الحمية المناسبة: تخفيف الدهون ليس الأفضل

01 نوفمبر 2015
الصورة من ( getty)
+ الخط -
لا يزال الاهتمام بخسارة الوزن في تزايد كبير في أيامنا هذه، إن لأسباب صحية بحتة أو للحاق بمعايير "الجمال" المعتمدة في المجتمع. ولكن مهما كان السبب، اكتشفت دراسة نشرت حديثًا أن أنواع الحميات المختلفة لا تملك التأثير نفسه على الوزن، ورغم أن تقليل الدهون يؤدي إلى خسارة الوزن، إلا أنه ليس الطريقة الأكثر فعالية.


بالاعتماد على حوالي 53 دراسة طويلة العهد (منذ عام 1960) ومن خلال مراقبة أكثر من 68 ألف شخص متّبع لحمية غذائية، استنتج الباحثون أن الحمية المخفّضة للكاربوهايدرات تؤدي إلى خسارة وزن تفوق خسارة أولئك الذين يتبعون حمية مخفّضة للدهون. أصبحت حقيقة تخفيض الدهون واستعمال المنتوجات الخالية من الدسم لخسارة أكبر قدر من الوزن مجرّد شائعة بعد هذه الاكتشافات: فمع أنّ الدهون تحتوي على سعرات حرارية مرتين أكثر من الكاربوهايدرات، إلا أن الحميات التي تعمل على تخفيض الكاربوهايدرات أدت إلى خسارة معدل 3.75 كيلوغرامات أكثر من الحميات التي تركز على تخفيض الدهون خلال سنة من التجارب.


"لا يوجد لدينا دليل ننصح على أساسه الناس باتّباع حميات تخفيض الدهون"، يقول كاتب الدراسة الأساسي الدكتور ديارد توبايس من كلية الطب في جامعة هارفرد. "تقف وراء اتّباع الأفراد لهذا النوع من الحميات الفكرة البسيطة القائمة على أنّ تخفيض الدهون يخفض الوزن، لكن أبحاثنا تدلّ على غير ذلك".

اقرأ أيضًا:انتبهوا هذه المأكولات قاتلة


ومع أنّ نوعًا من الحميات يؤدي إلى نتاثج أفضل نسبيًّا من غيره، إلا أن العلماء والباحثين المشاركين في الدراسة نفسها يقترحون أن لا نوع حمية يؤدي إلى نتائج مستمرة على المدى الطويل، أي لأكثر من سنة، حيث تستمرّ النتائج على مدى ستة أشهر ثم يتوقف الناس عن خسارة الوزن، ومنهم من يستعيد الكيلوغرامات التي خسرها سابقًا إن توقف عن اتباع حمية ما.

يقول البروفيسور في الطب المتعلّق بالأيض (metabolism) في جامعة غلاسغو، اسكتلندا، نافيد ستار لموقع The Guardian إن النتائج تدلّ على فعالية كل أنواع الحميات إلى حدّ ما فقط. "تفيد النتائج أيضًا التأكيد على أهمية التوعية حول البدانة المفرطة ومساعدة الناس لعدم الوصول إلبها". وتدافع البروفيسير سوزان جيب في جامعة أوكسفورد عن الحميات الغذائية، مؤكدة أن خسارة أكبر قدر ممكن من الوزن، حتى ولو كانت الأرقام صغيرة، تجلب فوائد صحية أكبر من المتوقع.

لكن كل ما سبق قابل للتطوير، إذ إن الدراسات على الحمية الغذائية الأنسب لكل جسم ولكل شخص، تتطوّر بشكل سريع، ولا تتوقّف، بل إن خبراء يقولون إن هذا المجال هو المجال الذي شهد القفزة النوعية الكيرى في القرن الماضي، وفي الألفية الجديدة. ورغم ذلك يحذّر الكثيرون من أن هذا التطور في مجال الحميات الغذائية فتح الباب أمام اجتهادات غير علمية قد تؤذي المريض.

اقرأ أيضًا:خبز الصاج: من ترفٍ تراثيّ إلى ضرورة للعيش
دلالات
المساهمون