الحصار الخليجي يوجه استثمارات القطريين نحو تركيا

08 يوليو 2017
استقرار ملحوظ بالأسواق القطرية (Getty)
+ الخط -





يرى مراقبون أن تصعيد الدول المحاصرة لقطر، وآخرها بيان مشترك عقب اجتماع القاهرة قبل ثلاثة أيام، يدفع القطريين للتفكير في نقل استثماراتهم من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، وتعميق العلاقات الاقتصادية وزيادة حجم التبادل مع الدول التي وقفت إلى جانبهم، خلال الأزمة.

وقال الشيخ عبد العزيز بن أحمد آل ثاني، وهو أحد أهم المستثمرين القطريين، في تصريحات لصحيفة "خبر سوبر" التركية: "سنقوم بضخ استثمارات أكبر في تركيا وأبوابنا مفتوحة على مصراعيها للشركات التركية، سنقوم بكافة مشاريعنا في تركيا، وستتخذ قطر من تركيا بعد الآن مركزاً لها من أجل أعمالها في بعض الدول الأخرى بالشرق الأوسط".

وأشار الشيخ عبد العزيز إلى مكانية إقامة منطقة اقتصادية حرة في قطر من أجل الشركات التركية فقط، وأن تقام منطقة اقتصادية حرة في تركيا من أجل الشركات القطرية، ما يوفر برأيه الكثير من فرص العمل بالنسبة للبلدين.

وتعد قطر من الدول الأوائل بالاستثمار بتركيا بحجم استثمارات تزيد عن 20 مليار دولار، كما يبلغ حجم استثمارات الشركات التركية العاملة في قطر نحو 11.6 مليار دولار.
واتخذت قطر في السنوات الأخيرة خطوات كبيرة نحو خلق شراكات اقتصادية مع العديد من الدول الكبرى، في أوروبا وآسيا، فضلا عن تركيا والولايات المتحدة، لتبدو هذه الشراكات مرشحة للتوسع خلال الفترة المقبلة، بالإضافة إلى إمكانية ضم فاعلين جدد، بعد الإجراءات التي اتخذتها دول خليجية بشكل أساسي، وترمي من ورائها إلى فرض حصار اقتصادي شامل على قطر.

ويقول المحلل التركي أوكتاي يلماظ، إن خيارات قطر مفتوحة على العديد من بلدان المنطقة بعد حصارها من أشقائها، سواء إيران أو الكويت أو تركيا وغيرهم، ولكن نتيجة حسن العلاقات مع تركيا ووقوف أنقرة إلى جانب الدوحة، ستحمل فرصا مهمة للبلدين فيما يتعلق بزيادة الاستثمارات وحجم التبادل التجاري ليتعدى 5 مليارات دولار سنوياً.

وفي حين يتمنى المحلل التركي يلماظ أن تحل الأزمة الخليجية بالحوار ودون التدخل بشؤون قطر وسيادتها، أكد أنه في طول أمد الحصار أو فرض قيود جديدة على الدوحة، ستأتي الاستثمارات والأموال القطرية لتركيا، كما ستزيد الاستثمارات التركية بقطر.

وكشف المحلل التركي لـ "العربي الجديد" أن وفداً اقتصاديا قطرياً سيزور بلاده خلال الأيام القليلة المقبلة لبحث زيادة التبادل وتأمين المواد الأولية لقطاع البناء، مشيراً إلى أن شركات البناء والإنشاءات التركية الموجودة أصلا بقطر، والمصنفة الثانية عالمياً بعد الصين، على استعداد لاستكمال البنى والمنشآت المتعلقة بمونديال كأس العالم، الذي ستستضيفه الدوحة عام 2022.

وتتنوع استثمارات قطر في مختلف القطاعات والمجالات، لتشمل المصارف والعقارات والزراعة، والمناجم والنفط وشركات السيارات، والنوادي الرياضية العالمية وغيرها. كما تمتد هذه الاستثمارات من ماليزيا والهند شرقاً، إلى أوروبا شمالاً وأفريقيا جنوباً، وتنتهي في الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية غرباً.

وتنفذ قطر معظم استثماراتها الخارجية عبر جهاز قطر للاستثمار، لكن شركات تابعة للجهاز، وأخرى تابعة للقطاعين العام والخاص، تنفذ أيضاً استثمارات ضخمة في مختلف القطاعات والدول.
وارتفع حجم التبادل التجاري بين تركيا وقطر، خاصة بعد وقوف الشركات التركية إلى جانب الشعب القطري خلال حالة الحصار التي تفرضها السعودية والإمارات والبحرين ومصر، منذ 5 يونيو/حزيران الماضي، إذ صدرت تركيا للدوحة مئات الأطنان من السلع الغذائية الطازجة، عبر أكثر من مائة طائرة، قبل أن يتم تشغيل النقل البحري ووصول أول باخرة تركية محملة بالغذاء لقطر الأسبوع الماضي.
وتوقع رئيس جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين الأتراك (موصياد) عبد الرحمن كاءان، أن يصل حجم التبادل التجاري، بعد الفراغ الذي سببه الحصار، إلى نحو 5 مليارات دولار.
وأشار كاءان إلى أن "موصياد" تستهدف من خلال شبكة رجال الأعمال القوية التي تتوفر عليها، دعم قطر في المجالات ذات الحاجة، والحصول على بيئة استثمارية جديدة. وقال، خلال تصريحات بعد زيارته لقطر الأسبوع الماضي، إن حجم الاستيراد الذي تحتاج له قطر كبير، قائلا: "إذا استطعنا الاستحواذ على نصفه ستكون فرصة كبيرة لرجال الأعمال من الجانبين".
وقال الخبير الاقتصادي التركي، يوسف كاتب أوغلو، لـ"العربي الجديد"، إن تركيا تعتبر قطر حليفا وشريكاً اقتصادياً مهماً، وهناك الكثير من الاتفاقات بين البلدين في مجالي الطاقة والتجارة.



المساهمون