في تطور مهم في الساحة الأفغانية، أفادت القوات الأميركية بأنها استخدمت لأول مرة قنبلة جي بي يو 43 وهي أكبر قنبلة غير نووية، المسماة بأم القنابل في أفغانستان، مستهدفة مركزاً لتنظيم "الدولة الإسلامية" ( داعش)، فيما علق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على هذه الواقعة بالقول إنّ ذلك "يظهر الفرق" بينه وبين الرئيس السابق، باراك أوباما.
وبينما تؤكد مصادر أميركية أن الهدف كان مركزاً لتنظيم "داعش" قرب الحدود الأفغانية الباكستانية، تؤكد مصادر قبلية لـ"العربي الجديد" أنها ألحقت أضراراً كبيرة بالسوق المجاور لموقع الحادث وبمنازل الأهالي.
كما أفادت المصادر القبلية نفسها بأن القنبلة الأميركية ألقيت على موقع في حي كمكي كلا، القريب من سوق شدل الشهير، في مديرية أتشين الحدودية مع باكستان بإقليم ننجرهار في شرق أفغانستان.
وذكر مصدر قبلي أن صوت القنبلة كان روتينياً، إذ إنهم سمعوا مرات عديدة مثل هذه الأصوات خلال الأيام الماضية، إذ استهدفت القوات الأميركية مواقع "داعش" في المنطقة منذ عدة أيام، ضمن عمليات "خالد" التي تشنها القوات الأفغانية الخاصة في المنطقة، معززةً بالطيران الأميركي.
وفي حين لم يتحدث المصدر حول الخسائر في الأرواح، إلا أنه أشار إلى تدمير عدد كبير من المحال التجارية في سوق شدل الوحيد في المنطقة.
ومن الصعب الحصول على معلومات أكثر حول التطور، إذ إن شبكات الهواتف النقالة باتت معطلة، والمصادر الحكومية لا تعلق عليه.
وفي هذا السياق، جاء في بيان وزارة الدفاع الأميركية أن "طائرة أميركية من طراز إم سي 130 ألقت القنبلة على مركز لتنظيم الدولة الإسلامية"، لافتاً إلى أن القنبلة هي أكبر قنبلة غير نووية وتسمّى أم القنابل.
كما قال قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال نيكولسن إن الهدف كان "تدمير منظومة أنفاق داعش في المنطقة".
بدوره، اعتبر الرئيس الاميركي دونالد ترامب أن استهداف موقع لـ"داعش" باستخدام أكبر قنبلة غير نووية لدى الولايات المتحدة، في وقت سابق اليوم، "يظهر الفرق" بينه وبين الرئيس السابق، باراك أوباما.
وعما إذا ما كان قد أوعز شخصياً بإلقاء القنبلة، قال ترامب خلال مؤتمر صحافي: "لقد منحناهم (قادة الجيش) تفويضاً كاملاً وهذا هو ما يفعلونه، وهذا هو ما جعلنا ناجحين مؤخراً".
وأضاف "إذا نظرت إلى ما تم خلال الأسابيع الثمانية الماضية، وقارنتها بما تم فعله خلال السنوات الثماني الماضية، فستجدون أن هنالك فرقاً هائلاً".
في المقابل، لم تعلق الحكومة الأفغانية لحد الآن على التطور، إلا أن مستشار الرئيس الأفغاني حنيف أتمر، سافر اليوم إلى مدينة جلال أباد عاصمة إقليم ننجرهار، وكان يرافقه رئيس الاستخبارات الأفغانية معصوم ستانكزاي، وقائد القوات الأميركية الجنرال نيكولسن.
وقال مصدر حكومي لـ"العربي الجديد"، "إنهم عقدوا اجتماعاً مهماً في موقع عسكري بمدينة جلال أباد، واتفقوا على شن عمليات فاصلة ضد داعش لاستئصال جذوره في شرق أفغانستان، وأن إلقاء القنبلة أتى بعد مغادرة هؤلاء القادة مدينة جلال أباد".
وكانت وزارة الدفاع الأفغانية قد أكدت في بيان لها صباح اليوم أن القوات الخاصة تمكنت من قتل ما يزيد على 100 من مسلحي "داعش"، بينهم قيادات ميدانية وقاضٍ لـ"داعش" لم تسمّه.