يستقبل فريق الجيش الملكي منافسه الوداد في كلاسيكو المغرب رقم 136، لحساب الجولة 22 من الدوري المغربي، على ملعب الأمير عبد الله بالرباط، إذ سيحاول أصحاب الأرض رد دين الذهاب، بعد الهزيمة التي تلقوها بهدف نظيف، بينما سيحاول الفريق الأحمر تحقيق الانتصار لمواصلة تشديد الخناق على غريمه الرجاء متزعم بطولة الدوري.
وبعد "ديربي" مدينة الدار البيضاء الذي يجمع الرجاء والوداد، يُعتبر "الكلاسيكو" (بين الجيش والوداد) المباراة الأكثر أهمية في الدوري المغربي بين الناديين الأكثر تتويجا في المملكة. وتميل كفة المواجهات المباشرة في "الكلاسيكو" لجهة الوداد، الذي يعد "عقدة" في الوقت الذي جمعت الناديين 135 مباراة عبر التاريخ منذ موسم 1959، الذي شهد صعود الجيش الملكي إلى دوري الدرجة الأولى عاماً واحداً بعد تأسيسه، وحقق الوداد 43 فوزاً، بينما فاز الجيش 31 مرة فقط، وانتهت المباريات بالتعادل بينهما 61 مرة.
مباراة اليوم بين الجيش والوداد سيحاول من خلالها الجيش التصالح مع جماهيره بعد التعادل المخيّب الذي حققه في آخر ظهور أمام أولمبيك خريبكة بهدف لمثله، جعل الفريق يحتل حاليا الصف السادس في ترتيب الدوري برصيد 34 نقطة، بينما يوجد الوداد في المركز الثالث برصيد 40 نقطة. عبد الرحيم طاليب، مدرب الجيش الملكي، وهو لاعب ومدرب سابق للوداد ويعرف أسرار البيت الأحمر، وبالتالي سيدفع لاعبيه نحو الاستفادة من نقاط الضعف المختلفة داخل تشكيلة الوداد، لكن عناصر الفريق الأحمر لا تريد ترك الفرصة وتضييع المزيد من النقاط من أجل الضغط أكثر على صاحبي الصفين الأول والثاني، ما يؤكد أن زملاء القائد النقاش لن يكونوا أمام خيار سوى الانتصار خارج ملعبهم إذا أرادوا الاستمرار في المنافسة على لقب الدوري المحلي.
باستثناء غياب مدافع الجيش الملكي، ديني بورغيس للإيقاف، سيلعب الفريق العسكري مكتمل الصفوف أمام الوداد، بعودة مهاجمه عماد الراحولي الذي تعرض أخيرا للإصابة، وسيستفيد ربان الجيش من كافة عناصره. وسيكون نجوم الوداد، الذين تعرضوا لإصابات في الآونة الأخيرة متاحين أمام المدرب غاريدو، وفي مقدمتهم المهاجمان أيمن الحسوني وبديع أووك، بالإضافة إلى الظهير الأيسر بدر كادارين، بعد شفائهم ونيلهم موافقة نهائية من الجهاز الطبي كي يحضروا مباراة الكلاسيكو، وهو الأمر الذي أسعد كثيرا الطاقم الفني للوداد، الذي لن تعاني مجموعته من أي غياب.
وقلل الإسباني خوان غاريدو مدرب فريق الوداد، من أهمية "الكلاسيكو" أمام الجيش الملكي، وقال إنه ينظر لهذه المباراة نظرته لبقية مباريات الدوري المغربي، التي يتعامل معها بجدية كاملة لتسلق المراتب واحتلال مراكز تجعل فريقه ضمن سباق الفوز بلقب الدوري المغربي. وأضاف غاريدو في تصريحات نقلتها وسائل إعلام مغربية، أن مواجهة الجيش الملكي دائما ما تكون صعبة، والفريق الأحمر سيبذل كافة مجهوداته لتحقيق نتيحة إيجابية. من جانبه، فتح مدرب الجيش الملكي باب التفاؤل بخصوص مباراة الكلاسيكو، مشددا في حديثه لـ"العربي الجديد"، على رغبته في الفوز، لكنه أكد أن ذلك لن يتم إلا بضرورة الإقناع في الملعب، وفي هذا الإطار تحدث قائلا: "تابعت مباريات الجيش الملكي أخيرا عبر التلفاز بهدوء. نملك فريقا جيدا وعناصرنا ستكون مطالبة اليوم بتحقيق نتيجة إيجابية في مباراة الكلاسيكو، كي ترتفع معنوياتها للاستمرار بشكل جيد، فالتعادل الأخير ضد أولمبيك خريبكة لن يحد من عزيمتنا لمواصلة تصحيح مسارنا في الدوري".
وفي الوقت الذي رصد سعيد الناصري، رئيس الوداد، مكافأة مالية للاعبيه من أجل تحقيق نتيجة إيجابية في قلب العاصمة الرباط، لم يفصح عن قيمتها، نفى مصدر من داخل مجلس إدارة الجيش الملكي أن يكون مسؤولو الفريق لعبوا بورقة المال لتحفيز اللاعبين على تحقيق نتيجة إيجابية، معتبرا أن مباراة الكلاسيكو تعتبر مثلها مثل باقي المباريات وليس استثناء كي يتم وضع منحة مالية خاصة للاعبين للفوز بها. وظلت الجماهير وأهازيجها في مدرجات ملاعب الكرة ملحا للمباريات وبغيابها فقدت المستديرة حلاوتها، ورغم ذلك سيحاول لاعبو الجيش الملكي كما عناصر الوداد، تقديم مباراة تليق بتاريخ الفريقين.
ورغم الانتقادات الكثيرة من الجماهير، والتي طاولت عبد الرحيم طاليب، مدرب زعيم الأندية المغربية الجيش الملكي، الذي تراجعت نتائجه في السنوات الأخيرة، إلا أنه يتطلع لمفاجأة الوداد ويأمل بأن تكون انطلاقة فريقه للحاق بأندية الزعامة انطلاقا من مواجهة اليوم، لذلك حرص على الرفع من إيقاع تدريبات لاعبيه من خلال تجهيزهم بدنيا ونفسيا لمباراة الكلاسيكو، فيما لن يدخر غاريدو بدوره أي مجهود لحسم نقاطها، كي يكون في الموعد، وهو الذي طالب رئيس الوداد ببعض الوقت من أجل تكوين مجموعة قوية، خاصة بعدما تخلى قبل أسبوع عن المدافع عادل الرحيلي.
وسيعتمد غاريدو على الشاب حمزة أسرير في قطب الدفاع إلى جانب إبراهيم نجم الدين، رغم افتقادهما لتجربة المباريات الكبيرة، ما يؤكد أن لاعبي الوداد أصحاب التجربة، وفي مقدمتهم وليد الكرتي، مطالبون أكثر من أي وقت مضى بالحضور بقوة لقيادة الفريق بحثا عن الانتصار الثالث عشر هذا الموسم، بعدما تعادلوا في 4 مناسبات وانهزموا في 5 مباريات، مقابل ذلك لن يكون أمام الجيش الملكي، الذي احتفل قبل أسبوع بذكرى تأسيسه الـ62، من خيار سوى تحقيق الانتصار العاشر هذا الموسم، بعدما تعادل الفريق العسكري في 7 مباريات وخسر 7، لذلك حاول الاستعداد بشكل جيد، كي يكون جاهزا لربح تحدي الانتصار أمام الفرسان الحمر.