حذرت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من أن الضفة الغربية تعيش على صفيح ساخن، محذرة من أن الأوضاع الأمنية يمكن أن تنفجر في أي وقت.
ونقل موقع صحيفة "معاريف" اليوم السبت عن مصادر أمنية في تل أبيب قولها إن احتمالات التصعيد في الضفة الغربية تتعاظم على خلفية عمليات المقاومة التي شهدتها المنطقة مؤخرا ومع قرب حلول مناسبات وطنية فلسطينية يتم توظيفها عادة في تبرير التصعيد، مثل: يوم الأرض، وذكرى النكبة، وحلول شهر رمضان.
وأشار معلق الشؤون العسكرية في الصحيفة، طال ليفرام، إلى أنه على الرغم من أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية غالبا ما تصدر تقديرات مماثلة في مثل هذا الوقت من السنة وعشية المناسبات الوطنية التي يحييها الفلسطينيون، إلا أنه لفت الأنظار إلى أن هذا العام شهد تحولا إضافيا تمثل في خسارة السلطة الفلسطينية 55% من موازنتها بسبب رفضها تسلم عوائد الضرائب من إسرائيل في أعقاب قرار تل أبيب اقتطاع رواتب الأسرى والشهداء منها.
وحسب لفرام، فإن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تشير إلى أن تراجع مداخيل السلطة المالية لم يتأثر فقط بقرارها التوقف عن استلام عوائد الضرائب، بل أيضا نتاج قرار إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وقف مساعداتها المالية المباشرة للسلطة والتوقف عن دفع حصتها في موازنة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
وأشار إلى أن قادة الأمن الإسرائيلي يرون أنه سيكون من الصعوبة على السلطة مواصلة العمل في حال لم يتم توفير مصادر مالية لتغطية العجز في الموازنة العامة.
وحسب المعلق الإسرائيلي، فإن تل أبيب ترى أن حصول الموظفين وضمنهم منتسبي الأجهزة الأمنية على 50% من الراتب يمكن في النهاية أن يؤثر سلبا على التعاون الأمني، عبر المس بدافعية عناصر أمن السلطة للانخراط في الأنشطة الهادفة إلى منع تنفيذ عمليات داخل أرجاء الضفة الغربية.
وأشار إلى أنه على الرغم من أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس غير معني بإشعال الأوضاع "إلا أنه يكفي أن يقع حدث ما ويشعل المنطقة بشكل درامتيكي، مثل تطور يتعلق بالمسجد الأقصى، أو سلسلة عمليات تفضي إلى إشعال الضفة الغربية".
ولفت إلى أن ما يثير قلق الأمن الإسرائيلي أن منفذي العمليات الفردية باتوا أكثر قدرة على التخطيط لعملياتهم إلى جانب أنهم أصبحوا أكثر جرأة، مما يستدعي التحول لمواجهة هذه العمليات واحتواء تأثيراتها.
ولفت إلى أن هناك إجماعا على أن تفجر الأوضاع الأمنية في الضفة ستترتب عليه أضرار استراتيجية هائلة لإسرائيل، معتبراً أن تحقيق هذا السيناريو يعني أن تكون معالجة الأوضاع في الضفة على رأس أولويات الحكومة الإسرائيلية القادمة.
ولفت إلى أن ما يثير القلق في أوساط قيادات الجيش أن تمكن منفذي عمليات المقاومة الفردية من مفاجأة الجنود تقلص من قدرة الجيش على مواجهتها، مشيراً إلى أن منفذ عملية سلفيت، الشهيد عمر أبو ليلي، تمكن من اختراق كل أحزمة الحماية في محيط مستوطنة "إرئيل".
وشدد على أن سلوك الجنود أثناء العملية التي نفذها أبو ليلي كانت إشكالية بشكل خاص، على اعتبار أنهم حرصوا على عدم المواجهة معه مما مكنه من مواصلة إطلاق النار والانسحاب من المكان.
لفت إلى أن التحقيقات التي أجريت دللت على أن جنودا أصيبوا بحالة من الفزع عندما تمكن أبو ليلي من مباغتة موقعهم.
وأشار إلى أن قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال، نداف فدان، أصبح يعتمد على "وحدة مكافحة الإرهاب" (يمام) في تنفيذ عمليات الاعتقال والاغتيال الهادفة إلى مواجهة عمليات المقاومة الفردية والمنظمة.