ثبّت الجيش التركي مساء الأحد نقطتين جديدتين في منطقة جسر الشغور غربي إدلب، شمال غربي سورية، في إطار عمليات الانتشار بمحيط طريق حلب - اللاذقية (إم 4). وتمركزت القوات في قريتي المشيرفة وتل خطاب قرب الحدود الإدارية مع محافظة حماة جنوبي مدينة جسر الشغور.
وكان الجيش التركي استقدم خلال الساعات الـ48 الماضية نحو خمسة أرتال، ضمّت آليات عسكرية ثقيلة ودبابات ومعدات لوجستية وجرافات.
وبحسب المرصد السوري فإن عدد نقاط المراقبة والانتشار التركية في الشمال السوري بلغ 46، فيما ارتفع عدد الآليات التي دخلت إدلب منذ اتفاق وقف إطلاق النار في الخامس من مارس إلى أكثر من 1500.
وتأتي هذه الخطوة في إطار تعزيز وجود القوات التركية قرب طريق "إم 4" الذي تمّ الاتفاق مع روسيا مطلع مارس / آذار الجاري على تسيير دوريات عليه في إدلب.
وسيّرت القوات التركية خمس دوريات بمعزل عن روسيا بين قرية الترنبة شرقاً وبلدة محمبل غرباً، بعد اعتراض معتصمين على دخول الآليات الروسية.
كما شهد محور قرية حزارين في جبل الزاوية محاولة تقدم لقوات النظام، تصدّت لها الفصائل العسكرية وقتلت ثلاثة من عناصر المجموعة التي حاولت التقدم ودمرت دبابة لها بصاروخ حراري.
وكانت المناطق المحاذية للطريق الدولي "إم 4" شهدت خلال الأيام الماضية احتجاجات من الأهالي، على الاتفاق الروسي-التركي بتسيير دوريات مشتركة على هذا الطريق الذي يقع جزء كبير منه في مناطق سيطرة فصائل المعارضة، ويفصل نحو 40 قرية في منطقة جبل الزاوية جنوبي الطريق عن بقية المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وتقول روسيا إن تنظيمات متطرفة تقف خلف هذه الاحتجاجات، وهو ما منع تسيير دوريات مشتركة على الطريق وفقاً للاتفاق الروسي - التركي الأخير.
وأعلن الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين توصلهما إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في إدلب اعتباراً من السادس من مارس/ آذار وتسيير دوريات على طريق "إم 4" في الـ15 من ذات الشهر.
وصدر بيان مشترك عن البلدين تضمن الاتفاق على إنشاء ممر آمن بعمق ستة كيلومترات شمالي الطريق الدولي "إم 4" و ستة جنوبه.
وجاء الاتفاق على خلفية المستجدات في إدلب إثر التصعيد الأخير الذي شهدته المنطقة، الذي بلغ ذروته بمقتل 33 جندياً تركياً أواخر فبراير/ شباط الماضي جراء قصف جوي لقوات النظام السوري على منطقة "خفض التصعيد".