هاجمت الحشرات والآفات محصول القمح في بعض المناطق بسورية لتزيد أوجاع مزارعيه الذين يعانون من تأثيرات الحرب وزيادة تكلفة الإنتاج على محصولهم الاستراتيجي، ويأتي ذلك في الوقت الذي يتوقع فيه الخبراء موسماً جيداً في ظل زيادة الأمطار.
وكان رئيس مصلحة الزراعة في مدينة القامشلي التي يسيطر عليها النظام السوري، عيسى الأحمد، أكد أن هناك بعض الإصابات الحشرية في محصول القمح أثرت على موسم الحبوب، ما دفع بعض المزارعين إلى إعادة زراعة بعض المساحات في ظل الإصابة الشديدة للمحصول بنسبة تراوحت بين 60 و70%.
وتأتي تصريحات الأحمد، متناقضة مع تصريحات مسؤولين سوريين آخرين بنظام بشار الأسد، أكدت أن الظروف الأمنية السائدة في ريف منطقة القامشلي بالإضافة إلى عدم توافر مستلزمات الزراعة وارتفاع أسعارها أدت إلى عدم إقبال الفلاحين والمزارعين على زراعة القمح في بعض المناطق.
ومن جانبه أكد عضو الجمعية التعاونية الفلاحية بريف إدلب محمد سلامة، أنه رغم تهديد الإصابات الحشرية لبعض المناطق في البلاد إلا أن محافظة إدلب خالية منه حتى الآن، ويتوقع موسم جيد للمحافظة، حيث يرتقب وصول الإنتاج إلى نحو 100 ألف طن هذا العام، مقارنة بنحو 20 ألف طن العام الماضي، في ظل زيادة الهطول المطري، بالإضافة إلى زيادة المساحة المزروعة إلى 25 ألف هكتار هذا العام.
ووصلت نسبة الهطول المطري حتى شهر مارس/آذار الجاري إلى 475 متراً مكعباً وهو ما يفوق متوسط الهطول السنوي للمنطقة المقدر بـ450 متراً مكعباً، حسب إحصائيات رسمية.
وتستورد سورية القمح منذ ثلاثة أعوام بعد أن تراجع إنتاجها من 3.5 ملايين طن سنوياً، قبل اندلاع الثورة عام 2011، إلى قرابة 1.7 مليون طن الموسم الماضي، حيث قالت منظمة الزراعة العالمية "الفاو" إن سورية استوردت 2.4 مليون طن من الحبوب العام الماضي، ومعظم الواردات جاءت من روسيا.
وتضطر سورية أحياناً إلى مقايضة الخضار والفواكه بالقمح، كما أعلنت مؤخراً، وزارة الاقتصاد، التابعة لنظام بشار الأسد، وتسعى مؤسسة الحبوب لتلافي العجز عبر مزيد من الاستيراد، في ظل تراجع الإنتاج في الأعوام الماضية.
ومن جانبه، قال المحلل الاقتصادي حسين جميل لـ "العربي الجديد"، إن المعلومات تشير إلى موسم جيد في المناطق التي يسيطر عليها الثوار وأن النظام لا يسيطر إلا على مساحات محدودة في مناطق حمص وحماة وبعض ريف الحسكة.
وأضاف جميل، أعتقد أن المطلوب اهتمام الحكومة المؤقتة المعارضة بموسم الحبوب عبر توفير الدعم والمستلزمات للفلاحين، مشيراً إلى أن حكومة الأسد رفعت سعر كيلو القمح القاسي إلى 45 ليرة الموسم الماضي ورصدت 80 مليار ليرة لشراء الموسم، في حين لم ترصد الحكومة المعارضة أية مميزات إضافية للفلاح، رغم أن المناطق المحررة ذات إنتاج أكثر، وتحتاج من المسؤولين المساهمة في حل مشاكل الإنتاج والتسويق معاً.
اقرأ أيضاً:
القمح السوري من التصدير إلى الاستيراد