تأهيل حدائق الباب السورية... الحياة تزهر من جديد بعد الحرب

22 نوفمبر 2018
وفرت لهم فضاء للاستمتاع واللعب (العربي الجديد)
+ الخط -

عادت الحياة للازدهار في مدينة الباب السورية بالريف الشرقي لمحافظة حلب، بعد عامين على طرد مقاتلي تنظيم "داعش" منها، مع سعي المجلس المحلي لإعادة تأهيل حوالي 20 حديقة من حدائق المدينة العامة.

أهالي المدينة والمهجرون فيها من مدن سورية عدة، رحبوا بهذه الخطوة، ووصفها أحمد مسعود الذي وصل إلى مدينة الباب مهجّرا من الغوطة الشرقية بـ "المبادرة السعيدة للجميع". وقال لـ"العربي الجديد": "سنوات الحرب والحصار والقصف التي عشناها بمدينة دوما أنستنا حتى نور الشمس ودفأها، وكانت جل أوقاتنا في الملاجئ والأقبية، فكل ما فوق الأرض يقصف ويدمر، ومعه تدمر أحلام الأطفال وحقهم في اللعب والاستمتاع".

وأضاف: "الآن بإمكاننا قضاء بعض الوقت في هذه الحدائق، وإخراج العائلة والأولاد للترويح عن النفس، وتعويض شيء مما افتدقناه لسنوات، وهنا التقارب كبير بيننا وبين أهل المدينة، فالعادات متشابهة لحد كبير بين مدينتي دوما والباب ما يجعل الحياة هنا جيدة".

ومنذ ستة أشهر، عمل المجلس المحلي في مدينة الباب التي تجاوز عدد سكانها 150 ألفا بين أهلها والنازحين فيها، على تأهيل حديقة "شهداء درع الفرات"، وتلتها حدائق عدة منها، حديقة شاهين.

وقال عمار حمادة ابن مدينة الباب السورية لـ"العربي الجديد": "هذه الحدائق وفّرت للناس فسحة ومتسعا نحو حياة أفضل، خاصة أنه ليس هناك تخوف من غارات للطائرات أو قصف بالصواريخ، وكل هذا انعكس إيجابا على الجو العام".

فرصة للعب الأطفال والترويح عن النفس (العربي الجديد) 

وتابع " بإمكاني الآن أن أتوجه مع الأصدقاء إلى حديقة شاهين ونقضي بعض الوقت هناك قبل مغيب الشمس"، وأثنى المتحدث على خطوة المجلس المحلي الذي جهّز هذه الحدائق فأصبحت مماثلة للحدائق في تركيا، بحسب رأيه، مضيفا "من خلال عدة زيارات لمدينة غازي عينتاب التركية لاحظت التشابه، هذه الحدائق غاية في الروعة والاهتمام، وتعرف إقبالا مهما من السكان، يعكس رغبتهم في عيش حياة طبيعية ومسالمة دون قصف أو حروب، حياة يسودها الجمال والسلام".

بدورها، أكدت أمّ خالد (35 عاما) لـ "العربي الجديد"، أنّ أولادها  يذهبون يوميا للحديقة القريبة من منزلهم منذ أن عملت البلدية في مدينة الباب على تركيب الأراجيح والزلاقات فيها،
ويقضون وقتا ممتعا هناك، وتلفت إلى أنّ "الأولاد يعودون منهكين إلى المنزل ليناموا باكرا، ليس كالفترة الماضية حيث كانوا يتعبونني حتى يناموا".


وقالت أم خالد: "الأطفال لديهم طاقة هائلة في الحقيقة وكانت تمضي عدة أيام، وهم حبيسو المنزل، يملون من ألعابهم، ويخربون أشياء في المنزل، أما الآن، فإنهم يلعبون حوالي ساعة أو ساعة ونصف خارج المنزل، بعد أن ينهوا واجباتهم المدرسية، وينامون في وقت باكر ليستيقظوا بحيوية ليذهبوا إلى المدرسة، هذا النشاط أعادهم للحياة الطبيعية".