الحادثة الأكبر منذ عام 1990

25 سبتمبر 2015
ما زالت الحوادث تقع... (فرانس برس)
+ الخط -

كبيرة هي الجهود التي تبذلها الحكومة السعودية لإنجاح موسم الحج، ولا سيّما مع فصل أكثر من 300 ألف عنصر للمهام الأمنية والطبية والخدمية. لكن، على الرغم من ذلك، ما زالت الحوادث تقع لأسباب مختلفة، ويذهب ضحيتها عشرات الحجاج.

وحادثة الأمس التي تعدّ الأكبر منذ عام 1990، هي الثانية هذا العام بعد حادثة سقوط رافعة البناء، الجمعة 11 سبتمبر/ أيلول الجاري في داخل الحرم المكي، التي أدّت إلى وفاة 111 حاجاً وإصابة أكثر من 238 آخرين. وكان الحرم المكي قد شهد العديد من الحوادث المؤسفة في التاريخ الحديث، بعضها كان بفعل فاعل أو بسبب إهمال من بعض الحجاج.

في عام 1987 مثلاً، اندلعت اشتباكات عنيفة بين حجاج إيرانيين وقوات الأمن السعودي، قُتل خلالها نحو 400 شخص أكثريتهم من الحجاج الإيرانيين. وفي عام 1997، نشب حريق كبير في أحد مخيمات منى نتيجة استخدام سخّان يعمل بالغاز، وقد توفي إثره 343 حاجاً بعدما التهمت النيران أكثر من 70 ألف خيمة، في حين أصيب أكثر من ألف و400 حاج آخرين. بعدها، منعت السعودية استخدام هذا النوع من السخانات، ونصبت خيماً مقاومة للحريق في منى.

أما الحادثة الأكثر مأساوية في الحرم المكي، فوقعت في عام 1990 وهي تُعرف باسم "نفق المعيصم". وفي حين كانت بيانات أولى قد أشارت إلى أن ألفاً و426 حاجاً راحوا ضحيتها، أشارت مصادر شبه رسمية إلى أن أكثر من أربعة آلاف حاج قضوا فيها. معظم هؤلاء كانوا من الإندونيسيين والأتراك، وذلك نتيجة التدافع في نفق المعيصم. وحتى اليوم، لا يُعرف السبب الحقيقي وراء الحادثة، لكن الرواية الرسمية أعادتها إلى التدافع الكبير. أما مصادر أخرى، فأشارت إلى تعطل مراوح الشفط في النفق الذي يزيد طوله عن ألفَي متر، فيما رجّحت روايات غير رسمية تنفيذ عمل إرهابي. وقد تكرّرت حوادث التزاحم في عام 2003 لكن بدرجة أقل، مع وفاة 14 حاجاً في حادثة تدافع بالقرب من جسر الجمرات، من بينهم ستّ نساء. وفي عام 2006، توفي في المكان نفسه (مثل هذا العام) تقريباً وفي الظروف نفسها 362 حاجاً وأصيب مئات آخرون، في حين توفي أيضاً 76 حاجاً نتيجة انهيار فندق كانوا يسكنون فيه.

كذلك، تسبّب تأخر فتح أبواب قطار المشاعر في عام 2012، في تدافع كبير بين الحجاح، نتج عنه وفاة 43 منهم، معظمهم من المصريين. وأتت الحادثة بسبب تجربة الشركة المشغلة للقطار، حديثة العهد. هو كان يقوم برحلته الأولى بين المشاعر المقدسة.

اقرأ أيضاً: يوم حزين في الحرم