الحارس الأساسي..صُداع في رأس مدربي الفرق الكبرى

أصبحت مشكلة تحديد هوية الحارس الأساسي بمثابة لغز كبير لدى مجموعة من الأندية الأوروبية الكبرى، لا سيّما وأنّ حراس المرمى قد نالوا خلال سوق الانتقالات الصيفية الحالي نصيب الأسد من التعاقدات وكتبوا حلقات مثيرة من الصراع بين الفرق الأوروبية الكبرى.

ومن المتوقع أن يشهد مركز حراسة المرمى في بعض الأندية الكبرى بدوري أبطال أوروبا هذا الموسم تنافساً مُنقطع النظير، خصوصاً في ظل وجود تُخمة غير معهودة على صعيد مركز حراسة المرمى في عددٍ من الفرق الأوروبية.

وأشعل سوق الانتقالات الصيفية الحالي أو "ميركاتو حراس المرمى"، من وتيرة المنافسة على المقعد الأساسي في مركز حراسة المرمى بالفرق الأوروبية الكبرى، إذ تشهد الأندية الأوروبية فائضاً قد يضع العديد من حراس المرمى الكبار على مقاعد البدلاء.

ريال مدريد
لا يزال التنافس محتدماً على مركز حراسة المرمى بنادي ريال مدريد الإسباني، بطل النسخة الماضية من بطولة دوري أبطال أوروبا وبطل السوبر الأوروبي، وذلك رغم رحيل حامي عرين الفريق دييجو لوبيز، إلى صفوف ميلان الإيطالي.

وتعاقد نادي العاصمة الإسبانية مع حارس مرمى منتخب كوستاريكا، كيلور نافاس، ما أجبر النادي الملكي على التخلص من حارس مرماه السابق دييجو لوبيز، والاعتماد فقط على حارسه المخضرم، إيكر كاسياس، إضافة إلى نافاس المنضم حديثاً قادماً من صفوف ليفانتي، في الموسم الجديد.

ويتعيّن على نافاس أن يكون مُستعداً للدخول في منافسة مع إيكر كاسياس من أجل نيل مكان في التشكيلة الأساسية لريال مدريد، وذلك بعد أن حقق ما وصفه بأنه "حلم" الانتقال إلى الملكي.

وبدا حامي عرين كوستاريكا، جاهزاً بشكل كبير من أجل منافسة كاسياس على المقعد الأساسي في ريال مدريد، بل وحتى التفوق عليه مثلما ظهر في مقطع فيديو نشرته صحيفة "ماركا" الإسبانية، ظهر من خلاله الحارس الجديد مُتمتعاً بحيوية كبيرة، على النقيض تماماً من كاسياس الذي بدت عليه علامات تقدم السن.

برشلونة
ولا يختلف الحال كثيراً عند نادي برشلونة الإسباني، الغريم التقليدي للريال، فمن المتوقع أن يكون التنافس على أشده بين حراس مرمى النادي الكتالوني، بوجود التشيلي كلاوديو برافو والألماني أندريه تير شتيجن، واللذان انضما لفريق "البلاوجرانا" في الميركاتو الصيفي، لخلافة حراس مرمى الفريق السابقين، فيكتور فالديس وخوسيه بينتو.

وانشغلت وسائل الإعلام الإسبانية على مدار الأسابيع الماضية، في التكهن بشأن هوية الحارس الذي سيدفع به المدرب لويس إنريكي أساسياً لحماية عرين نادي "البارسا" وذلك قبل أن يتعرض الحارس الألماني لإصابة على مستوى الظهر، خلال تدريبات فريقه التي أقيمت استعداداً لخوض الموسم الجديد.

ورغم أنّ إصابة شتيجن قد حسمت الجدل بصورة مؤقتة، حيث سيستعد الحارس برافو للمشاركة أساسياً مع فريقه برشلونة في مباراته الأولى أمام إلتشي على ملعب "كامب نو" يوم 24 من الشهر الجاري، إلا أنّ لويس إنريكي وجد نفسه في حيرة بين اختيار الحارس التشيلي الذي تألق بشكلٍ لافتٍ رفقة منتخب بلاده في بطولة كأس العالم الأخيرة بالبرازيل، وبين الحارس الذي اختير كأفضل حارس في الدوري الألماني في موسم 2011-2012.

تشليسي
نادراً ما يتردد المدير الفني لنادي تشليسي الإنجليزي، البرتغالي جوزيه مورينيو، في اختيار أسماء التشكيلة الأساسية التي سيُعول عليها في البطولات المحلية والأوروبية، لكن المدرب الاستثنائي يبدو الآن يجد صعوبة في اختيار الحارس الأساسي لفريقه، في ظل امتلاكه لحارسين من الطراز الفني الرفيع، وهما البلجيكي تيبو كورتوا والتشيكي بيتر تشيك.

ولا يزال الغموض يكتنف مصير حراسة المرمى لنادي العاصمة البريطانية قبيل ساعات قليلة من انطلاق بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، حيث لم يُحدد "سبيشل وان" بعد من سيكون الحارس الأساسي، ولم يخبر لاعبيه بهذا الأمر، لكنه سيكشف عن هذا القرار يوم الأحد.

وعاد الحارس البلجيكي إلى ناديه الأصلي بعد فترة إعارة استمرت ثلاث سنوات في نادي اتليتيكو مدريد بطل الدوري الإسباني، ساهم خلالها في تتويج فريقه بعدد كبير من الألقاب، وذلك في خطوة أثارت جدلاً واسعاً خصوصاً وأنّ الحارس البالغ من العمر 22 عاماً صرح في وقتٍ سابق بأنّ فكرة الجلوس على مقاعد البدلاء لا تستهويه نهائياً.

ودافع كورتوا عن ألوان فريقه في عددٍ من المباريات الاستعدادية هذا الصيف، ما اعتبره أغلب المحللين والنقاد مؤشراً ليكون الحارس رقم واحد في الفريق بإشراف المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، وهو الأمر الذي قد يعجل برحيل تشيك الذي دافع عن عرين الفريق في العشرة أعوام الأخيرة، وقاده للتتويج بالعديد من الألقاب المحلية والأوروبية.

ورغم أنّ مورينيو أكّد أنّه لن يخشى أحدا في اتخاذ القرار المناسب، إلا أنّ المدرب البرتغالي لم يتعرّض لموقفٍ مشابه لهذا الذي الوضع مع تشليسي، بعد أن رفض فكرة إعارة كورتوا لأتلتيكو لموسم إضافي، إذ سيتعيّن عليه وضع أحدهما على دكة البدلاء في المباريات المقبلة، مما يعني فقدانه له مستقبلاً.

بايرن ميونخ
في الوقت الذي يتغنى فيه جمهور نادي بايرن ميونخ الألماني بحارس مرمى الفريق الأول بالنادي مانويل نوير، الذي يُعد من أفضل حراس المرمى في العالم خلال الوقت الحالي، كان لإدارة النادي البافاري رأي آخر عندما تعاقدت مع الحارس الدولي الاسباني بيبي رينا، لمدة ثلاث سنوات، وذلك لمنافسة نوير على المقعد الأساسي.

ورغم تأكيد إدارة النادي على أنّ رينا (31 عاماً) سيكون الحارس الثاني داخل صفوف النادي البافاري بعد مانويل نوير، الذي لعب دوراً بارزاً في إحراز منتخب ألمانيا لقبه الرابع في كأس العالم بالبرازيل، وفاز بجائزة أفضل حراس المونديال، إلا أنّ مركز نوير سيكون مهدداً، سيّما وأنّ رينا قدّم موسماً مُميزاً مع نابولي الإيطالي العام الماضي.

مانشستر سيتي
أعلن نادي مانشستر سيتي الإنجليزي بطل الدوري الممتاز، عن تعاقده رسمياً مع الحارس الأرجنتيني ويلي كاباييرو، الذي انضم إليه قادماً من صفوف نادي ملقة الإسباني في عقدٍ لمدة ثلاث سنوات.

وسيتنافس الحارس الأرجنتيني، البالغ من العمر 32 عاماً، مع جو هارت حارس إنجلترا عقب رحيل الحارس الاحتياطي كوستل بانتيليمون إلى سندرلاند، حيث ستكون فرصة مشاركته كأساسي قائمة في ظل الهفوات المتكررة التي ارتكبها الحارس الإنجليزي الموسم الماضي.

رفع حارس مانشستر سيتي الجديد لواء التحدي مبكراً في وجه زميله جو هارت، عندما أطلق تصريحاً صحفياً قال فيه إنه لم ينضم إلى صفوف "السيتزن" هذا الصيف للجلوس على مقاعد البدلاء، محذراً "هارت" على أنه سيقاتل على المركز رقم 1 في ملعب "الاتحاد" هذا الموسم.