اعتمد المكتب القيادي لحزب "المؤتمر الوطني" الحاكم في السودان، مساء الخميس، قائمة التشكيلة الحكومية الجديدة التي ضمت 21 وزيراً اتحادياً و27 وزير دولة، فيما أقال الحزب والي ولاية الخرطوم كأبرز المفاجآت في القرارات الأخيرة.
وكان الرئيس عمر البشير قد أقال الإثنين الماضي، الحكومة السابقة برئاسة بكري حسن صالح، وسمى معتز موسى بدلاً عنه، كما قرر البشير تقليص عدد الوزارات من 31 إلى 21 وزارة، وعدد وزراء الدولة من 47 إلى 27، وذلك في إطار سياسة جديدة لخفض الإنفاق العام وإعادة هيكلة الدولة.
وقال رئيس الوزراء الجديد في أول تصريح له إن "حل الأزمة الاقتصادية الحالية سيكون على رأس أولويات حكومته".
وبدا واضحاً خلال التشكيل الجديد، إبعاد كل وزراء القطاع الاقتصادي السابقين بمن فيهم، محمد عثمان الركابي من وزارة المالية، ومبارك الفاضل من الاستثمار وعبد الله سليمان من الزراعة وإدريس سليمان من التعاون الدولي، ومكاوي محمد عوض من وزارة النقل.
وتم اختيار، عبد الله حمدوك،السكرتير التنفيذي المكلف للجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة، وزيراً للمالية، والذي عمل من قبل في عدد من المنظمات الدولية.
ولا ينتمي الوزير الجديد لحزب المؤتمر الوطني، وقال عبد الرحمن الخضر، رئيس القطاع السياسي لـ"العربي الجديد"، إن وزير المالية "عُين على حصة الحزب في الحكومة، لما يتمتع به من كفاءة وخبرة دولية".
وشمل التشكيل الجديد تعين موسى كرامة وزيراً للتجارة والصناعة، وحسب النبي موسى وزيراً للزراعة، وخضر قسم السيد للري والكهرباء، فيما احتفظ عدد من الوزراء السابقين بمقاعدهم أبرزهم، الدرديري محمد أحمد كوزير للخارجية، ومحمد أحمد سالم للعدل وعوض بن عوف للدفاع، وفضل عبد الله وزير رئاسة الجمهورية، وأحمد سعد عمر وزير رئاسة مجلس الوزراء، وحامد ممتاز وزير ديوان الحكم الاتحادي، فيما غادر كل من إبراهيم محمود حامد وزير الداخلية ومحمد أحمد علي، وزير المعادن منصبيهما بعد نحو 4 أشهر فقط من تعيينهما، كذلك غادرت تهاني عبد الله منصب وزيرة الاتصالات.
وانتقل أحمد بلال عثمان من وزارة الإعلام إلى وزارة الداخلية وحاتم السر من التجارة إلى النقل، وبشارة جمعة من الثروة الحيوانية للإعلام وسمية أبوكشوة من التعليم العالي إلى وزارة الضمان والتنمية الاجتماعية، ومشاعر الدولب من الضمان الاجتماعي إلى وزارة التربية والتعليم العام وأزهري عبدالله للنفط والغاز والمعادن.
وامتنع حزب الأمة الذي يترأسه نائب رئيس الوزراء السابق، مبارك الفاضل عن المشاركة في الحكومة الجديدة.
على مستوى ولاة الولايات، لم يطرأ تغيير باستثناء ولاية الخرطوم، بإقالة واليها، عبد الرحيم محمد حسين، واعتماد مدير الشرطة الحالي، الفريق هاشم الحسين بدلاً عنه.
وتعد مغادرة عبد الرحيم محمد، المقرب جداً من الرئيس البشير، لمنصبه مفاجأة من العيار الثقيل، إذ ظل متنقلا بين رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء وأخيراً واليا على الخرطوم، دون أن يطاوله سيف التغيير في أي مرحلة من المراحل.
إلى ذلك، يؤدي الوزراء ووزراء الدولة الجدد القسم أمام الرئيس عمر البشير ورئيس مجلس الوزراء معتز موسى، يوم غد الجمعة، بينما يعقد مجلس الوزراء أول اجتماع له بعد غد السبت.