وفي حين أكد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، مايكل مان، البدء في صوغ مسودة الاتفاق مع إيران، مشيراً إلى استئناف المفاوضات في الثاني من يوليو/تموز المقبل، أعلنت وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، ويندي شيرمان، عن التوصل إلى "وثيقة عمل متخمة بالنقاط الخلافية".
وقال ظريف، خلال مؤتمر صحافي في ختام الجولة الخامسة من المحادثات، إنه "لا اتفاق حتى الآن حول المسائل الرئيسية"، قبل أن يستدرك بالقول إنه "يمكن أن نلمح بارقة أمل في بعض الحالات ولا نلمحها في حالات أخرى". وأضاف أنه "لا يمكن القول إن هناك مسودة مشتركة بين الطرفين، هناك اتفاق على بعض النقاط واختلاف على نقاط أخرى".
وأشار إلى أن "محادثات صياغة الاتفاق النووي النهائي استمرت لعشر ساعات وحتى صباح اليوم"، لافتاً إلى وجود "نواقص أكثر من الكلمات" في النص بسبب الخلافات، مؤكداً أنه "ليس هناك خلاف في الجزء الأكبر من مقدمة الاتفاق النهائي".
وانتقد الوزير الإيراني موقف واشنطن خلال المفاوضات، وقال إن "موقف الولايات المتحدة أكثر تشدداً من مواقف الدول الأخرى، لذا عليهم اتخاذ القرارات الأكثر صعوبة".
وأضاف "كنا نأمل أن يدخل الطرف الآخر بجدية في المحادثات الأمر الذي لم يحدث"، موضحاً أن "هناك ست دول لديها وجهات نظر مختلفة حول القضايا المطروحة"، لافتاً إلى أنه "لم يكن لدى أعضاء الفريق الآخر موقف مشترك وواحد تجاه المفاوضات".
وأكد ظريف أن المفاوضات ستستأنف "في الثاني من يوليو/تموز في فيينا وستتواصل ما دامت ذات فائدة" حتى بلوغ اتفاق، مشدداً على أنه "لا تراجع عن حقوق ايران المشروعة، وأن الطرف الآخر لن يحقق أي نتيجة إذا اصر على مواقفه القديمة". وأشار إلى أنه "مقابل اعتراف الطرف الآخر بالبرنامج النووي الإيراني، تقوم طهران بتبديد القلق الذي يساور الطرف الآخر".
وشدد على أنه "عندما تقدم إيران طرقاً لحل المشكلة فهذا لا يعني أنها مستعدة للتراجع عن حقوقها"، مؤكداً أن "طهران دخلت المفاوضات بحسن نية ولم تشارك من أجل تضييع الوقت".
وكان كبير المفاوضين الإيرانيين، عباس عرقجي، أعلن أن موضوعي الخلاف الرئيسيين هما درجة تخصيب اليورانيوم والبرنامج الزمني لرفع العقوبات.
في المقابل، قالت رئيسة الوفد الأميركي إلى المفاوضات النووية، ويندي شيرمان، "لا نعلم بعد ما اذا كانت ايران مستعدة لاتخاذ كل التدابير الضرورية لكي تضمن للعالم أن برنامجها النووي سلمي بحت وسيبقى" على هذا النحو.
وأوضحت وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، أن الجولة الخامسة من المحادثات لم تتمخض عن مسودة اتفاق، لكنها أسفرت عن "وثيقة عمل متخمة بالنقاط الخلافية بسبب استمرار الخلافات"، مشددةً على أن المفاوضات كانت "صعبة جدا لكنها بناءة".
من جهته، أعلن المتحدث باسم الاتحاد الاوروبي، مايكل مان، أن الجولة الخامسة من المفاوضات النووية انتهت يوم الجمعة فيما ستستأنف الجولة السادسة في الثاني من يوليو/تموز المقبل.
وأوضح المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين اشتون، أن اجتماعاً للمسؤولين الكبار في مجموعة "5 +1" التي تضم ألمانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا سيعقد اعتباراً من 26 يونيو/حزيران في بروكسل.
وقال مان "لقد بذلنا جهداً كبيراً طوال الأسبوع لتطوير عناصر ينبغي جمعها في اجتماعنا المقبل في فيينا اعتباراً من الثاني من تموز/يوليو"، مؤكداً أنه "بوشر صوغ وثيقة مشتركة مع ايران". وأضاف "عرض كل جانب عدداً من الأفكار حول مجموعة من القضايا وبدأنا في عملية إعداد مسودة الاتفاق".
ويتوجب على الطرفين المتفاوضين بلوغ اتفاق في موعد أقصاه 20 يوليو/ تموز انسجاماً مع الاتفاق المرحلي الذي وقع في جنيف وبدأ تنفيذه في يناير/كانون الثاني. وفي حال الفشل، يستطيع الطرفان تمديد المفاوضات لستة أشهر أخرى.
ووسط هذه الأجواء، أظهر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوم الجمعة، أن إيران تحركت فعلياً للتخلص من كل مخزونها الحساس من غاز اليورانيوم المخصب بموجب اتفاق نووي أبرم مع القوى العالمية الست العام الماضي.
وجاء في التحديث الشهري للوكالة التابعة للأمم المتحدة، التي تلعب دوراً مهماً في ضمان وفاء إيران بالتزاماتها ضمن الاتفاق الذي أبرم في 24 نوفمبر/تشرين الثاني، أن "إيران تفي بالتزاماتها لتقليص الجوانب المثيرة للجدل من أنشطتها النووية".