للمرة الثالثة على التوالي يخوض، أحمد السقا، مغامرة الدراما التلفزيونية، بعد مسلسلي "خطوط حمراء" (2012) و"ذهاب وعودة" (2015). وللمرة الثالثة أيضاً في "الحصان الأسود"، لا يحقق نجاحاً يقارن بما يحققه في السينما، أو يتناسب مع جماهيريته كممثل له شعبية ضخمة بين شريحة عريضة من المتفرجين.
فما هو السر وراء المستوى الدرامي الضعيف، والمحدودية الجماهيرية الدائمة لأعماله التلفزيونية؟ هناك أسباب كثيرة، على رأسها أن أحمد السقا لا يخرج أبداً من عباءة أحمد السقا، ولا يقتصر الأمر فقط على طريقة الأداء أو التعبيرات، ولكن أيضاً في طبيعة الأدوار التي تكرر بعضها، وكأنه يلجأ دائماً لمنطقة آمنة يعرفها، دون إدراك أن الجمهور نفسه قد سئم منها.
فما هو الفارق بين شخصية المحامي "فارس" في مسلسل "الحصان الأسود"، وبين المحامي "ياسين" في فيلم "حرب أطاليا" قبل 12 عاماً؟ كلاهما محام بارع، يطرد من مهنته، ويقرر العمل خارج منظومة القانون حسب منظوره الشخصي. وفي جوهر ذلك، فكلاهما في النهاية هو السقا نفسه، بشكل الحركة والكلام وإلقاء النكات والاعتماد على فكرة القوة والذكورية والقدرة على التعامل مع المواقف الصعبة، مما يؤثّر بالتأكيد على استقبال الجمهور.
السبب الثاني لعدم نجاح السقا المتكرر، هو طبيعة الحبكة الدرامية التي يعتمد عليها في مسلسلاته، والتي تأتي دائماً بمسحة من الكلاسيكية، وعدم مجاراة الحاضر. ففي الوقت الذي تنجح فيه حالياً تجارياً المسلسلات التي تفاجئ الجمهور، فإن السقا يصمم دائماً على أفكار وشخصيّات شديدة التقليدية. سواء في "خطوط حمراء" الذي يتناول الصراع بين ضابط شرطة، وتاجر مخدّرات، أو في "ذهاب وعودة" حيث رجل أعمال يختطف ابنه ويحاول إعادته، وصولاً لـ"الحصان الأسود" الذي يعتبر الخط الدرامي الأساسي فيه تقليدياً جداً، عن المحامي المعتزل الذي يحاول إثبات براءته من جريمة قتل لم يرتكبها. ويتكرر هروبه من الشرطة ثم من السجن نفسه أكثر من مرة، في رحلة كر وفر مع أحد الضباط، وقصة حب غير منتهية مع حبيبة قديمة. تلك "التقليدية الدرامية" المتكررة في مسلسلات السقا، رغم تغير أسماء كتابها ومخرجيها بشكل دائم يؤكد على أنه خياره الشخصي، والصورة التي يرغب في الظهور بها للجمهور، وبالتالي فهو رهان يثبت خطأه من جديد.
أما السبب الثالث، فمرتبط بأن السقا لم يعد يعرف جمهوره كما كان قبل 10 سنوات. فوقتها، كان يقدم أفلام "حركة درامية" بصورة لا ينافسه فيها أي ممثل آخر تقريباً. ولكن في تلك اللحظة، تغير الوضع وانقلبت الخارطة تماماً، أصبح هناك محمد رمضان الذي يحقق نجاحاً تاريخياً في العام الماضي مع "الأسطورة" لأنه يتوجه لملايين من الطبقات الشعبية وبشكل حركي ودرامي أقرب لهم. وكذلك يوسف الشريف الذي يقدم أعمالاً تخاطب جيل الشباب الذي ينبهر بالأفكار المختلفة.
حتى أن هناك ممثلين أقل جماهيرية كثيراً من السقا، ولكنهم أنجح تلفزيونياً في السنوات الأخيرة (أمير كرارة على سبيل المثال)، وذلك تحديداً لأنهم يعرفون الجمهور الذي يتوجهون إليه. في المقابل، من هو الجمهور الذي يتوجه له السقا بالحصان الأسود؟ وما هي الشريحة العمرية أو الاجتماعية التي يفترض أن تمثّل النسبة الأكبر من مشاهديه؟
وبعيداً عن السقا، فهناك أسباب أخرى لضعف وعدم نجاح "الحصان الأسود"، من بينها تعدُّد الخطوط الدراميّة مترامية الأطراف، دون أن يشعر المشاهد أنها تتحرك في سياق حبكة واحدة، وكذلك الاهتمام المفرط بخلق "انقلابات درامية" والعمل على أن تكون غير متوقعة حتى لو أدى ذلك لتفاصيل منعدمة المنطق (كالانقلابات التي تحدث في شخصية الضابط عمرو أو الحبيبة حسناء)، وصولاً حتى إلى غياب تفاصيل محورية لها علاقة بالمؤامرة التي يفترض أنها السبب في جريمة القتل التي حركت أحداث المسلسل منذ بدايته، كل ذلك يصب في سيناريو مفكك تماماً من الكاتب، محمد سليمان عبد الملك.
فما هو السر وراء المستوى الدرامي الضعيف، والمحدودية الجماهيرية الدائمة لأعماله التلفزيونية؟ هناك أسباب كثيرة، على رأسها أن أحمد السقا لا يخرج أبداً من عباءة أحمد السقا، ولا يقتصر الأمر فقط على طريقة الأداء أو التعبيرات، ولكن أيضاً في طبيعة الأدوار التي تكرر بعضها، وكأنه يلجأ دائماً لمنطقة آمنة يعرفها، دون إدراك أن الجمهور نفسه قد سئم منها.
فما هو الفارق بين شخصية المحامي "فارس" في مسلسل "الحصان الأسود"، وبين المحامي "ياسين" في فيلم "حرب أطاليا" قبل 12 عاماً؟ كلاهما محام بارع، يطرد من مهنته، ويقرر العمل خارج منظومة القانون حسب منظوره الشخصي. وفي جوهر ذلك، فكلاهما في النهاية هو السقا نفسه، بشكل الحركة والكلام وإلقاء النكات والاعتماد على فكرة القوة والذكورية والقدرة على التعامل مع المواقف الصعبة، مما يؤثّر بالتأكيد على استقبال الجمهور.
السبب الثاني لعدم نجاح السقا المتكرر، هو طبيعة الحبكة الدرامية التي يعتمد عليها في مسلسلاته، والتي تأتي دائماً بمسحة من الكلاسيكية، وعدم مجاراة الحاضر. ففي الوقت الذي تنجح فيه حالياً تجارياً المسلسلات التي تفاجئ الجمهور، فإن السقا يصمم دائماً على أفكار وشخصيّات شديدة التقليدية. سواء في "خطوط حمراء" الذي يتناول الصراع بين ضابط شرطة، وتاجر مخدّرات، أو في "ذهاب وعودة" حيث رجل أعمال يختطف ابنه ويحاول إعادته، وصولاً لـ"الحصان الأسود" الذي يعتبر الخط الدرامي الأساسي فيه تقليدياً جداً، عن المحامي المعتزل الذي يحاول إثبات براءته من جريمة قتل لم يرتكبها. ويتكرر هروبه من الشرطة ثم من السجن نفسه أكثر من مرة، في رحلة كر وفر مع أحد الضباط، وقصة حب غير منتهية مع حبيبة قديمة. تلك "التقليدية الدرامية" المتكررة في مسلسلات السقا، رغم تغير أسماء كتابها ومخرجيها بشكل دائم يؤكد على أنه خياره الشخصي، والصورة التي يرغب في الظهور بها للجمهور، وبالتالي فهو رهان يثبت خطأه من جديد.
أما السبب الثالث، فمرتبط بأن السقا لم يعد يعرف جمهوره كما كان قبل 10 سنوات. فوقتها، كان يقدم أفلام "حركة درامية" بصورة لا ينافسه فيها أي ممثل آخر تقريباً. ولكن في تلك اللحظة، تغير الوضع وانقلبت الخارطة تماماً، أصبح هناك محمد رمضان الذي يحقق نجاحاً تاريخياً في العام الماضي مع "الأسطورة" لأنه يتوجه لملايين من الطبقات الشعبية وبشكل حركي ودرامي أقرب لهم. وكذلك يوسف الشريف الذي يقدم أعمالاً تخاطب جيل الشباب الذي ينبهر بالأفكار المختلفة.
حتى أن هناك ممثلين أقل جماهيرية كثيراً من السقا، ولكنهم أنجح تلفزيونياً في السنوات الأخيرة (أمير كرارة على سبيل المثال)، وذلك تحديداً لأنهم يعرفون الجمهور الذي يتوجهون إليه. في المقابل، من هو الجمهور الذي يتوجه له السقا بالحصان الأسود؟ وما هي الشريحة العمرية أو الاجتماعية التي يفترض أن تمثّل النسبة الأكبر من مشاهديه؟
وبعيداً عن السقا، فهناك أسباب أخرى لضعف وعدم نجاح "الحصان الأسود"، من بينها تعدُّد الخطوط الدراميّة مترامية الأطراف، دون أن يشعر المشاهد أنها تتحرك في سياق حبكة واحدة، وكذلك الاهتمام المفرط بخلق "انقلابات درامية" والعمل على أن تكون غير متوقعة حتى لو أدى ذلك لتفاصيل منعدمة المنطق (كالانقلابات التي تحدث في شخصية الضابط عمرو أو الحبيبة حسناء)، وصولاً حتى إلى غياب تفاصيل محورية لها علاقة بالمؤامرة التي يفترض أنها السبب في جريمة القتل التي حركت أحداث المسلسل منذ بدايته، كل ذلك يصب في سيناريو مفكك تماماً من الكاتب، محمد سليمان عبد الملك.