الحرب اليمنية بموازاة المفاوضات... الجوف وتعز في الصدارة

16 يونيو 2015
اشتدت حدّة التوترات بين الأطراف اليمنيّة (فرانس برس)
+ الخط -
ارتفعت حدّة التوترات بين الأطراف اليمنية المتنازعة، تزامناً مع انطلاق مشاورات جنيف، أمس الإثنين، برعاية الأمم المتحدة، ودعوة الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون إلى هدنة إنسانية لمدة أسبوعين، خلال شهر رمضان. وقد شنّ الحوثيون وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، أمس الإثنين، هجوماً عنيفاً على مواقع "المقاومة الشعبية" الموالية للشرعية، في منطقة الجفينة، جنوبي مدينة مأرب، مركز المحافظة، ما أدى إلى اندلاع مواجهات بين الطرفين، أسفرت عن مقتل نحو 11 مسلحاً حوثياً وإصابة آخرين. وأشار مصدر لوكالة "الأناضول" إلى "إصابة عدد من مقاتلي المقاومة"، لافتاً إلى أن المواجهات لا تزال مستمرة.

في المقابل، أفاد سكان محليون، لـ"الأناضول" أن "طيران التحالف شنّ فجر أمس الإثنين، 5 غارات عنيفة على ألوية الصواريخ التابعة للحوثيين، في حي فج عطان في العاصمة اليمنية، صنعاء"، مشيرين إلى أنهم سمعوا دوي انفجارات هائلة هزت وسط المدينة. وبحسب السكان، فإنّ "المضادات الأرضية التابعة للحوثيين وقوات صالح، ردت بكثافة نيران عالية". وفي تعز، أفاد شهود عيان لـ"الأناضول"، أنّ "الحوثيين وقوات المخلوع صالح، قصفوا، أحياء سكنية في مدينة تعز، وسط البلاد، كما قصفوا بالدبابات أحياء الجمهوري، والإخوة، والروضة، إلى جانب أحياء محيطة بجبل جِبْل الاستراتيجي الذي يتمركز فيه مسلحون من "المقاومة"، ويطل على الجهة الشمالية من مدينة تعز. وذكر الشهود أنّ عدداً من المنازل تضرّر بشكلٍ جزئي بفعل القصف.
 
وكانت مختلف الأطراف اليمنيّة قد حاولت تحقيق مكاسب ميدانية في بعض الجبهات الداخلية، أو من خلال غارات التحالف العربي قبل انطلاق المشاورات على معظم الجبهات. جنوباً، تطورت أساليب وضربات "المقاومة" في أكثر من جبهة، وخصوصاً في الضالع ولحج وعدن، بالتزامن مع ضربات بصورة شبه يومية تدعم المقاومين بتنفيذ ضربات ضد المواقع التي تتجمع فيها قوات الحوثيين وصالح. وكانت "المقاومة" في عدن، تسعى لعمليات حاسمة قبل عقد جنيف، غير أن الحسم تعثر، على الرغم من التقدم الملحوظ في أجزاء استراتيجية من عدن.

وتكبد الحوثيون وحلفاؤهم خسائر في الجانب البشري والمعدات، في محافظات الضالع ولحج وأبين، نتيجة الضربات المتواصلة وتنفيذ عمليات نوعية من قبل "المقاومة" التي أصبحت تجند وتشكل كتائب منظمة. وعلى الرغم من التراجع في هذه المحافظات، فقد كان هناك تقدم ملحوظ للموالين للحوثي وصالح، في محافظة شبوة جنوبي شرق البلاد. وفي المحافظات الشمالية، حقّق الحوثيون تقدماً نوعياً في السيطرة على مركز محافظة الجوف، الواقعة شرق صعدة، وتأتي أهمية المحافظة، من كونها، ثالث محافظة حدودية في المناطق الشمالية، وكانت "المقاومة" تعتبرها مدخلاً لمعركة حاسمة مع الحوثيين في معقلهم الأساسي بصعدة. غير أن الحوثيين وحلفاءهم حسموا المواجهات بالتقدم في منطقة اليتمة، ومن ثم السيطرة على مدينة الحزم مركز المحافظة.

في مأرب، دفعت القوات الموالية للحوثيين وصالح بتعزيزات لمحاولة إحراز تقدم نوعي في واحدة من أشرس الجبهات التي تشهد مواجهات رجال القبائل وبعض القوات النظامية الموالية للشرعية. وعلى الرغم من التعزيزات والخطط التي حاولت إحداث اختراق، فشلت معظم المحاولات، بإسناد جوي من قوات التحالف، والتي تهاجم الأرتال والتجمّعات الموالية للحوثيين وصالح بشكل شبه يومي.

في محافظة تعز، والتي تصنف سياسياً ضمن المحافظات الشمالية، على الرغم من كونها أقرب إلى الجنوب، تصاعدت حدة المعارك والمحاولات الحوثية للحسم وقصف الأحياء، خلال الأسابيع الماضية، وتعرضت المناطق التي تسيطر عليها "المقاومة" لقصف شديد وحصار في بعض الجبهات.
من جانبه، ركّز التحالف العربي ضرباته في الأيام والأسابيع التي سبقت جنيف، على اتجاهين؛ الأول هو دعم "المقاومة" بضربات نوعية في الجبهات التي تشهد مواجهات عنيفة، والثاني، هو محاولة ضرب القيادات بما من شأنه أن يمثل تحولاً مفصلياً، إذ جرى قصف العشرات من المنازل والمقرات التابعة لقيادات أو المبلغ عن وجود تجمعات فيها، وفي مقدمة الأهداف، منازل صالح وأقاربه في صنعاء وضواحيها، ومسؤولين عسكريين، مثل وزير الدفاع الأسبق عبد الملك السياني، وآخرين.

اقرأ أيضاً الأمم المتحدة واليمن: حوارات تلد حروباً
المساهمون