في العراق، أحياناً ما تدفع العلاقات العاطفية الفاشلة الشباب إلى الانتحار. في هذا الإطار، كان لافتاً ارتفاع نسبة ظاهرة الانتحار عام 2014 بالمقارنة مع العام 2013. وعادةً ما يعمد ذوو الضحية إلى إخفاء الأمر. أما أحد أبرز الأسباب، بحسب عدد من المتخصصين، فهي قصص الحب الفاشلة.
وعلى الرغم من الخجل والندم الذي يبدو على فريد (27 عاماً)، إلا أنه لا يتردد في سرد محاولة انتحاره. يقول لـ "العربي الجديد" إنه بعدما أحب فتاة تسكن في حيه (غرب بغداد) لمدة سبعة أعوام "رفضت والدتها زواجنا. حاولتُ مراراً تغيير رأيها، لكنها أصرت على الرفض، ما أصابني بالإحباط. فقد كانت كل شيء في حياتي، وعدم زواجي بها يعني الموت. كان قرار الانتحار سهلاً. أغلقتُ باب غرفتي وقطعت شريان يدي. لكن لحسن حظي أن أخي اكتشف الأمر وسارع إلى نقلي إلى المستشفى".
من جهتها، تحكي طالبة في كلية الآداب رفضت الكشف عن اسمها، قصة انتحار إحدى صديقاتها. تقول إنها أحرقت نفسها بمادة البنزين للتخلص من زوجة والدها التي كانت تجبرها على القيام بكل أعمال المنزل وغيرها من الأمور. ولدى سؤال الأجهزة الأمنية والدها، أنكر الأمر، قائلاً إنها احترقت بعدما علق ثوبها بالمدفئة.
في هذا الإطار، تؤكد "المفوضية السامية لحقوق الإنسان" أن هناك زيادة في حالات الانتحار في عموم العراق. وتقول عضو مجلس المفوضين سلامة الخفاجي لـ"العربي الجديد" إنه "خلال العام 2013، تم تسجيل 633 حالة انتحار، لترتفع في العام 2014 إلى 701".
تُضيف أن الأسباب كثيرة منها "قصص الحب الفاشلة، أو مشاكل الأسرة"، لافتة إلى أن "حالات الانتحار تتركز في مناطق جنوب العراق ومحافظات إقليم كردستان". وتلفت إلى أن "المفوضية تسعى من خلال برامج تطلقها بين فترة وأخرى إلى الحد من هذه الظاهرة وتحديد الأسباب الحقيقية. لكن ذلك لن ينجح ما لم يكن هناك تعاون وثيق بين رجال الدين والمنظمات الأكاديمية والثقافية".
من جهته، يقول المدير العام للشرطة المجتمعية في وزارة الداخلية صلاح حمادي لـ "العربي الجديد": "لاحظنا أن غالبية المنتحرين هم من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 17 و30 عاماً"، لافتاً إلى أن أكثر طرق الانتحار شيوعاً هي تناول العقاقير الطبية (بالنسبة للنساء)، وإطلاق رصاصة على الرأس بالنسبة للرجال. يضيف: "بعد التحقيق في كثير من الحوادث، لاحظنا أن العائلات غالباً ما تلجأ إلى التستر على الأمر، بسبب العادات والتقاليد العشائرية".
إلى ذلك، يعزو أستاذ علم النفس نائل بهجت أسباب إقدام العراقيين على الانتحار إلى "انفتاح البلاد على العالم بعد عام 2003، الذي أدى إلى تخلي كثير من العائلات عن التقاليد والأعراف، عدا فشل بعض العلاقات العاطفية، ما يولد حالة من الاكتئاب تؤدي أحياناً إلى الانتحار". يلفت لـ "العربي الجديد" إلى أن "أسباب انتحار الشباب عادة ما تكون محصورة بقصص حب فاشلة، أو الفقر، أو عدم قدرتهم على تحمل المسؤولية، والفشل في الدراسة. وخلال العام الحالي، تم تسجيل 11حالة انتحار لتلاميذ لعدم نجاحهم في الدراسة أو حصولهم على معدلات جيدة".
من جهتها، تقول أستاذة علم النفس في كلية الآداب ــ جامعة بغداد سولار محمد لـ "العربي الجديد"، إن "لجوء الفتاة إلى الانتحار يرتبط بدورها الثانوي في المجتمع، وخصوصاً أنها لا تملك حق اتخاذ القرارات. كما أنه يفرض عليها القبول بكثير من الأمور التي تخالف رغباتها، ما يحولها إلى إنسانة ضعيفة".
تجدر الإشارة إلى أن رئيسة لجنة المرأة والأسرة في مجلس النواب رحاب خشجوري تطالب بإفساح المجال أمام المرأة، لتتسنى لها المشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والتنموية، علماً أن تهميشها قد يزيد من لجوئها إلى خيار الانتحار. تقول لـ "العربي الجديد" إنه "على الرغم من أن الأنباء تؤكد زيادة نسبة الانتحار في العراق بشكل كبير، إلا أنه ليس هناك أرقام دقيقة". تضيف: "المتفق عليه أن الانتحار بات ظاهرة مخيفة في جميع المحافظات، ما يتطلب من منظمات المجتمع المدني المعنية بالأسر وحقوق الإنسان تفعيل برامج حقيقية تحاكي مشاكل وهموم الشباب والفتيات، على أن تكون مدعومة من المؤسسات الحكومية، وتضم ذوي الاختصاص وأصحاب التجارب بهدف التوصل إلى حلول".
وعلى الرغم من الخجل والندم الذي يبدو على فريد (27 عاماً)، إلا أنه لا يتردد في سرد محاولة انتحاره. يقول لـ "العربي الجديد" إنه بعدما أحب فتاة تسكن في حيه (غرب بغداد) لمدة سبعة أعوام "رفضت والدتها زواجنا. حاولتُ مراراً تغيير رأيها، لكنها أصرت على الرفض، ما أصابني بالإحباط. فقد كانت كل شيء في حياتي، وعدم زواجي بها يعني الموت. كان قرار الانتحار سهلاً. أغلقتُ باب غرفتي وقطعت شريان يدي. لكن لحسن حظي أن أخي اكتشف الأمر وسارع إلى نقلي إلى المستشفى".
من جهتها، تحكي طالبة في كلية الآداب رفضت الكشف عن اسمها، قصة انتحار إحدى صديقاتها. تقول إنها أحرقت نفسها بمادة البنزين للتخلص من زوجة والدها التي كانت تجبرها على القيام بكل أعمال المنزل وغيرها من الأمور. ولدى سؤال الأجهزة الأمنية والدها، أنكر الأمر، قائلاً إنها احترقت بعدما علق ثوبها بالمدفئة.
في هذا الإطار، تؤكد "المفوضية السامية لحقوق الإنسان" أن هناك زيادة في حالات الانتحار في عموم العراق. وتقول عضو مجلس المفوضين سلامة الخفاجي لـ"العربي الجديد" إنه "خلال العام 2013، تم تسجيل 633 حالة انتحار، لترتفع في العام 2014 إلى 701".
تُضيف أن الأسباب كثيرة منها "قصص الحب الفاشلة، أو مشاكل الأسرة"، لافتة إلى أن "حالات الانتحار تتركز في مناطق جنوب العراق ومحافظات إقليم كردستان". وتلفت إلى أن "المفوضية تسعى من خلال برامج تطلقها بين فترة وأخرى إلى الحد من هذه الظاهرة وتحديد الأسباب الحقيقية. لكن ذلك لن ينجح ما لم يكن هناك تعاون وثيق بين رجال الدين والمنظمات الأكاديمية والثقافية".
من جهته، يقول المدير العام للشرطة المجتمعية في وزارة الداخلية صلاح حمادي لـ "العربي الجديد": "لاحظنا أن غالبية المنتحرين هم من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 17 و30 عاماً"، لافتاً إلى أن أكثر طرق الانتحار شيوعاً هي تناول العقاقير الطبية (بالنسبة للنساء)، وإطلاق رصاصة على الرأس بالنسبة للرجال. يضيف: "بعد التحقيق في كثير من الحوادث، لاحظنا أن العائلات غالباً ما تلجأ إلى التستر على الأمر، بسبب العادات والتقاليد العشائرية".
إلى ذلك، يعزو أستاذ علم النفس نائل بهجت أسباب إقدام العراقيين على الانتحار إلى "انفتاح البلاد على العالم بعد عام 2003، الذي أدى إلى تخلي كثير من العائلات عن التقاليد والأعراف، عدا فشل بعض العلاقات العاطفية، ما يولد حالة من الاكتئاب تؤدي أحياناً إلى الانتحار". يلفت لـ "العربي الجديد" إلى أن "أسباب انتحار الشباب عادة ما تكون محصورة بقصص حب فاشلة، أو الفقر، أو عدم قدرتهم على تحمل المسؤولية، والفشل في الدراسة. وخلال العام الحالي، تم تسجيل 11حالة انتحار لتلاميذ لعدم نجاحهم في الدراسة أو حصولهم على معدلات جيدة".
من جهتها، تقول أستاذة علم النفس في كلية الآداب ــ جامعة بغداد سولار محمد لـ "العربي الجديد"، إن "لجوء الفتاة إلى الانتحار يرتبط بدورها الثانوي في المجتمع، وخصوصاً أنها لا تملك حق اتخاذ القرارات. كما أنه يفرض عليها القبول بكثير من الأمور التي تخالف رغباتها، ما يحولها إلى إنسانة ضعيفة".
تجدر الإشارة إلى أن رئيسة لجنة المرأة والأسرة في مجلس النواب رحاب خشجوري تطالب بإفساح المجال أمام المرأة، لتتسنى لها المشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والتنموية، علماً أن تهميشها قد يزيد من لجوئها إلى خيار الانتحار. تقول لـ "العربي الجديد" إنه "على الرغم من أن الأنباء تؤكد زيادة نسبة الانتحار في العراق بشكل كبير، إلا أنه ليس هناك أرقام دقيقة". تضيف: "المتفق عليه أن الانتحار بات ظاهرة مخيفة في جميع المحافظات، ما يتطلب من منظمات المجتمع المدني المعنية بالأسر وحقوق الإنسان تفعيل برامج حقيقية تحاكي مشاكل وهموم الشباب والفتيات، على أن تكون مدعومة من المؤسسات الحكومية، وتضم ذوي الاختصاص وأصحاب التجارب بهدف التوصل إلى حلول".