الحمد الله: الاحتلال يهدف إلى تعطيل الاقتصاد الفلسطيني ومنعه من النمو

25 أكتوبر 2017
رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله (عباس موماني/فرانس برس)
+ الخط -

أكد رئيس الوزراء الفلسطيني، رامي الحمد الله، اليوم الأربعاء، أن "الاحتلال الإسرائيلي، الذي يطوق بلادنا بالجدار والاستيطان، ويعزل ويصادر أراضينا ويسيطر على مواردنا المائية، ورغم اعتداءات المستوطنين التي تستهدف الأرض والزيتون بالحرق والقلع والتدمير، فإسرائيل تهدف من كل هذا إلى المس بمقدراتنا ومواردنا، وتهميش القاعدة الإنتاجية للفلسطينيين، وتعطيل قدرة اقتصادنا الوطني على النمو والتطور".

وأوضح الحمد الله في تصريحات له خلال كلمته في مهرجان قطف الزيتون السنوي السابع عشر، في بلدة تقوع ببيت لحم، أن التقارير الدولية أشارت إلى أن سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على المناطق المسماة (ج)، تتسبب للاقتصاد الفلسطيني بخسائر مدوية سنويا وتعطل فرص التنمية.

وقال الحمد الله: "أحيي حراس الأرض في المناطق المهمشة والمهددة من الجدار والاستيطان وفي كل مكان، وهم يصرون على زراعة أرضهم وحماية حصادها والتصدي لممارسات الاحتلال الإسرائيلي. فأنتم تحملون رسالة الحق والعدل والصمود في مواجهة التدمير والتهجير ومخططات الاستيطان ومصادرة الأرض".

واستطرد رئيس الوزراء الفلسطيني: "إزاء كل التحديات التي تواجهنا وتراجع المساعدات الخارجية، انبرى عملنا الحكومي على ترشيد النفقات وإدارة الموارد الطبيعية بكفاءة، وتعظيم الموارد الذاتية، وتكريس أطر وبنى قانونية ومؤسسية فاعلة وحديثة تنظم العمل بكافة القطاعات".

وأكد الحمد الله "في قطاع الزيتون، ينصب العمل على رفع جودته وقدراته الإنتاجية والتنافسية، فشرعنا في استصلاح وتأهيل الأراضي الزراعية وشق الطرق وواصلنا مشروع تخضير فلسطين، وتحديث أنظمة الري وتطوير مصادر المياه، هذا بالإضافة إلى تنفيذ مشاريع توفير مدخلات الإنتاج الزراعية المروية للأسر ذات الدخل المحدود، وبرامج حماية مستويات المعيشة لصغار مزارعي الزيتون، وأطلقنا الاستراتيجية الوطنية لقطاع الزيتون، وأصبحت بلادنا هذا العام عضوا في مجلس الزيتون الدولي".

وقال الحمد الله: "تتركز جهودنا، في كافة القطاعات، على تطوير البنية المؤسسية الوطنية وتكريس الإطار القانوني المنظم لها، وتوسيع الانضمام إلى الاتفاقيات والمؤسسات الدولية، لتكريس حضور فلسطين في النظام الدولي وإعطاء مؤسساتنا المزيد من القوة والجاهزية".

وتابع: "إننا ندرك أن أي تقدم نحققه في أي قطاع سيبقى منقوصا وغير متوازن إن لم يقترن بإنجازات مماثلة في غزة، ولأن وحدتنا هي صمام الأمان الذي به نحمي إنجازاتنا الوطنية ونقترب من تحقيق أهدافنا المنشودة، فقد استلمت مؤسساتنا مهامها وبدأت في العمل بأقصى الطاقات والجهود، وبروح وثابة إيجابية، لترجمة المصالحة الوطنية إلى واقع ملموس على الأرض من خلال إجراءات ومشاريع وبرامج لنجدة شعبنا في قطاع غزة وتلبية احتياجاته وتحسين ظروفه المعيشية، وبما يليق بمستوى تضحياته".

وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني أنه "من أجل تمكين الحكومة في غزة، فإننا نعمل بخطى مدروسة وتدريجية، وفي إطار اللجان الثلاث التي تعنى بالمعابر والموظفين والأمن التي شكلناها، لمعالجة تداعيات سنين طويلة من الانقسام والحصار والعدوان وحل القضايا العالقة لتكون الحكومة الذراع التنفيذية لاتفاق المصالحة وتكريس وحدة الوطن ومؤسساته، وتكون غزة ورشة شاملة للعمل والبناء والإعمار".

وأضاف: "قد أوعزت لجميع وزراء حكومتي بعدم السفر للخارج والتواجد بين غزة والضفة. فبالإرادة الوطنية الصلبة الحقيقية، سننهي الانقسام الكارثي ونعيد الحياة إلى غزة ونوفر فيها بيئة سليمة لنمو أطفالنا وشبابنا".

وقال الحمد الله إن "المجتمع الدولي مطالب بإنهاء الظلم التاريخي الذي لحق بنا، والتدخل لإلزام إسرائيل برفع حصارها عن قطاع غزة ووقف الاستيطان وتمكين شعبنا من تقرير مصيره في إقامة دولته المستقلة القابلة للحياة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس، وغزة في قلبها".

وشدد رئيس الوزراء الفلسطيني على أن "واقع الأرض، وما يحدث عليها اليوم من انتهاكات وتجريف وتدمير ومصادرة، إنما يفرض علينا توحيد العمل وتوسيع العمل التطوعي لنجدة أصحاب الأرض وحماية حصادها وثرواتها. فالدفاع عن الأرض وزيتونها وصون حقنا في العيش بحرية وكرامة في كنفها، هو عمل يومي راسخ، نثبت من خلاله أن إرادة شعبنا لن تنكسر أو تموت، وأننا سنبقى ثابتين وراسخين متجذرين في أرضنا، تماما كما أشجار فلسطين".

المساهمون