تمر ذكرى أليمة على قلب كل فلسطيني، هذه الذكرى التي نُطلق عليها "النكبة " – قيام دولة لليهود على أرض فلسطين التاريخية - والتي مضى عليها سبعة عقود كاملة، خلالها مضى معظم الجيل الذي عاش تفاصيلها ولم يتبق منه إلا القليل، لكنه رسم وسجل قبل رحيله أدق التفاصيل حولها لمن جاء بعده لتبقى الذكرى حاضرة ما دام هناك أجيال تولد.
عملت دولة الاحتلال الإسرائيلي جاهدة طوال هذه العقود السبعة ولا تزال على تضليل المجتمع الدولي وفي نفس الوقت على إقناع نفسها بأنه لا يوجد هناك شعب فلسطيني. في الماضي، نحت بعض قادتها مقولات أسست لهذه النظرية "شعب بلا أرض لأرضٍ بلا شعب"، ولذلك فقد مارست وما زالت كل أنواع القهر والقتل والإبعاد والتهجير للفلسطينيين، مستهدفة الوجود لهذا الشعب لكنها باءت بالفشل الذريع.
راهنت دولة الاحتلال على الزمن واجتهدت بكل الوسائل على تهشيم البُعد الثقافي والوطني لارتباط الفلسطيني بأرضه التاريخية. وقال بعض قادتها: "الكبار يموتون والصغار ينسون"، لكن الشعب الفلسطيني أثبت عملياً وعلى مدى هذه العقود أن مراهنة الاحتلال لم تجد إلى ضميره سبيلاً، فأسقط أفكار الوطن البديل وكان انطلاق الثورة الفلسطينية في ستينيات القرن الماضي وبعدها انتفاضة الحجارة والأقصى واليوم مسيرات العودة الكُبرى، التي استطاع من خلالها الشعب الفلسطيني حتى اللحظة أن يُربك حسابات ليس فقط دولة الاحتلال بل كل العالم، هذا يحصل وهي تتفاعل فقط في حدود قطاع غزة، فما بالكم إذا نجح الفلسطينيون في أن يُوسّعوا دائرتها لتشمل الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 48 والشتات الفلسطيني في دول الجوار، تخيلوا كيف سيكون المشهد حينئذ؟
استطاع الشعب الفلسطيني من خلال مسيرات العودة أن يستعيد إحياء ذاكرته الوطنية المرتبطة بحقه في العودة إلى دياره التي هُجّر منها ظُلماً وعدواناً، وهذا بدا واضحاً من خلال المشاركة الشعبية في هذه المسيرات ليس لفئة بعينها من المجتمع بل لجميع الشرائح من رجال ونساء وأطفال وأسر بأكملها، وعائلات وروابط للقرى والبلدات الفلسطينية التي هاجرت وتركت مساكنها تحت تهديد القتل الذي مارسته عصابات الإجرام الصهيونية، ولا تزال هذه المسيرات تتفاعل رغم الإجرام الذي تُمارسه دولة الاحتلال ضد الأهالي المتظاهرين مستهدفة كسر الإرادة والإصرار الذي أصبح عنصر التحدي الرئيس للشعب الفلسطيني أمام هذا التغول والاستكبار والتجاهل الذي تُمارسه دولة الاحتلال وما يُسمى بالمجتمع الدولي.
مع مرور أكثر من شهر ونصف على هذه المسيرات، اعتقد البعض أن مستوى التفاعل سيخبو أمام عنجهية الاحتلال، لكن الأمور تجري بعكس ذلك تماماً، ورأينا أن الميدان الذي يحتشد فيه الناس قد اتسع على الحدود الشرقية للقطاع، ورأينا التظاهرات المساندة قد بدأت في صفوف الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 48، ورأينا التظاهرات العارمة التي انطلقت في بعض العواصم العربية كاليمن نموذجاً.
لقد بات واضحاً أكثر من ذي قبل أن الاحتلال الإسرائيلي متخبط وحائر أمام هذه المسيرات سواء على صعيد مواجهتها ميدانياً، أو خشيته من تدحرج عجلة المواجهات جراء تعامله مع المتظاهرين، مما يستدعي مواجهة مسلحة مع المقاومة في القطاع وهو غير معني بها في هذا الوقت، فضلاً عما تحققه هذه المسيرات من إثارة للمجتمع الدولي وأطراف عدة من المؤسسات الحقوقية في العالم تجاه سلوك جيش الاحتلال وقمعه الدموي المتظاهرين.
نستطيع الجزم بأن مستوى الوطنية الفلسطينية قد تصاعد لدرجات متقدمة منذ انطلاق مسيرات العودة، رغم المعاناة التي يلاقيها الشعب الفلسطيني على كل الصُعد السياسية والاجتماعية والإنسانية، هذه الوطنية المرتبطة بالقناعات المتأصلة في وجدان وثقافة الشعب الفلسطيني والتي يتوارثها جيلاً بعد جيل والقائمة على مرتكز مفاهيمي عنوانه - الحقوق لا تسقط بالتقادم – فمهما راهن البعض على الزمن إن الشعب الفلسطيني ينحت إجابته في كل مرحلة مفصلية من تاريخه الوطني وبشكل عملي دائماً ويُسدد لكماته في وجه كل من يُحاول تمرير مخططاته المشبوهة التي تستهدف حقه التاريخي في أرضه وعناوين هذا الحق وعلى رأسها حقه في العودة والاستقلال وبناء دولته المستقلة على تراب وطنه.
عملت دولة الاحتلال الإسرائيلي جاهدة طوال هذه العقود السبعة ولا تزال على تضليل المجتمع الدولي وفي نفس الوقت على إقناع نفسها بأنه لا يوجد هناك شعب فلسطيني. في الماضي، نحت بعض قادتها مقولات أسست لهذه النظرية "شعب بلا أرض لأرضٍ بلا شعب"، ولذلك فقد مارست وما زالت كل أنواع القهر والقتل والإبعاد والتهجير للفلسطينيين، مستهدفة الوجود لهذا الشعب لكنها باءت بالفشل الذريع.
راهنت دولة الاحتلال على الزمن واجتهدت بكل الوسائل على تهشيم البُعد الثقافي والوطني لارتباط الفلسطيني بأرضه التاريخية. وقال بعض قادتها: "الكبار يموتون والصغار ينسون"، لكن الشعب الفلسطيني أثبت عملياً وعلى مدى هذه العقود أن مراهنة الاحتلال لم تجد إلى ضميره سبيلاً، فأسقط أفكار الوطن البديل وكان انطلاق الثورة الفلسطينية في ستينيات القرن الماضي وبعدها انتفاضة الحجارة والأقصى واليوم مسيرات العودة الكُبرى، التي استطاع من خلالها الشعب الفلسطيني حتى اللحظة أن يُربك حسابات ليس فقط دولة الاحتلال بل كل العالم، هذا يحصل وهي تتفاعل فقط في حدود قطاع غزة، فما بالكم إذا نجح الفلسطينيون في أن يُوسّعوا دائرتها لتشمل الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 48 والشتات الفلسطيني في دول الجوار، تخيلوا كيف سيكون المشهد حينئذ؟
استطاع الشعب الفلسطيني من خلال مسيرات العودة أن يستعيد إحياء ذاكرته الوطنية المرتبطة بحقه في العودة إلى دياره التي هُجّر منها ظُلماً وعدواناً، وهذا بدا واضحاً من خلال المشاركة الشعبية في هذه المسيرات ليس لفئة بعينها من المجتمع بل لجميع الشرائح من رجال ونساء وأطفال وأسر بأكملها، وعائلات وروابط للقرى والبلدات الفلسطينية التي هاجرت وتركت مساكنها تحت تهديد القتل الذي مارسته عصابات الإجرام الصهيونية، ولا تزال هذه المسيرات تتفاعل رغم الإجرام الذي تُمارسه دولة الاحتلال ضد الأهالي المتظاهرين مستهدفة كسر الإرادة والإصرار الذي أصبح عنصر التحدي الرئيس للشعب الفلسطيني أمام هذا التغول والاستكبار والتجاهل الذي تُمارسه دولة الاحتلال وما يُسمى بالمجتمع الدولي.
مع مرور أكثر من شهر ونصف على هذه المسيرات، اعتقد البعض أن مستوى التفاعل سيخبو أمام عنجهية الاحتلال، لكن الأمور تجري بعكس ذلك تماماً، ورأينا أن الميدان الذي يحتشد فيه الناس قد اتسع على الحدود الشرقية للقطاع، ورأينا التظاهرات المساندة قد بدأت في صفوف الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 48، ورأينا التظاهرات العارمة التي انطلقت في بعض العواصم العربية كاليمن نموذجاً.
لقد بات واضحاً أكثر من ذي قبل أن الاحتلال الإسرائيلي متخبط وحائر أمام هذه المسيرات سواء على صعيد مواجهتها ميدانياً، أو خشيته من تدحرج عجلة المواجهات جراء تعامله مع المتظاهرين، مما يستدعي مواجهة مسلحة مع المقاومة في القطاع وهو غير معني بها في هذا الوقت، فضلاً عما تحققه هذه المسيرات من إثارة للمجتمع الدولي وأطراف عدة من المؤسسات الحقوقية في العالم تجاه سلوك جيش الاحتلال وقمعه الدموي المتظاهرين.
نستطيع الجزم بأن مستوى الوطنية الفلسطينية قد تصاعد لدرجات متقدمة منذ انطلاق مسيرات العودة، رغم المعاناة التي يلاقيها الشعب الفلسطيني على كل الصُعد السياسية والاجتماعية والإنسانية، هذه الوطنية المرتبطة بالقناعات المتأصلة في وجدان وثقافة الشعب الفلسطيني والتي يتوارثها جيلاً بعد جيل والقائمة على مرتكز مفاهيمي عنوانه - الحقوق لا تسقط بالتقادم – فمهما راهن البعض على الزمن إن الشعب الفلسطيني ينحت إجابته في كل مرحلة مفصلية من تاريخه الوطني وبشكل عملي دائماً ويُسدد لكماته في وجه كل من يُحاول تمرير مخططاته المشبوهة التي تستهدف حقه التاريخي في أرضه وعناوين هذا الحق وعلى رأسها حقه في العودة والاستقلال وبناء دولته المستقلة على تراب وطنه.