أكد عبد الله عبد الله، مسؤول التفاوض مع حركة "طالبان" الأفغانية، السبت، أنّ فريق الحكومة الأفغانية مستعد لبدء مفاوضات سلام "غير مسبوقة" مع الحركة، "في أي وقت".
وغرّد عبد الله على "تويتر" قائلاً: "إعلان طالبان وقفاً لإطلاق النار وخفض العنف وتبادل السجناء مهدت الطريق لبداية جيدة للحوار الهادف إلى تحديد مستقبل أفغانستان".
وفي 17 مايو/أيار الجاري، أعلنت الرئاسة الأفغانية، في بيان، توصّل الرئيس أشرف غني وعبد الله إلى اتفاق لتقاسم السلطة وإنهاء الأزمة السياسية في البلاد. وبموجب الاتفاق، يرأس عبد الله "المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغانية"، الذي بدأ عمله رسمياً، السبت.
وأوضح المسؤول الأفغاني أن "الفريق المفاوض يلتقي كل أسبوع". وأكد أنه "بسبب الأحداث الأخيرة، نتوقع أن تبدأ العملية خلال شهر يونيو/حزيران المقبل".
وكان عبد الله قد اعترض على نتائج الانتخابات الرئاسية في 28 سبتمبر/أيلول 2019، التي أعلنت لجنة الانتخابات المستقلة فوز منافسه غني فيها بنسبة 50.6%، معتبراً نفسه الفائز.
Twitter Post
|
ورغم المحاولات الأميركية لدفع الطرفين إلى الاتفاق لعدم الإضرار بعملية السلام، إلا أن تلك المحاولات فشلت طوال الفترة الماضية.
وفي 29 فبراير/شباط الماضي، شهدت الدوحة، اتفاقاً بين الولايات المتحدة و"طالبان" يُمهد الطريق، وفق جدول زمني، لانسحاب أميركي على نحو تدريجي من أفغانستان، وتبادل الأسرى.
ولم تمدد "طالبان" وقفاً للنار استمر 3 أيام خلال عيد الفطر وانتهى الثلاثاء، واستأنفت كذلك هجماتها الدامية على القوات الأفغانية، لكن بدرجة أقل.
وبعدما أعلنت "طالبان" وقفا لإطلاق النار خلال عيد الفطر، ردّت كابول بالإعلان عن بدء إطلاق سراح سجناء للحركة في إطار عملية تبادل، ما عزّز الآمال بإمكان تحقيق اختراق على مسار مفاوضات السلام بين الجانبين. وأفرجت الحكومة الأفغانية عن 900 من سجناء "طالبان". واشترطت "طالبان" مبادلة خمسة آلاف سجين بألف عنصر من القوات الأفغانية قبل البدء بحوار مع الحكومة كان مقرراً في العاشر من مارس/آذار، لكنه أرجئ.
وليل السبت، أعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأفغاني، جاويد فيصل، أن الحكومة أطلقت سراح 710 سجناء إضافيين لـ"طالبان"، منذ يوم الجمعة، في إطار عملية تبادل السجناء والأسرى، وأنها مصممة على تنفيذ تعهّدها بالإفراج عن ألفي متمرّد رداً على وقف إطلاق النار الذي أعلنته الحركة.
وجعل الرئيس الأميركي دونالد ترامب من إنهاء أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة في تاريخها أولوية لإدارته، وهو يسعى لإخراج قواته من أفغانستان.
وحضّ المسؤولون الأميركيون، "طالبان" والحكومة الأفغانية، على إجراء مفاوضات سلام.
وقال عضو في فريق عبد الله التفاوضي إن الحكومة الأفغانية باتت موحدة في ما يتعلق بعملية السلام بعدما تمكّنت من حل خلافاتها الداخلية. وقال ماتن بك لـ"فرانس برس": "أصبحنا كلنا الآن موحدين، كلنا على الموقف نفسه من قضية السلام".
(الأناضول، فرانس برس)