الحرب بين ترامب وإعلام الاستابلشمنت

04 مايو 2017
(درو أنغيرير/Getty)
+ الخط -
اعتُبرت مقاطعة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، للحفل السنوي التقليدي الذي يُنظم في واشنطن لتكريم المراسلين الصحافيين في البيت الأبيض، سابقةً سياسية غير معهودة في تاريخ الرئاسة الأميركية. 

وجاءت مقاطعة عشاء مراسلي البيت الأبيض لتعبّر عن حال العداء الوجودي التي باتت تحكم العلاقة بين رجل الأعمال النيويوركي وبين كبريات المؤسسات الإعلامية، ومعها جيش كبير من الصحافيين والمحللين والخبراء ورجال السياسة السابقين.

وفي العقود الماضية، اعتاد الرؤساء الأميركيون المتعاقبون على المشاركة الشخصية في هذا التقليد السنوي، الذي تحوّل أيضًا إلى مناسبة هوليوودية في واشنطن، تعكس شكل العلاقة بين الطبقة السياسية التقليدية الحاكمة وبين طبقة الأميركيين، العاملين في مجالات الإعلام والكتابة والفنون. فكانت مشاركة الرؤساء مع نجوم هوليوود وكبار الصحافيين والكتاب في هذا الحفل رمزًا للحلف المقدس بين البيت الأبيض وهوليوود وبعض المؤسسات الإعلامية العريقة كـ"نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" أو محطة "سي إن إن".

ربما فضّل ترامب الاحتفال بمرور مائة يوم على وجوده في البيت الأبيض، بالتواجد بين أنصاره وقاعدته الشعبية في ولاية بنسلفانيا، على التواجد في حفل ينظمه أعداؤه في "آلة الاستابلشمنت الإعلامية"، بجناحها اليساري، ويكون مناسبة لمحاكمة وعوده وشعاراته الانتخابية، واستعراضًا لإخفاقات إدارته في إقناع الكونغرس بإلغاء "أوباما كير"، أو رصد ميزانية بناء الجدار مع المكسيك، وكذلك سقوط قراري حظر دخول رعايا دول إسلامية إلى الولايات المتحدة أمام السلطات القضائية.

وحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإنّ نجم حفل تكريم الصحافيين، الكوميدي الأميركي المسلم ذا الأصول الهندية، حسن منهاج، كان قد أُبلغ قبل شهرين بأنّ الرئيس لن يشارك في الحفل.
كما لا تخفى رمزية مواجهة ترامب بخطاب ساخر من شاب أميركي مسلم، وإعادة رسم معالم الصراع الدائر في واشنطن على أسس عنصرية، وإحياء مقولة تحالف الأقليات الأفريقية واللاتينية واليهودية والمسلمة ضد الإدارة الجمهورية الجديدة.

وبدت صورة المواجهة الإعلامية بين ترامب ومنهاج وكأنّها استئناف للمواجهة التي شهدنا فصولها الصيف الماضي مع احتدام الحملات الانتخابية، عندما اختار الحزب الديمقراطي أن يبرز، خلال مؤتمره الوطني العام، خطاب محام أميركي من أصول باكستانية. فقد ظهر نقد الكوميدي المسلم حسن منهاج للرئيس الأميركي وكأنه تكملة للسجال بين خضر خان، والد الجندي الأميركي المسلم الذي قُتل في حرب العراق، وبين المرشح الجمهوري الذي وعد خلال حملته الانتخابية بمنع دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة إلى حين القضاء على ظاهرة الإرهاب.

وتنذر تصريحات كبير الموظفين في البيت الأبيض، رينولد ريبيوس، عن ضرورة تعديل قوانين محاكمة الصحافيين، بأنّ الحرب بين إدارة ترامب وآلة الاستابلشمنت الإعلامية ذاهبةٌ إلى مزيد من التصعيد.

وخلال الحملة الانتخابية تعهّد ترامب بوضع قوانين جديدة تسهل عملية مقاضاة وسائل الإعلام وفرض رقابة على أدائها.




المساهمون