رحبت الحكومة اليمنية، اليوم الخميس، بالجهود المبذولة لإحلال السلام في اليمن، معتبرة أن التصريحات الدولية التي تحث على ضرورة دفع الجهود للتوصل إلى حل سياسي وفقاً لـ"المرجعيات الثلاث"، تنسجم مع رغبة القيادة السياسية اليمنية، معلقةً ضمناً على الدعوة الأميركية للتسوية بناء على فكرة "الحكم الذاتي".
وأكدت الحكومة اليمنية، في بيانٍ صادر عنها، دعمها لجهود المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، بعد يوم من إعلان الأخير مواصلته الجهود لجمع الأطراف اليمنية على طاولة المفاوضات في غضون شهر.
وأعلنت الحكومة اليمنية استعدادها الفوري لبحث كافة الإجراءات المتصلة بـ"بناء الثقة"، وأبرزها "إطلاق سراح جميع المعتقلين والأسرى والمختطفين والمخفيين قسراً، وتعزيز قدرات المصرف المركزي اليمني الذي يحظى باعتراف دولي، وإلزام الحوثيين بتحويل إيرادات الدولة في مناطق سيطرتهم إلى المصرف المركزي، لتمكينه من إحكام السيطرة على الوضعين المالي والاقتصادي ودفع مرتبات العاملين في الخدمة المدنية".
وتشمل إجراءات بناء الثقة، وفقاً للبيان الحكومي، "فتح المطارات وفق خطوات وإجراءات مزمنة تكفل ضمان السلامة، وتمكين الأمم المتحدة من الرقابة على ميناء الحديدة، لضمان عدم خرق بنود القرارات الدولية ذات الصلة والمتعلقة، بالإضافة إلى منع وصول الأسلحة والصواريخ الباليستية المهربة من إيران للمليشيات الحوثية".
وشدد موقف الحكومة اليمنية على مرجعيات الحل السياسي الثلاث المتفق عليها، وعلى أن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ومسودة الدستور اليمني الجديد قد "حددت بصورة واضحة شكل الدولة الجديدة التي توافق عليها اليمنيون، وهي الدولة الاتحادية البعيدة عن المركزية، وفق مبادئ العدالة والمواطنة المتساوية والحكم الرشيد".
وفي تعليق ضمني على تصريحات وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، حول طرح فكرة الحكم الذاتي، قالت الحكومة اليمنية إن أي "حديث عن شكل الدولة اليمنية يجب أن ينسجم مع مخرجات مؤتمر الحوار الوطني".
وأضاف البيان أن "فهمنا لبعض التصريحات التي صدرت هو في ذلك السياق، وفِي الإطار ذاته الذي أقرته المرجعيات المتفق عليها، وليس غير ذلك"، في إشارة إلى أن الدعوة الأميركية للحكم الذاتي، وفقاً للتفسير الحكومي، تقوم على أساس التقسيم الفيدرالي المقر في مؤتمر الحوار، بتحويل البلاد إلى دولة اتحادية مؤلفة من ستة أقاليم.
وكان ماتيس قد دعا منذ أيام إلى تسوية يمنية تشمل في ما تشمل، منح الحوثيين الحكم الذاتي، وهي دعوة أثارت جدلاً في الأوساط اليمنية.