الحرارة الأعلى في العالم

09 اغسطس 2016
هذه طريقتهم للتخفيف من الحرّ (ياسر الزيات/ فرانس برس)
+ الخط -
موجة حرّ غير مسبوقة تشهدها الكويت هذه الأيام، وقد وصلت درجة الحرارة فيها إلى 50 درجة مئوية، بحسب إدارة الأرصاد الجوية في البلاد. وسجّلت درجة الحرارة في منطقة مطربة (شمال غرب الكويت) ثاني أعلى درجة في التاريخ هذا الصيف، والأعلى في منطقة شرق الكرة الأرضية، وفق المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بعدما بلغت 54 درجة مئوية.

ويقول خبير الأرصاد الجوية عيسى رمضان، لـ "العربي الجديد"، إن درجة الحرارة في الكويت تعدّ الأعلى في العالم هذا العام، وقد وصلت في مدينة الجهراء (شمال الكويت) إلى نحو 52 درجة مئوية، فيما سجّلت في منطقة مطربة (شمال غرب الكويت) غير المأهولة بالسكان 54 درجة مئوية. يضيف أن معدّل درجات الحرارة لهذا الصيف كان الأعلى منذ العام 1881، بحسب المؤسسة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأميركية.

تجدر الإشارة إلى أن درجات الحرارة زادت عالمياً عن معدّلها العام في المحيطات واليابسة بمعدّل 0.9 درجة مئوية منذ بداية تسجيل درجات الحرارة في العام 1881. ويشير رمضان إلى أن درجة الحرارة في شهر يوليو/ تموز الماضي هي الأعلى عالمياً في منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً الكويت والعراق والسعودية وأجزاء من دول الخليج العربي.

موجة الحرّ هذه دفعت المواطنين إلى السفر إلى بيروت أو إسطنبول أو سراييفو أو لندن. يقول عبد العزيز خالد، وهو طالب جامعي، لـ "العربي الجديد": "هذا العام، اخترت السفر إلى إسطنبول مع أصدقائي بسبب الطقس، ولن أعود إلى الكويت قبل منتصف سبتمبر/ أيلول المقبل، أي مع بداية العام الدراسي الجديد، على أمل أن يكون الطقس قد تحسّن".

من جهتها، تقول أم حامد المرشد، وهي ربة منزل، لـ "العربي الجديد"، إنها اختارت وعائلتها السفر هذا العام إلى سراييفو بسبب الطقس الحار. تشرح: "عادة ما كنّا نسافر إلى إحدى العواصم العربية. إلّا أنّ موجة الحرّ هذا العام عمّت الدول العربية، عدا عن الأوضاع الأمنية، ما دفعنا إلى اختار بلد جديد طقسه معتدل نسبياً". وترى أنه يجب على الحكومة منح موظفي القطاع العام عطلة في الصيف، أو على الأقل يومين إضافيين في الأسبوع لأنّه لا يمكن لأي إنسان العمل في مثل هذا الطقس.

وكان عدد من نوّاب مجلس الأمة (البرلمان) قد اقترحوا تمديد عطلة نهاية الأسبوع لتصبح ثلاثة أيام بدلاً من يومين خلال شهري يوليو/ تموز وأغسطس/ آب، بهدف التخفيف عن الموظفين. إلّا أن الحكومة رفضت النظر في الاقتراح. وقال مقدّم الاقتراح النائب أحمد لاري في مؤتمر صحافي: "طرحت فكرة تمديد العطلة الأسبوعية على المسؤولين في الدولة، واقترحنا تمديد العطلة في شهري يوليو/ تموز وأغسطس/ آب مبدئياً، ودراسة التجربة وإيجابيّاتها وسلبياتها"، لافتاً إلى أنّه يمكن تعميمها في حال نجحت. وأضاف: "جرت العادة أن يقضي المواطنون إجازة الصيف خارج الكويت. لذلك لا أظنّ أن تمديد العطلة إلى ثلاثة أيام سيؤثّر على آلية العمل".



في المقابل، لفت خبراء اقتصاديّون إلى أن قراراً كهذا هو "ضرب من الجنون"، لأنّه سيؤدي إلى خسائر كبيرة ويكلّف الدولة خسائر فادحة تقدّر بنصف مليار دولار في اليوم، بالإضافة إلى عدم جدواه لناحية التخفيف عن المواطنين، كما يقول مؤيّدوه.

وبسبب ارتفاع درجات الحرارة، خصوصاً في الصباح، لوحظ انخفاض ارتداء الزي الوطني، حتى في الدوائر الحكومية. يقول فهد المطيري، وهو موظّف حكومي، لـ "العربي الجديد"، إن "اللوائح تمنع عرفاً ارتداء زي آخر غير الزي الوطني في الدوائر الحكومية. لكنّ المدراء يغضّون النظر بسبب ارتفاع درجات الحرارة، حتى بات ارتداء الثوب والغترة (غطاء الرأس) أمراً كارثياً بل ومضراً بالصحة". يضيف أن "الوضع أصعب في المصارف والشركات الخاصة، إذ لا يستطيع الموظفون التساهل في اللباس". يتابع: "في حال استمرار ارتفاع درجات الحرارة مستقبلاً، لا أعتقد أن أحداً سيرتدي الزي الوطني في الصيف مجدداً، وقد ينسحب الأمر على النساء أيضاً".

من جهته، يقول الطبيب عمار رضا لـ "العربي الجديد" إن "هناك إجراءات وقائية عدة للحماية من الشمس، ويجب على المواطنين ارتداء قبعة للوقاية من ضربات الشمس، أو استخدام مظلّة، وتجنّب الأماكن المكشوفة خصوصاً في فترات الظهيرة، وشرب السوائل". كما يحثّ المواطنين على تجنّب الذهاب إلى البحر.

وزادت مبيعات الكريمات الواقية من الشمس، ومحال العصائر والمثلجات، بشكل كبير هذا العام. يقول رمضان محسن، وهو مدير المبيعات لمجموعة محال تبيع العصائر، لـ "العربي الجديد"، إنه "على الرغم من سفر كثيرين، إلّا أن نسبة المبيعات كانت خيالية هذا العام، خصوصاً في فترة الظهيرة. وزاد الطلب على عصير البطيخ والبرتقال".

إلى ذلك، يقول الباحث الاجتماعي في جامعة الكويت، خليل خالد، لـ "العربي الجديد"، إن "للحر تأثيرات سلبية على الناس في ما خص سلوكهم الاجتماعي، وقد يؤدي إلى ارتفاع نسبة ارتكاب الجرائم بحسب الدراسات العلمية". ويشرح أن "سرعة الغضب وأعمال العنف والشغب والاغتصاب أفعالٌ قد تزداد في حال تجاوز درجة الحرارة الـ 32 درجة مئوية".

دلالات