الحراس والهفوات مع عودة المنافسات... إليكم رأي ممارسي اللعبة

17 مايو 2020
خطأ حراس المرمى لا يُمكن تصحيحه (Getty)
+ الخط -
عادت عجلة الدوري الألماني للدوران مجدداً بعد فترة من التوقف بسبب تفشي فيروس كورونا عالمياً، لتكون التجربة هناك الأولى من نوعها في الدوريات الخمسة الكبرى في أوروبا، حتى إذا استثنينا بيلاروسيا.

مع توقف المنافسات لمدّة شهرين تقريباً، وغياب اللاعبين عن مزاولة اللعبة، كان متوقعاً انخفاض المستوى بسبب الانقطاع عن التمارين المعتادة والاكتفاء بتدريبات منزلية قد لا تصل لنفس الريتم، وهذا الأمر نجم عنه العديد من الأخطاء مع افتتاح مباريات السبت بـ"البوندسليغا"، لكن حديثنا سينصب هنا على هفوات الحراس؛ العنصر الأكثر تأثيراً على نتيجة أي مباراة في حال لم يكن في الموعد.


قد نرى في الفترة المقبلة أخطاء كثيرة بسبب الانقطاع لفترة عن التمارين من مختلف الأسماء، لكن ماذا عن الحراس؟ للحديث أكثر عن ذلك كان لا بُدّ من أخذ رأي أشخاص متخصصين لديهم خبرة في هذا المجال.

وقال الحارس الدولي السابق لمنتخب لبنان ونادي العهد حسن بيطار، لـ"العربي الجديد": "التوقف بطبيعة الحال يؤثر على الجميع دون استثناء، جميع اللاعبين في أرضية الميدان يحتاجون لحساسية المباريات، لكن من دون شك بنسبة أعلى حارس المرمى، لأن اللعب من وضعية الوقوف يحتاج لنسبة تركيز أكبر من غيره".

وأضاف صاحب الـ34 عاماً، الذي بدأ مسيرته مع نادي التضامن صور: "الفكرة هنا، أنّ اللاعبين العشرة في الملعب بمختلف مراكزهم قادرون على تصحيح أخطاء بعضهم إن حصلت بسبب فقدان حساسية اللعب، إن أخطأ الظهير الأيسر أو الأيمن يُمكن لقلب الدفاع القيام بالتغطية وهذا الأمر ينطبق على لاعب الوسط، أما حارس المرمى فهو الوحيد الذي لن يجد من يقوم بتصحيح أي هفوة يرتكبها، وهي بطبيعة الحال ستكون واضحة للعلن لأنها مؤثرة أكثر (يقصد على نتيجة اللقاء)".

وختم الحارس المتوج بكأس لبنان مع المبرة موسم 2007-2008 ولقب الدوري المحلي مرتين مع نادي العهد: "بالأصل يمكننا القول إن حارس المرمى إلى حدٍ ما يمارس لعبة فردية في كرة القدم، إن ظهر بشكلٍ سيئ أو جيد فإن ذلك سيكون واضحاً للعلن، مركزه حساس لدرجة أكبر وهو بحاجة لتركيز مضاعف".

من جهته، الحارس الدولي السابق لمنتخب الأردن ونادي الوحدات سابقاً محمد أبو داود، يقول لـ"العربي الجديد": "من الطبيعي أن تحصل أخطاء في الوقت الحالي، وهي ستكون كثيرة بسبب توقف المنافسات، الجميع يعلم أن الجائحة ضربت العالم وكان لها أثر على اللعبة، وهنا ننتقل لحارس المرمى الذي عليه التخلص من هذه المشاكل بأسرع وقت ممكن".

وتابع الحارس المتوج بذهبية بيروت والأردن في الدورة العربية: "البدايات ستكون صعبة بسبب التوقف لا سيما من الناحية النفسية. صحيحٌ أن الحراس خضعوا لتمارين عن بعد لكنها ليست حلاً جذرياً لهم، التمارين عن بعد تساعد من ناحية القوة فقط، لكن التدريبات الخاصة بالحراس تكون أنجع وأفضل من خلال الأدوات الرياضية المتطورة والتصدي للكرات والبقاء على مقربة من أرضية الملعب، بالتالي لم يكن ممكناً الخضوع لفترة إعداد كافية للجميع ومن ضمنهم الحراس".

وأضاف الحارس الذي بدأ مسيرته في نادي الأهلي واعتزل عام 2002: "هذه المشكلة تحتاج من شهر إلى شهر ونصف، ولعب أكبر عدد من الدقائق، الحارس قد يتأثر من ناحية فقدان حاسة التركيز بطريقة التمركز أمام المرمى بسبب طول مدّة التوقف، ربما كان يجب إعطاء وقت أطول للاستعداد، وهذا الأمر قد يتكرر في الدوريات الأخرى إذا ما استكملت، وهنا تجب الإشارة إلى أن الجميع سيقع في أخطاء من الناحية التقنية والتكتيكية، كلّ اللاعبين دون استثناء، وعلينا ذكر أمر مهم، هو أن يُؤثّر فيروس كورونا على تفكيرهم، بعضهم يلعب تحت ضغوطات ومخاوف الإصابة بالعدوى وبينهم الحراس".

أما الحارس الشاب علي ضاهر، الذي ما زال في بداية مسيرته ويبلغ من العمر 23 عاماً، ومثّل نادي العهد ومنتخب بلاده لبنان أخيراً، فكان له رأي أيضاً بحكم ممارسته اللعبة بالوقت الحالي وقال في هذا الصدد، لـ"العربي الجديد": "أولاً توقف الدوري سيؤثر بشكل سلبي على جمبيع اللاعبين، ولكن أكثر المتضررين برأيي هو حارس المرمى، هذا المركز حساس للغاية في عالم كرة القدم، بمجرد أن تبتعد عن المباريات والتمارين اللازمة الخاصة، ستتراجع من الناحية الذهنية والبدنية".


وأردف صاحب الـ23 عاماً: "رأينا ما حصل مع الألماني مانويل نوير في وقت سابق حين تعرّض للإصابة وغاب عن المباريات لفترة طويلة، احتاج بعدها لست مباريات على الأقل لاستعادة توازنه، حتى الإسباني المخضرم إيكر كاسياس في ريال مدريد عانى بعد عودته من الإصابة ورحل على إثرها إلى بورتو".


وختم بالقول: "من الصعب استعادة النسق في المباريات بلمح البصر أو بين ليلة وضحاها، وهنا بنظري أنا كحارس ما زلت أمارس اللعبة، تحتاج لرفع الثقة بنفسك ومحاولة التركيز أكثر إضافة للدعم من الزملاء وتحديداً مدرب الحراس القادر على إعطاء الهدوء والتركيز للعودة إلى ما كان عليه الوضع قبل التوقف بسبب كورونا".

قد نرى العديد من الهفوات في المباريات بالفترة المقبلة، وربما علينا ألا نظلم أصحابها سواء كان الحراس أو حتى المهاجمين، الذين بدورهم يحتاجون كذلك للمس الكرة مجدداً بشكلٍ متواصل للاعتياد على هزّ الشباك.

المساهمون