أكّد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، بعد لقاء قائد الجيش العماد جوزيف عون، اليوم الإثنين، أن "الدعم السياسي للجيش غير مشروط، وقيادة المؤسسة العسكرية تحرص على المدنيين ولا تشوبها أي شبهات، وعلى من يحاول أن يصطاد بالماء العكر أن يخيط بغير مسلة"، على حد تعبيره.
ورفض الحريري وصفَ اللقاء الذي جمعه بقائد الجيش ووزير الدفاع يعقوب الصراف، ظهر اليوم، بأنه "استدعاء"، مؤكداً أنه حرص على تعميم خبر اللقاء "بسبب الغلط الحاصل (في ملف عرسال)". مشيراً إلى أن الجيش يحقق في الأحداث "وهو تحقيق شفاف".
ورفض رئيس الحكومة "فتح حزب الله لأي معركة في جرود عرسال"، مؤكداً أن "هناك قراراً سياسياً مؤيداً للجيش في إطلاق عملية عسكرية، ولكنّ هناك مدنيين موجودين في عرسال، والإرهابيون يستعملونهم لحماية أنفسهم، والجيش يعرف نفسه حين يصبح مرتاحاً لحسم الأمر من دون أذية المدنيين".
إلى ذلك أصدر الجيش بياناً أكد فيه إحالة ما مجموعه 20 موقوفاً من اللاجئين الذين تم توقيفهم خلال عملية عرسال قبل أسبوعين إلى القضاء "لتورطهم في أعمال إرهابية"، وتسليم "152 موقوفاً إلى المديرية العامة للأمن العام لتجوّلهم في لبنان بصورة غير قانونية"، وإخلاء سبيل 23 "لعدم ثبوت ارتكابهم أي جرائم أو مخالفات".
وبعد أيام على عودة النقاش حول التنسيق مع النظام السوري لإعادة اللاجئين إلى سورية، اختار سفير النظام السوري علي عبد الكريم علي، وزير المهجرين في حكومة الرئيس الحريري، طلال أرسلان، لنقل رسائل إلى السلطات اللبنانية.
ودعا علي لتفعيل "التنسيق القائم بين الجيشين اللبناني والسوري، وهناك سفارتان تنسقان بنسبة ما، ولكن أقل ما يتطلبه حجم هذا العبء الذي يعاني منه لبنان. لذلك التنسيق قائم بين الحكومتين ولكن يجب أن يفعل أولاً من أجل احترام الاثنين لبعضهما البعض، ومن أجل احترام المؤسسات والمسؤولين والعلاقة بين الشقيقتين".
وقدّم السفير السوري عناوين لضمان "عودة آمنة للاجئين"، هي: "عدم نيابة لبنان عن الدولة السورية في حرصها واحترامها لمواطنيها، وعدم اعتبار خرق الطيران الحربي السوري للأجواء اللبنانية أو العكس اعتداءً، لأن التنسيق قائم لضرب إرهاب يهدد أمن اللبنانيين كما السوريين"، على حد تعبير سفير النظام السوري في لبنان.