حقق مسلحو جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن، اليوم الخميس، تقدماً في المعارك مع قوات الجيش الموالية للشرعية، في المناطق الواقعة بين محافظتي الضالع وإب، وذلك بعد يومٍ واحدٍ من تحقيقهم تقدماً في محور البيضاء وسط البلاد.
وأكدت مصادر محلية متطابقة، أن الحوثيين تقدموا فجر الخميس في جبهة "جبل العود"، التابع إدارياً لمحافظة إب على حدود الضالع، بعد مواجهات عنيفة مع القوات الموالية للشرعية خلال الأيام الماضية.
وقال الحوثيون، في تصريحات منسوبة للمتحدث باسم القوات الموالية للجماعة يحيى سريع، إنه تمّ "تأمين جبهة العود بالكامل"، بعد عملية "نوعية" استمرت 72 ساعة، فيما تحدثت مصادر قريبة من قوات الشرعية عن اتفاق قبلي انسحب على إثره مسلحو ما تعرف بـ"المقاومة".
من جهتها، نفت مصادر مطّلعة على سير المعارك لـ"العربي الجديد"، صحة حديث الحوثيين عن تأمين جبهة العود بالكامل، مشيرة إلى أن المعارك في محيط الجبل استمرت طوال الساعات الماضية. كما نفت المصادر ما يتردد عن حصول "اتفاق"، مشيرة إلى أن تقدم الحوثيين أتى نتيجة التعزيزات الكبيرة التي تم الدفع بها إلى المنطقة، والهجمات المكثفة التي تصاعدت ليل الأربعاء - الخميس، قبل أن يتمكنوا من السيطرة على الجبل فجراً.
وكانت جبهة "العود" تفجرت منذ أسابيع قليلة، في المناطق الواقعة بين محافظتي إب والضالع جنوبي البلاد، لتدور معارك بوتيرة متقطعة سقط على إثرها العديد من القتلى والجرحى من الجانبين.
وفي محافظة البيضاء، سيطر الحوثيون على جبل حلموس، في مديرية ذي ناعم، بعد معارك عنيفة مع مسلحين موالين للحكومة، سقط خلالها العديد من الضحايا من الجانبين.
وقال الحوثيون إنهم سيطروا على أكثر من 20 موقعاً في جبهة ذي ناعم، التي تشهد مواجهات في جبهات متفرقة بين مسلحي الجماعة من جهة، وبين مسلحين قبليين وموالين للشرعية من جهة أخرى، منذ سنوات.
من جهة أخرى، قال الحوثيون إنهم بدأوا أمس محاكمة المتهمين بقتل القيادي البارز في الجماعة صالح الصماد قبل عام في مدينة الحديدة.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) بنسختها التي يديرها الحوثيون، أن المحكمة الجزائية الابتدائية المتخصصة بمحافظة الحديدة، بدأت أمس الأربعاء أولى جلسات محاكمة 62 متهماً بمقتل الصماد، أولهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وآخرهم المتهم معاذ عبد الرحمن عباس.
وشغل الصماد منصب رئيس "المجلس السياسي الأعلى" (مجلس حكم الحوثيين في صنعاء)، وقتل بغارة جوية لـ"التحالف" في مدينة الحديدة في 19 إبريل/ نيسان 2018.
وذكرت الجماعة أن من بين المتهمين عشرة يمنيين محتجزين في سجونها، فيما بقية المتهمين البالغ عددهم 52 متهماً، فيتوزعون بين أجانب ويمنيين، وأولهم ترامب، كما لم يتم الكشف عن أسماء باقية من المتوقع أن يكون بينها أسماء قادة دول التحالف.