الحريري: لن نقبل مواقف لـ"حزب الله" تمسّ أشقاءنا العرب

25 نوفمبر 2017
الحريري: تريثنا لإعطاء فرصة لمناقشة وبحث مطالبنا (حسين بيضون)
+ الخط -


هاجم رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، مواقف "حزب الله"، لافتاً إلى أنه "لن نقبل تلك المواقف​ الّتي تمسّ أشقاءنا العرب أو تستهدف أمن واستقرار دولهم"، مؤكداً في الوقت نفسه، وجود "جديّة بالاتصالات والحوارات القائمة للاستجابة لطروحاتنا، وعلينا أن نبني عليها".

جاء ذلك في بيان نشره المكتب الصحافي للحريري، عقب استقباله في بيت الوسط، أعضاء ​المجلس الشرعي الإسلامي​ الأعلى، اليوم السبت، موضحاً "ما نقوم به من جهد واتصالات هو لخدمة البلد والناس، وخطوة التريث الّتي اتخذناها بناء على طلب رئيس الجمهورية ​ميشال عون​، هي لإعطاء فرصة لمناقشة وبحث مطالبنا وشروطنا الأساسية بتحييد لبنان وإبعاده عن الحرائق والحروب بالمنطقة، وتطبيق ​سياسة النأي بالنفس​ عمليّاً بالممارسات والسياسات المتّبعة، والتزام ​اتفاق الطائف​ كما أعلنا أكثر من مرة".

وأضاف الحريري، خلال استقباله أعضاء ​المجلس الشرعي الإسلامي​ الأعلى، أنّ "هذه الأزمة الصعبة الّتي مررنا بها، جعلت من ​دار الفتوى​ كما مجلسكم الكريم، مرجعيّة وطنية لكلّ اللبنانيين وأكّدت توجّهاتها وثوابتها في الحفاظ على الوحدة الوطنية"، مشيراً إلى أنّ "هذه الأزمة كشفت نوايا وتوجّهات بعضهم لضرب الاستقرار واستهداف البلد لغايات ومصالح خاصّة، ونحن تصدّينا وسنتصدّى لهؤلاء بكلّ إمكاناتنا لأجل الحفاظ على الوحدة والاستقرار والنهوض بلبنان نحو الأفضل".

وحذّر من "أقاويل وإشاعات خبيثة تبثّ بين الناس لاستهداف ​أهل السنة​، تارةً باتهامنا بالتنازلات من هنا، وتارة أخرى بالتهاون بمصالح وحقوق السنة عموماً، وكلّ ذلك كلام سياسي هدفه محاولة هدم هذا الكيان السني الّذي تمثّله دار الفتوى ورئاسة الحكومة لغايات ومصالح شخصية"، مضيفاً أنّ "من موقعي كرئيس للحكومة، أؤكّد لكم حرصي الشديد على حقوق السنة كما سائر المذاهب والطوائف الأخرى في الوطن. لنا حقوق سنأخذها ولن نتهاون فيها لأنّ هذا من حقّنا".

وركّز الحريري، على أنّ "واجبي أن أجمع الناس على الخير، وخصوصاً الذين يريدون الحفاظ على مصلحة الوطن العليا ووحدته واستقراره. أمّا الّذين يريدون شرّاً بلبنان لغايات محلية أو خارجية، سأتصدّى لهم وأواجههم بكلّ قوّة"، مبيّناً أنّ "الأعباء الملقاة على دار الفتوى وعليكم جسيمة، وأعتقد أنّ التفاف اللبنانيين من حولكم يرتّب عليكم مهمّات ترشيد ​الخطاب الديني​ وتوعية المواطنين، لمنع استغلال بعض المنابر الدينية لغايات وأهداف سياسية ضدّ مصلحة لبنان واللبنانيين، وضرورة محاربة كلّ أشكال التطرف والغلو من أي جهة أتيا، واعتماد الخطاب الديني الجامع، لأنّنا نحن أهل اعتدال وتسامح".

وشدّد الحريري على "أنّنا مستهدفون في المنطقة، وإذا لم نكن حكماء بمعالجة الأمور وتجنّب المزايدات والمهاترات، سندخِل البلد بمتاهات صعبة ونجرّه إلى الخراب. ولا شك في أنّكم أظهرتم خلال الأزمة الّتي مرّت كم كنتم، أنتم ودار الفتوى، حريصين على الوحدة الوطنية ومنع أي انقسام أو فتنة بين اللبنانيين".

وطمأن الحريري، المجلس الشرعي: "ما نقوم به من جهد واتصالات هو لخدمة البلد والناس، وخطوة التريث​، هي لإعطاء فرصة لمناقشة وبحث مطالبنا وشروطنا الأساسية بتحييد لبنان وإبعاده عن الحرائق والحروب بالمنطقة".

وعن المطالبة بمشروع ​العفو العام​، أوضح أنّ "العمل متواصل بخصوصه لأنّه ملف معقّد ويتطلّب عملاً دؤوباً ووقتاً طويلاً لإنجازه. أمّا بالنسبة إلى التعطيل يوم الجمعة، فهناك مشروع قانون في المجلس النيابي في هذا الخصوص"، مشيراً إلى أنّ "في ما يخصّ موضوع الوظائف العامة، هناك حرص على عدم التنازل عن أي وظيفة أو موقع وهذا حقّ لنا كما للآخرين، وسنعمل على توزيع هذه الوظائف على المناطق على أساس الكفاءة".

وكان الحريري قد أعلن استقالته، بشكل مفاجئ من رئاسة الوزراء في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني في بيان من الرياض. وبعد عودته إلى لبنان قبل أيام جمد الحريري استقالته بناء على طلب الرئيس اللبناني ميشال عون.