قال نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، إنّ مدى الصواريخ الإيرانية البالغ ألفي كيلومتر، يصل بالفعل إلى كل النقاط التي تهدّد بلاده، محذراً الدول الأوروبية من أنّ طهران قد تزيد مدى الصواريخ، في حال تحولت هذه الدول إلى تهديد.
وقال سلامي، في لقاء مع التلفزيون المحلّي الإيراني، يوم السبت، إنّ "عدم زيادة هذا المدى لا يعني عدم القدرة أو عدم امتلاك التكنولوجيا اللازمة، وإنّما لكل أمر منطق ومبرّر استراتيجي، ومدى الصواريخ يصل فعلياً إلى أي نقطة تشكّل تهديداً".
وأضاف أنّه "لا مجال للتفاوض حول قدرة إيران الدفاعية"، محذراً الاتحاد الأوروبي من التدخّل في الشأن الصاروخي الإيراني، ومؤكداً أنّه "إذا ما حصل ذلك، فستزيد طهران من مدى الصواريخ".
وقد أثار الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حفيظة المسؤولين الإيرانيين، في الفترة الأخيرة، بعد أن اعتبر أنّ الصواريخ البالستية الإيرانية "تشكّل تهديداً للمنطقة".
وكان ماكرون قد شدّد، في وقت سابق، على أهمية استمرار العمل بالاتفاق النووي مع طهران، لكنّه رأى ضرورة إضافة بنود تتعلّق بفرض المزيد من الرقابة، على برنامج إيران العسكري والصاروخي.
والشهر الماضي، قال محمد علي جعفري، قائد الحرس الثوري الإيراني، "إنّ مدى الصواريخ الإيرانية الذي يبلغ ألفي كيلومتر، يمكن أن يغطي "معظم المصالح والقوات الأميركية" في المنطقة، ومن ثم فإيران لا تحتاج إلى زيادته".
وأضاف جعفري، أنّ "مدى الصواريخ الباليستية الإيرانية، يقوم على أساس المدى الذي حدّده الزعيم الأعلى علي خامنئي، قائد القوات المسلحة الإيرانية".
من جهةٍ أخرى، ورداً على الاتهامات الأخيرة التي وجهتها الولايات المتحدة إلى إيران، بتزويد المقاتلين الحوثيين في اليمن، بصاروخ أُطلق على السعودية، في يوليو/تموز، نفى سلامي أن تكون بلاده قد أوصلت صواريخ للحوثيين في اليمن، مبرّراً الأمر بوجود "حصار خانق".
وقال إنّ "لدى اليمن صواريخه، وقد حاول اليمنيون تجنّب قصف السعودية بهذه الصواريخ قدر الإمكان، لكن في بعض الأحيان قد تجري الظروف نحو استخدام سلاحهم".
وتطرّق سلامي إلى موضوع "حزب الله" اللبناني، معتبراً أنّه "ليس لإسرائيل القدرة على شنّ حرب ضده في الوقت الراهن"، متهماً إيّاها بـ"دعم المجموعات التكفيرية في سورية للقضاء على النظام فيها، لكن حكمة المرشد الأعلى، وجهود قادة فيلق القدس في الحرس الثوري، والجيش السوري، والقوات الشعبية هناك، غيّرت مسار الأمور"، على حدّ قوله.
كما قال سلامي، "إنّ إسرائيل والامارات ودولا أخرى ليس من الجيد ذكر اسمها حالياً، هي التي أسّست داعش"، متهماً واشنطن كذلك بـ"تزويد المجموعات الإرهابية بالسلاح، عبر دول الجوار السوري".
بدوره، رفض المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، في بيان، الموقفين السعودي والأميركي من بلاده، معتبراً أنّ "ما صدر عن البيت الأبيض، مؤخراً، يؤكد مسؤولية أميركا إزاء جرائم السعودية في اليمن"، بحسب تعبيره.
وقال "إنّ طهران لن تتوانى في دفاعها عن حقوق المدنيين في اليمن، وإيصال صوتهم للمجتمع الدولي"، مجدّداً التأكيد أنّ بلاده "لم تتدخل في الشأن العسكري اليمني، والصواريخ هناك أمر لا يخصها".
كما لفت إلى أنّ "واشنطن تسعى دائماً إلى تشويش ذهن المجتمع الدولي، في محاولة لعزل إيران، وإبعاد الأنظار عما يجري في اليمن".
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات من جانب واحد على إيران، قائلة إنّ تجاربها الصاروخية تمثّل خرقاً لقرار أصدرته الأمم المتحدة، يدعو طهران إلى عدم القيام بأنشطة لها صلة بصواريخ قادرة على حمل أسلحة نووية.
وتقول الولايات المتحدة، إنّ برنامج الصواريخ الإيراني يشكّل انتهاكاً للقانون الدولي، لأنّ بإمكان هذه الصواريخ حمل رؤوس حربية نووية في المستقبل، في حين تنفي إيران سعيها إلى امتلاك أسلحة نووية، وتقول إنّ برنامجها النووي ليس إلا لأغراض مدنية فقط.