شحّ المياه الصالحة للشرب، همٌ يؤرّق قاطني مخيم الركبان من النازحين السوريين، في وسط الصحراء، أقصى ريف حمص الشرقي، قرب الحدود السورية الأردنية، يضاف إليه ارتفاع الحرارة إلى ما فوق 45 درجة مئوية، الذي تسبب في وفاة طفلين في المخيم حتى الآن ومرض العشرات.
ويذكر أنّ منطقة "الركبان" أو "الرقبان" هي أرض صحراوية حدودية قاحلة أنشئ فيها مخيم عشوائي للنازحين السوريين الفارين من تنظيم "داعش" والنظام السوري، وبلغ عددهم أكثر من 85 ألف نازح، يعيشون في ظل غياب المنظمات الدولية عن المخيم.
وأكد مصدر طبي وإعلامي موجود في مخيم الركبان، الواقع قرب الحدود مع الأردن، لـ"العربي الجديد"، وفاة طفلين بسبب تأثيرات الحرّ الشديد، وعدم قدرة جسديهما على تحمّل العطش.
وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أن المياه الصالحة للشرب والاستعمال انقطعت عن المخيم من الجانب الأردني فجأة، منذ نهاية مايو/أيار الماضي. ومع الانقطاع المستمر في المياه ازدادت المعاناة يوما بعد يوم، في ظل عدم وجود حلول أو مصدر بديل للمياه في المنطقة الصحراوية.
وأشارت وكالة "قاسيون" المحلية إلى وفاة طفلين وإصابة أكثر من 60 نازحا معظمهم أطفال بضربات شمس، نتيجة الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، التي وصلت في ساعات الذروة إلى 50 درجة مئوية.
وترجع الأسباب، وفق مصادر، إلى شح المياه في المخيم، وعدم وجود مركز طبي فيه، فيلجأ النازحون إلى استعمال مياه غير صالحة للشرب.
ونقلت الوكالة طلب رئيس مجلس القبائل السورية في الأردن، علي المذود، للمنظمات الدولية، بالإسراع في العمل على تجهيز مستشفى ميداني، تتوفر فيه جميع أنواع الرعاية الطبية، وتقديم الدعم للنازحين في مخيم الرّكبان.
وحذّر المذود من انتشار الأمراض المعدية بين النازحين، في ظل النقص الحاد في الخدمات الطبية في المخيم، ومعاناة العشرات من اللاجئين من أمراض جلدية والإسهال وسوء التغذية في بعض الأحيان.
وذكر "المكتب الإعلامي في البادية والقلمون الشرقي" أن المياه منقطعة في مخيم الركبان عن أكثر من 70 ألف نازح منذ ما يقارب عشرين يوما، في حين اهترأت أكثر من 100 خيمة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، ووقوع إصابات بين الأطفال نتيجة تعرّضهم لضربة شمس.
يُذكر أن المنطقة تتعرض لموجة ارتفاع شديدة في الحرارة، وتعاني معظم المناطق السورية الخارجة عن سيطرة النظام من انقطاع في المياه والتيار الكهربائي، الأمر الذي تسبب في وقوع حالات مرضية كثيرة، خاصة بين الأطفال.