مبعوث الأمم المتحدة قد انفصل عن مهمته وما تتطلب من حياديةوإنصاف وبات منخرطا مع قوى العدوان على اليمن متبنيا أطروحتهم بشكل كامل وهو بذلك يساهم في إطالة الحرب العدوانية العبثية ويغطي على آثار الحصار الظالم،وهذا التعاطي السلبي يجعل من صاحبه جزءا من المشكلة
— محمد عبدالسلام (@abdusalamsalah) July 18, 2020
وكان غريفيث قد ندد في حوار مطول مع موقع أخبار الأمم المتحدة، باستمرار الهجوم الحوثي على مدينة مأرب النفطية، شرقي اليمن، وقال إنه يقوّض عملية السلام باليمن بشكل كامل.
وفي ظل اتهامات له من طرفي الأزمة بالانحياز أو الخروج عن مهمته كوسيط، أكد غريفيث، أن مسؤوليته كوسيط تقتضي تجسير الفجوة بين مواقف الأطراف مهما اتسعت إلى أن يتم الوصول لحل وسط مقبول للطرفين ويحقق طموحات اليمنيين.
وأضاف "لن أتخلى عن السعي نحو نهاية للاقتتال، والتوصل إلى اتفاقات حول إجراءات للتخفيف من معاناة اليمنيين، واستئناف الحوار السياسي السلمي الذي يهدف إلى إنهاء النزاع. وما دام الطرفان مستمرين في المشاركة في العملية، فستبقى الفرصة سانحة لتحقيق السلام في اليمن".
غريفيث ل @UNNewsArabic: "لن أتخلى عن السعي نحو نهاية للاقتتال، إجراءات للتخفيف من معاناة اليمنيين، واستئناف الحوار السياسي السلمي بهدف إنهاء النزاع. وما دام الطرفان مستمران في المشاركة في العملية، فستبقى الفرصة سانحة لتحقيق السلام في اليمن." https://t.co/ldza1iK3Vw
— @OSE_Yemen (@OSE_Yemen) July 16, 2020
وكشف غريفيث أن الإعلان المشترك "يُلزِم الطرفين بالتوجه العاجل نحو استئناف محادثات السلام استناداً إلى المرجعيات الثلاث"، التي تتمسك بها الحكومة الشرعية وهي المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني عام 2013 والقرار الأممي 2216.
ويرفض الحوثيون تلك المرجعيات، التي تتمسك بشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي كجزء من الحل، والأسابيع الماضية تقدمت الجماعة بما أسموها بـ"مبادرة الحل الشامل" والتي تتعارض مع الإعلان المشترك للأمم المتحدة، في كثير من البنود.
ميدانياً، شن التحالف السعودي الإماراتي، السبت، 6 غارات جوية على مواقع مفترضة للحوثيين في محافظة البيضاء وسط البلاد، والتي تستخدمها الجماعة كمنصة لشن هجمات مباغته على مأرب النفطية.
ووفقا لقناة "المسيرة" الناطقة بلسان الحوثيين، فقد استهدفت الغارات مديريتي "ناطع" و"السوادية"، دون الكشف عن أي خسائر بشرية في صفوفهم.
وتراجع منسوب الغارات الجوية خلال اليومين الماضيين، عقب هجمات دامية للتحالف السعودي بالجوف، أسفرت عن مقتل 11 مدنياً وإصابة 6 آخرين، وفقا لإحصائيات أممية.