الحلم الجزائري مستمر.. الدواء من أصل الداء

28 يونيو 2014
منتخب الجزائر شرّف العرب (getty)
+ الخط -

"وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر، فاشهدوا فاشهدوا فاشهدوا" كلمات بسيطة في إطارها العام لكنها تُلّخص الكثير عن شرح الفكر الجزائري الذي لا يستسلم أبداً مهما كانت المشاق والصعاب، والجزائريون في البرازيل حملوا رسالة صريحة واضحة المعالم، نجوم الأخضر هم من أكملوا المشوار ووصلوا إلى المونديال العالمي.

وبما أن الصعود وتمثيل العرب قد يكفي في اغلب الأحيان بالنظر الى حجم الفوارق بين الكرة العربية ونظيرتها العالمية، لكن فريق المدرب حاليلوزيتش قضى على هذا الاكتفاء ووصل إلى الدور الثاني بعد تقديمه عروضاً قوية خصوصاً في آخر مباراتين، مع كوريا الجنوبية وروسيا بقيادة مدربها الكبير فابيو كابيلو.

نيران صديقة
رغم أن هدف الروسي كوكيرين المبكر في مرمى الجزائر صدم الكثيرين، لكنه في الوقت ذاته جعل المباراة ممتعة، فدخل ممثل العرب في المجريات سريعاً وسعى لتسجيل هدف التعديل.

استراتيجية رد الفعل دائماً ما تأتي بنتائج عكسية حينما تستخدمها الفرق الأفريقية والعربية، وتقدم الفريق الأوروبي جعل المحاربين يتجهون نحو هدف واحد، مرمى الروس، وتكتيك الخضر يعتمد على انطلاقات الأطراف بشكل كبير، مع تقدم الظهيرين وتدخل الأجنحة في العمق الهجومي فيما يعرف بالتبادل العكسي وفقاً للطريقة الهولندية القديمة في السبعينيات، وهو فكر هجومي يُتعب بشدة الخصوم لكنه يتسبب في خلل كبير أثناء المرتدات، في ظل الاعتماد على لاعب ارتكاز وحيد، والنتيجة خطورة كبيرة خلال بداية المباراة.

الفريق الروسي لا يضم اللاعب المهاري الذي يحسم الأمور مبكراً، بينما تمتاز المجموعة الجزائرية بتواجد القدرات الخاصة، براهيمي وجابو كأفضل نماذج هجومية في خلخلة أي دفاع والتحرك بدون كرة، واللعب المرن السريع، والتمريرات الحريرية، كلها أدوات عرف وحيد كيف يستخدمها أمام الدفاعات الروسية المتكّتلة.

الدواء من أصل الداء
 تعاني الجزائر بشدة داخل منطقة الجزاء الخاصة بها، وتتفوق بنفس القدر داخل منطقة الخصم، خط الدفاع غير جيد بالكرة وبدونها، لذلك أمام أي مهاجم قوي وسريع يعاني، بينما الهجوم متنوع إلى حد كبير ويمتاز بالجودة التي تجعلك تشعر وكأنك في حضرة أحد أكبر المنتخبات الأوروبية واللاتينية.

ونجح المدرب في تشكيل توليفة جديدة بالاستعانة باللاعبين القادرين على فعل شيء غير متوقع في أصعب المباريات. جابو خطف كرة شبه ميّتة وحصل على ضربة حرة مهمة جاء منها هدف التعادل. براهيمي لاعب يتمركز بين العمق والأطراف، يجبر المنافس على التركيز عليه ويفصل ارتكاز الروس عن دفاعهم.

ومع توافر كل هذه المزايا، يأتي العامل الأهم، وهو الروح والعزيمة والإصرار لدرجة أن نجوم الجزائر أرسلوا الرسالة للجميع، الحلم ليس أمراً سهلاً لكنه يستحق كل التضحيات من أجل الأمل، لذا عليهم المحاولة وعدم التوقف عن الطموح وعلينا أن نأخذ من كرة القدم العبرة والتجربة، فهي أفضل بوصلة ممكنة.

المساهمون