الجيش اليمني يغنم آليات للانفصاليين في أبين... والحكومة تتوعّدهم بـ"إجراءات رادعة"

13 مايو 2020
لم تسفر المعارك عن أي تقدم (صالح العبيدي/فرانس برس)
+ الخط -
قالت مصادر عسكرية يمنية إن المعارك الدائرة في محافظة أبين بين القوات الحكومية والانفصاليين المدعومين من الإمارات، أسفرت، الأربعاء، عن خسائر مادية كبيرة، دون تحقيق تقدم نوعي على الأرض.

ولا تزال المعارك تدور في صحراء شقرة ومحيط قرية الشيخ سالم في أبين، والتي تحولت إلى نقطة تماس بين القوات الحكومية وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، وسط مساع للجيش الوطني الموالي للشرعية للتقدم صوب زنجبار.

وأشارت المصادر، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إلى أن القوات الحكومية نفذت كمينا لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي في محيط منطقة الشيخ سالم، القريبة من مدينة "زنجبار"، عاصمة محافظة أبين.

وذكرت المصادر أن الكمين الحكومي أسفر عن اغتنام آليات عسكرية كبيرة تابعة للانفصاليين، منها مدرعات عسكرية و7 دوريات، فيما تم أسر 13 عنصرا من القوات التابعة للمجلس الانتقالي.

ووفقا للمصادر، فقد بلغ عدد أسرى القوات الانفصالية لدى الجيش الوطني أكثر من 60 عنصرا خلال الـ48 ساعة الماضية.
ونشرت القوات الحكومية لقطات لمدرعات عسكرية تابعة للمجلس الانتقالي تم اغتنامها في المعارك، فيما نشرت وسائل إعلام موالية للانفصاليين لقطات لدوريات عسكرية متفحمة، قالت إنها تابعة للشرعية وتم إعطابها بقصف مدفعي.
وفي ما يخص الخسائر البشرية، زعم الجانبان مقتل العشرات في صفوف كل طرف منهما، لكن مصادر أكدت لـ"العربي الجديد"، أن حصيلة القتلى، الأربعاء، لم تتجاوز 6 من الطرفين.
وخلافا للمعارك، دفعت القوات الحكومية والمجلس الانتقالي الجنوبي بقوات جديدة إلى محافظة أبين.

وفي هذا السياق، شدد رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك، الأربعاء، على ضرورة تراجع المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا عن تمرده وتصعيده المستمر، ملوحا باتخاذ إجراءات رادعة.

وقال عبد الملك، خلال لقائه بسفراء الدول الخمس الكبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن: "الإصرار على رفض الدعوات الدولية للتراجع عما يسمى إعلان الادارة الذاتية، والتصعيد المستمر يحتم على الدولة اتخاذ إجراءات رادعة"، وفقا لوكالة "سبأ" الرسمية.

وجدد عبد الملك "التزام الحكومة الكامل بتنفيذ اتفاق الرياض بشكل كامل، والذي استوعب المصالح المشروعة للجميع وتضمن إصلاحات ضرورية تضمن توحيد كافة القوى والجهود داخل بنية الدولة وتحت لوائها".

وأشار رئيس الحكومة إلى أن "الجيش الوطني سيقوم بكل ما يلزم للحفاظ على الدولة ومؤسساتها وحماية مصالح المواطنين وأمنهم واستقرارهم".

وأضاف أن "تصرف الحكومة بحكمة وعقلانية لا يعني الضعف، ولكن ينطلق من الحرص على مصلحة المواطنين والالتفات لمعاناتهم، وليس إضافة المزيد من المعاناة كما يسعى لذلك المغامرون والعابثون".

وأكد أنه "لا يمكن السماح بالانتقاص من دور مؤسسات الدولة أو انتزاع صلاحياتها تحت أي ظرف، وسيتم التعامل بحزم ولن نتهاون مع ذلك"، في إشارة إلى استيلاء "الانتقالي" على مؤسسات الدولة في عدن.
وفي وقت سابق، الأربعاء، دعا المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً، إلى تدشين ما وصفه بـ"المقاومة المسلحة" في وادي حضرموت وعدد من المدن الجنوبية، فيما حذر محافظ حضرموت من أنه سيتم ردع من يعمل خارج مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية.

وجاءت دعوات المجلس الانتقالي الجنوبي رغم الدعوات الحكومية المتكررة للعدول عن خطواته الانقلابية، وفي مقدمتها الإدارة الذاتية للجنوب، باعتبار أن التراجع عن ذلك يعتبر الحل الأمثل لحفظ الدماء والحوؤل دون أي معركة محتملة بدأت بواكيرها بالاندلاع بمحافظة أبين.

ودعا القيادي الانفصالي أحمد سعيد بن بريك، الذي يقدّم نفسه بأنه "رئيس الإدارة الذاتية"، قبائل وشباب ومقاومة حضرموت لتدشين المقاومة المسلحة في مدينة وادي حضرموت وشبوة وأبين، ابتداء من الخميس.

ويترافق التوتر العسكري على الأرض مع تصعيد إعلامي من الحكومة اليمنية ضد الانفصاليين، اتهمت فيه المجلس الانتقالي بطعن الشرعية والتحالف السعودي، وتقديم خدمة مجانية للانقلاب الحوثي.

وقال وزير الإعلام، معمر الإرياني، إن التصعيد الذي قام به "الانتقالي" المدعوم إماراتياً وصولاً لإعلان انقلاب مكتمل الأركان، لم يستهدف الحكومة الشرعية في المناطق المحررة فحسب، بل الجهود السعودية لإعادة الاستقرار إلى اليمن بشكل عام.
المساهمون