مع تواصل الحملات الانتخابية في تركيا، والتنافس المحموم بين المرشحين للرئاسة، والاتهامات المتبادلة، تصدر السجال بين الرئيس الحالي، رجب طيب أردوغان، ومنافسه عن أكبر أحزاب المعارضة محرم إنجه، المناقشات خلال اليومين الماضيين، خاصة مع رفع أردوغان دعوى قضائية بحق منافسه.
السجال الأخير جاء بعد اتهامات وجهها إنجه لأردوغان بأنه على علاقة مع زعيم "حركة الخدمة"، فتح الله غولن، المطلوب لتركيا بتهمة تدبير المحاولة الانقلابية الفاشلة الأخيرة، وأنه "أخذ رضاه" قبيل تأسيس حزب "العدالة والتنمية"، فضلا عن قوله إن ملف استعادة غولن من أميركا "ملف غير مكتمل"، الأمر الذي دفع الرئيس التركي لتحدي إنجه بالكشف عن مصادره.
ورفع أردوغان دعوى قضائية تطالب بتغريم منافسه مائة ألف ليرة تركية ( نحو 23 ألف دولار) بتهمة الإساءة لرئيس الجمهورية، حيث تقدم محاميه حسين أيدن بطلب للادعاء العام يتضمن طلب "العطل والضرر" نتيجة تصريحات إنجه بحق أردوغان خلال تجمع جماهيري في ولاية بالك أسير أمس الإثنين، معتبراً الأمر "تطاولا على شخصية أردوغان"، وأن "هذا الاتهام لا يشمل حرية الرأي"، بحسب أيدن.
وأفاد كتاب الدعوى، الذي تقدم به المحامي، أيضا بأن "الاتهامات وُجّهت لشخص (أردوغان) الذي يعمل في كل وقته لمكافحة الجماعة المصنفة إرهابيا في تركيا"، مذكرا بالحقوق الواردة في الدستور التركي والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
وقبل رفع الدعوى، هاجم أردوغان المعارضة التي ترغب في وقف المشاريع الكبرى، وذلك في كلمة ألقاها اليوم الثلاثاء، متهما إنجه بـ"الكذب" فيما ذهب إليه حول تأسيس الحزب بموافقة غولن، طالبا إثبات ذلك، و"إن لم يثبته فهو رجل دون مروءة"، وفق قول الرئيس التركي.
وأضاف أردوغان أنه التقى غولن مرتين أو ثلاث مرات عندما كان رئيسا لبلدية إسطنبول، وأنه عند تأسيس الحزب ذهب إلى الشعب، حتى في اختيار شعار الحزب، مشددا على أن "حزبنا يعمل بتعليمات الشعب وليس بتعليمات الآخرين". وتحدى إنجه مطالبا إياه بإثبات صحة كلامه، مبينا أن "الساحة السياسية التركية تفتقر للصدق".
كما اتهم الرئيس التركي منافسه بـ"عدم القدرة على تنفيذ تعهداته"، بينها التزامه بإنشاء جسر رابع على البوسفور.
وبحسب مراقبين، بات من الواضح أن السجال بين المرشحين للرئاسة سيأخد أبعاداً أخرى قبيل الانتخابات المزمع إجراؤها في 24 يونيو/ حزيران المقبل.