في مدن تونسية كثيرة، خاصة تلك الواقعة على السواحل الشرقية، يعمل المئات في صناعة الأنسجة الحريرية، لبيعها في المحال التجارية المخصصة، حيث تعد هذه المناطق، خاصة منطقة المهدية، المصدر الرئيسي لتجارة الأثواب الحريرية التونسية.
ورغم أهمية هذه الصناعة في تونس، إلا أن عوائق كثيرة تقف في وجه تطورها، وبحسب التجار، فإن نقص أو ندرة وجود الحرير الخام، القادم من الصين، يعد أبرز هذه العوائق، إذ لا يمكن حياكة الأثواب، دون وجود الشرائط الحريرية.
ويشرح مصطفى أحوال صناعة الحرير في تونس، ويقول لـ"العربي الجديد": "تقف اليوم صناعة الحرير على المحك، نظراً لقلة الإنتاج، فالصين، لم تعد تصدر كالسابق الكميات المطلوبة للسوق المحلية التونسية".
ويضيف "تسبب هذا الوضع في ضعف الإنتاج، الأمر الذي انعكس سلباً على حركة البيع والشراء". ويؤكد أن ضعف الإنتاج تسبب في إقفال العديد من المتاجر المتخصصة بحياكة وبيع الأثواب الحريرية.
وليس نقص الموارد وحده العائق أمام هذه الصناعة، إذ إن نقص الموارد البشرية، وقلة اليد العاملة الخبيرة، تعد سبباً رئيسياً في تراجع صناعة الحرير في تونس.
وفي هذا السياق، يقول محرزي "باتت هذه الصناعة مهددة، اليوم، بالتوقف، نظراً لقلة عدد الصناع المختصين في حياكة الأنسجة الحريرية".
وتعتبر صناعة الحرير في تونس، من التراث التقليدي، حيث تلجأ العديد من الفتيات، خاصة تلك المقبلات على الزواج، لشراء الأثواب الحريرية، وهو جزء مهم من جهاز العروس.
وتعد ولاية المهدية التونسية، من أهم المناطق المعروفة بالنسيج الحريري الذي يستخرج منه "الرداء" و"الوشاح" و"السفساري" والجبة التونسية.
"العربي الجديد" رافق العم مصطفى وهو ينسج الحرير، وعاد بهذا التقرير المصور: